وصلتني رسالة إلكترونية من الاعلامي الصديق أكرم برجس المغوّش طيّرت النوم من عينيّ، وجعلتني أخضع لفحوصات طبية لها أول وليس لها آخر. والرسالة تقول:
اخي الحبيب استاذ شربل الغالي..
انت بالطليعة وفيك مسحة قداسة، وقد جاء اسمك على مسمى، متقاربا ً مع القديس العظيم شربل، مباركا ً ذكره، حفظك الله، واطال بعمرك، واعماركم جميعا ً اخوة أعزاء، ورحم الله الاهل والحبيب مرسال.
اطيب السلام..
اقول لك ذلك من كل قلبي لانني في كل يوم اكتشف فيك الأشياء الاجمل، وليلة امس شاهدتك بمنامي الى جانب السيد المسيح والنور يشع منك. وعلى الفور استيقظت الساعة الرابعة الا ربع صباحاً، بعد ان رأيت النور في غرفتي، ولم أعد الى النوم، وانا بغاية السرور.
مبارك اخي الحبيب شربل من الله والسيد المسيح وأمه العذراء العظيمة والقديس العظيم شربل، ولو كان بإمكاني تصوير ما شاهدت لعملت أعجوبة، وما زلت بغاية سروري وبهجتي اخي الحبيب شربل، انت مبارك من الله، اطيب التحيات والسلام.
الى هنا انتهت الرسالة ليبدأ وجع الرأس، والتكهنات المخيفة التي لا نهاية لها.
ـ اذا كان أكرم قد بصرني بنومه الى جانب السيد المسيح، فهذا يعني أن نهايتي قد قربت. أكيد سأموت.
ورحت أتصل بأفراد عائلتي، فرداً فرداً، وأسمعهم أجمل كلمات الوداع، واطلب منهم أن يترحّموا علي، ويسامحوني اذا أخطأت بحقهم.
وما كنت أسمع منهم سوى جملة واحدة تقول:
ـ أكيد جنيت..
أما الأطباء الاخصائيين الذين زرتهم فلا حصر لهم، فلقد كنت أتنقّل كالمجنون من عيادة طبيب القلب، الى عيادة اخصائي السرطان، الى مختبر فحص الدم، وكانت النتائج تأتي سليمة، وكان الكل يربّت على كتفي ويقول:
ـ أنت كالحصان.. ستعيش مئة سنة.
وما كنت أصدقهم، وكيف أصدّقهم، وأخي أكرم المغوّش شاهدني برفقة السيد المسيح، الذي جاء ليأخذني من عالم الفناء الى عالم البقاء.
والعجيب بالأمر، أن معظم الذين أخبرتهم عن الحلم الذي شاهده أكرم، هزّوا رؤوسهم تعجباً وصاحوا:
ـ درزي! ويظهر عليه السيد المسيح الذي لم يظهر علينا نحن المسيحيين، هناك ألف سين وجيم يا شربل.
وعندما أخبرتهم بعجائب مار شربل الكثيرة مع إخواننا الدروز، لفّهم الصمت وبانت على وجوههم علامات التعجّب والخوف.
إذن، أنا بخطر، وبما أن الأطباء لم يجدوا بجسمي مرضاً، قررت أن لا أركب السيارة، ولا الطائرة، وأن لا أمشي على أرصفة الطرقات، وأن لا أستقبل غريباً لوحدي مخافة اغتيالي.
وأخيراً، قررت أن أنام باكراً، علني أحلم أن أخي أكرم برفقة القديس شربل، كي أتخلص منه ومن أحلامه ورسائله المخيفة.
يقول أكرم، أنه بغاية البهجة والسرور لأنه شاهدني برفقة السيد المسيح، فهذا يعني أن لا خطر عليّ، وإلا لاسودت الدنيا في عينيه نظراً للصداقة القوية التي تربطني به.
إطمئنوا.. أنا بخير.
شربل بعيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق