الحب هو الدواء: كتاب جديد لأنطوني ولسن/ شربل بعيني

أنطوني ولسن في (الحب هو الدواء) لا يختلف عن أنطوني ولسن في باقي مؤلفاته الكثيرة، فهو المؤرّخ بصدق، والواعظ بإدراك، والمصري بجنون. فلقد وجدته في كل كلمة نزفها يراعه محترماً لكل الأديان، من خلال احترامه لأخيه الانسان، كائناً من كان.
وإذا كان قيس مجنون ليلى، وعنتر مجنون عبلة، وروميو مجنون جولييت، فإن أنطوني ولسن، وبكل ما تنطوي عليه تلك العبارة من معنى هو مجنون مصر. أجل.. إنه مجنون مصر.. يحبها، يعبدها وفي كثير من الأحيان يؤلهها في مقالاته، ويصرخ بأعلى صوته: هي أمي.. ومن لا يحب أمه حتى العبادة.
الحب هو الدواء، مربح أدبي وتاريخي وثقافي ليس في بلاد الاغتراب فحسب بل في كل بقعة من هذا الكون الصغير، إذ أنه يأتي في زمن نحن بأشد الحاجة فيه الى كتّاب يعرفون كيف يؤرخون لهذه الحقبة العاصفة التي تمر بها مصر، لا بل كل الأمة العربية من المحيط الى الخليج.
أنطوني ولسن الذي أغنى المكتبة الاغترابية بالعديد من المؤلفات القيمة، أدرك في مؤلفه الأخير هذا أن "الحب هو الدواء" فنعم الإدراك، ونعم العنوان، ونعم الكتاب.. فتنعّموا به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق