إسوارة فؤاد نعمان الخوري تزنر قوس القزح

 


قرأت مجموعة الشاعر فؤاد نعمان الخوري "قوس القدح إسوارتك" عدة مرات، بسبب حصولي عليها مرتين، المرة الأولى حين طلبت من الدكتورة بهية ابو حمد أن تأتيني بها ليلة توقيعها.

وفي الثاني عشر من آب وصلتني نسخة ثانية عبر البريد، مزينة بهذا الاهداء المحب الذي يتمنى لي به دوام العافية، وكأنه يدرك أن اهم ما أحتاجه في هذا العمر هو العافية:

يا صديقي الشاعر الكبير شربل بعيني، بهديك ها "الاسواره" عربون محبة وتقدير.. مع تمنياتي بدوام العافية والعطاء.

   قصائد "الاسوارة" تتشاوف على بعضها البعض، فكل واحدة منها تتوشح بحداثة مفعمة بالصور الشعرية الرائعة.. وخاصة قصيدة "شمس عتيقه"، التي ذكرتني بكتابي "الله ونقطة زيت". 

فيها يحاكي فؤاد الله كإبن وليس كعبد خائف من جبروته. ومن غير الإبن بإمكانه أن يتكلم مع أبيه "خوش بوش::



عتقت الشمس كتير، غيّرها

اضربها حجر من فوق واكسرها

هالارض شبعت عتم، نورها،

من الحبس حررها،

بالروح زنرها، 

وتسلّم الدفه!

اليأس عند فؤاد نعمان الخوري ظاهر في كل بيت من بيوت "الإسوارة"، ولكنه ساطع كالشمس التي لم تعتق بعد، في رباعية "ورق أيلول"، فلنقرأ معاً:

أصفر ورق أيلول؟ من همّو

دشّر البيت وما حدا لمّو!

وقالت النسمه للدرب بالسر:

ما اصفر لولا ما ترك امّو..

أربعة أسطر تختصر معاناة "الخوري" مع الغربة، فهو بذاته "ورق أيلول"، وهو بذاته الذي ترك أمه التي أهداها، رحمها الله، "مسبحة" شعرية خالدة، وهو بالذات الغرقان بهموم الغربة بعد أن ترك البيت الذي ولد وترعرع وكبر به، ليضيع " بين تذكرتين" دون أن يلمّه الوطن من جديد، بل تركه ينزف في غربته سنوات وسنوات.

فؤاد نعمان الخوري في "قوس القدح اسوارتك" يتخطى الحداثة الشعرية في شعرنا العامي، ليسلك طريقاً اخططه بنفسه، علّ الآخرين يسلكونه.

ألف شكر يا "بو طوني" على الكتابين.. والى "اسوارة" أخرى بإذن الله.

شربل بعيني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق