كلمة عزاء الى شربل بعيني/ الأب يوسف جزراوي

العودة إلى خزانة الذّاكرة أجد إنّني قرأت اسمه لأوّل مرّة في موقع إيلاف، ثمَّ تناهى إلى سمعي صوته يوم عرّفني به الصحافي جوزاف أبو ملحم المحترم. وذلك يومٌ أعدّه من أسعد الأيّام وأكرمها لدي. 
كان ذلك المساء مفتاحًا لحوارٍ جميل مع أديب أجمل، كان لقاءً اورق في النفس صحبة جميلة. 
إنّ محبتي الكبيرة للشاعر المبدع شربل بعيني بدأت لحظة قرأت له "كتابات على حائط المنفى"، وكيف توسد الغربة سنوات طويلة، توسعت وازداد حجمها حين عرفته شخصيًا؛ إنسانيًا وأدبيًا.
إنسانيًا؛ لم أجد قلبًا طاهرًا مثل الذي يحمله، لسانه دائمًا عفيف مع ضمير مستقيم، إنكفأ على نفسه وترجل عن الكثيرن، لا يظهر إلّا في المناسبات التي يُريد، وحين يظهر تجد بيده عصا يمسك بها من المنتصف بمحبة واسعة وشاملة. وتلك لعمري خاصية لم نجد من يحملها إلّا القلة. 
أما ادبيًا: تلقاه ابتعد عن الأسفاف والترهل في الكتابة ومسك على الدوام إبرة بارعة لنظم قصائده وحياكة كتاباته الإنسانيّة المفعمة بالرجاء.
اليوم عميدنا في الأدب المهجري شربل بعيني، يبكي رحيل أخيه الأصغر مرسال إلى دار البقاء عن عمرٍ يناهز الستين.
تترنّح الدموع في عينيه، وتغزو الحسرات قلبه الأبيض، حتّى أنّه بات يحدث المعزين ببحة صوت مخنوقة بدموع عزيزة وغزيرة.
إلى شربل بعيني أقول: أيها الشاعر المؤمن تذكر إنّ الله إله احياء، أوَليس هو من قال في إنجيله المُقدّس: "أتيت لتكن لهم الحياة وتكون بوفرة". يوحنّا 10:10. اسمح لرجاء القيامة أن يشرق في اعماقك. 
رحم الله الفقيد وأسكنه في ملكوته البهي وامدك الله بصحة لا تُبلى.
الأب يوسف جزراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق