القيت في حفل توقيع ثلاثة كتب للاب يوسف جزراوي
عَرَفتُه.. الصَّليبُ فوقَ صدرِه
وحرفُه الأشمُّ تحتَ أمره
فقلتُ يا مشاعري ترنّمي
فلحنُه مُدَوْزنٌ كَشعرِه
وسطرُه كأنّهُ طريقُنا
ونحنُ نمشي في خُطُوطِ سطرِه
تأوَّهَ العراقُ مِنْ غيابِه
فَخِلْتُهُ المُصابَ مثلَ طَيْرِه
زوارقٌ تغتالُ نصفَ شعبِهِ
واللصُّ يغفو في زوايا قصرِه
بغدادُ تجري في العيونِ دمعةً
لكنّها البركانُ عِنْد ذِكْرِه
أتى الحياةَ كاهناً وعالماً
وكاتباً.. مُباركاً في سيره
فإن حكى توقّفتْ عقاربٌ
وإن بكى.. فدمعُه بنثْرِه
يا مارَ ميلس صُنْتَهُ كيْ يرْتقي
مجدَ العلى مُرسْمَلاً بفكرِهِ
طوباكَ طوبى، من رئيسٍ منصفٍ
مرجُ الزُّهورِ يَنْتشي من عطره
يا مارَ ميلسْ لمْ تسلْ عنْ سُؤْدَدٍ
أصبحتَ رمزاً، فَخْرُنا من فخرِهِ
أنتَ العظيمُ رِفْعَةً لمّاعةً
يسوعُ قد أعطاكَ نورَ فجرِه
أَيوسُفٌ.. تدورُ في سمائه
نجومُنا، وبِئرُنا كبئره
ونحن لا نخونُه كإخوةٍ
فإسمُهُ يُضيءُ رغمَ قَهرِه
صلاتُه كقلبِه، كحبّه
كضحكةٍ تلوحُ فوقَ ثغرِه
يقالُ قد تكَفَّرتْ عقائدٌ
يا حَبّذا لو آمنوا بكُفْره
تخالُها كنائساً حُروفَهُ
عبيرُها يفوحُ مثلَ حِبْرِه
حتّى الشمُوعُ لا تنوصُ عندَهُ
حين اصطفتْ بغدادُ شمعَ دَيْرِهِ
أُحبُّه محبّةً لا تنحني
كوالدٍ.. أشُدّ أَزْرَ ظهره
لا لستُ أخشى الحاقدَ الثرثارَ إنْ
غطَّى الجمالَ باسْودادِ مَكْرِهِ
أخشى عليه من غرورٍ طائشٍ
أذلَّ كلَّ مَنْ رَمى في أسْرِه
من حقّه أن ينتشيْ معملقاً
لِكيْ يدُوسَ فوقَ أَنْفِ هجرِه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق