من أنت أيها الرجل/ محمد الشرفي

شاعر ومسرحي يمني كبير

من أنت أيها الرجل؟
أخي الشاعر المبدع الكبير.. والإنسان الإنسان الأستاذ شربل بعيني المحترم.
ألف تحيّة، وكل عام وأنت بخير..
والأذن تعشق قبل العين أحياناً.. وقد تذوب العين والأذن والقلب محبّة عند اللقاء. وتنساب أنهار المحبّة بعد اللقاء، وتنفتح بساتين في القلب، وتنعقد ألف أغنية وأغنية في الأذن، وتخضرّ ألف سماء وسماء في العين.
لقد امتدت جسور بيني وبينك من الأهداف والمبادىء الإنسانيّة قبل اللقاء الأخير، وها هي جسور مجنّحة من المشاعر والعواطف تمتد جديدة دافئة متينة في أعماق القلبين، وأغوار النفسين..
مَن كنت أيّها الرجل؟
ومَن أنت اليوم؟
أيّها التضحيّة التي لا تنتهي، والمحبّة التي لا تذبل.
مَن أنت عندي بالأمس؟
ومَن أنت اليوم وغداً؟
يا مَن أينعت السنابل في قلبه محبّة، وضميراً حيّاً، وخلقاً كالربيع الدائـم.
هل أقول إنك واحد ممن كنت أبحث عنهم في شعري، وأفتّش عنهم في زوايا الخيبة، وجفاف الأرض؟..
مثلك أيها الإنسان عملة نادرة، فأنت مبدع سلوكاً، ومبدع شعراً، ومبدع عملاً، وعلاقات مع الآخرين. لقد رأيت، وسمعت، وقرأت، فما أخطأت فيك عين، ولا خابت أذن، ولا كذبت قراءة.
وما كنت أحسب أن للقصائد قدمين تمشي بهما، وعينين ترى بهما، وأذنين تسمع بهما، حتى لقيتك..
أتمنى لو تتحوّل القصائد إلى سلوك، ودواوين الشعر إلى قيم وأخلاق، حينئذ سيبحث الشعراء عن موضوع آخر للشعر، وأرض أخرى للإبداع. أو يستحيلون إلى أرواح ملائكيّة، تبث السعادة في نفوس البشر، وتزرع النور في كل طريق.
لـم أعد أحملك في نفسي أفكاراً مجردة، وكلاماً أو شعراً هلاميّاً بارداً، لقد أصبحت أغنية أصغي إليها كل يوم، وجريدة يوميّة أقرؤها كل صباح، وفنجان قهوة أكسر به بقايا نعاس، وأنفض به بعض رماد عالق في الوجه، والمتطاير من منافض الرداءة الفكريّة، ورديئي الشعر والشعراء، نجّاك اللـه من رماد الشعر، وغبار الشعراء!!
اليمن ـ 1/1/1991
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق