من غوّار الى شربل بعيني/ ألبير كرم

شاعر مهجري كتب تحت إسم "غوّار"

أخي العزيز شربل..
أما بعد..
الهدية القيّمة التي دفعت بها إليّ، والتي ضممتها إلى رائعة "الغربة الطويلة"، هي في مفهومي أعظم ما يمكن لشاعر أن يهدي، ولعاشق أن يُهدَى.
إنها في نظري هبة شموخها قمم ثلاث:
شعر يجسّد واقعاً لا أشرف ولا أنبل، وقلب يضم إيماناً لا أطهر ولا أسمى، وعطاء ليس غريباً على "مجدليا" بلدة الطيب والعطاءات.
ولأصدقك القول، فقد بتّ أشعر أن بيني وبينك صلة أخوّة ومحبّة وعناق روحي صميم.
الأخوة، يا شربل، التي لا تقيّدها وحدة الأرحام، بل تفجّرها أحاسيس متجانسة في حنايا الضلوع.
والمحبّة التي لا يشوبها تبجح أو تحلق، بل ترسخها مفاهيم مشتركة نبيلة.
والعناق الروحي الذي لا تربطه معرفة أو رفقة طريق بل ترسخه الكلمة التي تجسد أروع ما في الأرواح من طهارة، وأشرف ما في تراب الوطن من قداسة.
الدواوين التي أرسلتها إليّ سأنعم أنا بين دفء كلماتها وروائع صورها هانئاً.
حتى إذا التقينا على غير ميعاد، وساد بيننا جو من الأخوّة والمحبّة والعناق الروحي الصميم، تأكد أن لفتتك الكريمة هي صاحبة الفضل، وأدبك الشيّق هو منسّق الأجواء، وحبنا المشترك للوطن الحبيب لبنان هو رائد كل تفاهم.
صوت المغترب، العدد 881، 17 نيسان 1986
**
إلى شربل بعيني
الديوان الذي دفعت به إليّ هو في سجل العطاءات قمم، وفي جبين الروائع نبوغ، كأني وإيّاك على موعد أن نلتقي بعد غربة طويلة في غربة طويلة.
أم انك أخذت إيحاء من لدن الألوهة بأنني أبكي عزيزاً سافر، فأرسلت الديوان ليكون عزيزاً يمسح الدموع.
وفي هنات هينات، بدأت أدخل الى عالمك الشعري اللذيذ، عالم البلاغة التي تفجّرها سلاسة الكلمة، ووداعة القلب.. عالم النبوغ الذي يجمع ببساطة إبن القرية اللبنانية الطيّب عناقيد من أروع الكروم.
حتى إذا أصبحت معك في:
عالي صوتي عالي
يا وطني الجريح
عم يهدر بالليالي
اللي مجرّحه تجريح
ويخرطش إسمك صوره
عَ إيدين المعموره
ويلوّن فيك الريح
خلت أن الغربة الطويلة صورة صادقة للقلب اللبناني الكبير الذي يزرع أينما حلّ أرزة.
ميعادي معك أن نلتقي كل أسبوع، أنت في أبياتك التصويرية الرائعة، وأنا بفكاهاتي التي غالباً ما أكتبها بدموع غربتي الطويلة.
صوت المغترب، العدد 866، 28/11/1985
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق