شعراء الإرتجال


شربل بعيني
كثيرة جداً هي طرائف الشعراء الذين يرتجلون الشعر في المناسبات المختلفة، ولكن أطرفها كانت هذه الخبريّة:
في إحدى السهرات العرمرميّة، دار الكيف، وتناطحت كؤوس العرق المثلّث، ودبّت الحميّة في رأس شاعرين لدودين، فبدأت تتطاير الردّات الزجليّة من فم كل واحد منهما تطاير الاتهامات من أفواه الزعماء اللبنانيين.
وبعد ساعة من التناطح والتبجّح،ّ، تعب الشاعر الأول وبحّ صوته، فألقى ردّة مكسورة، كمشها عليه الشاعر الثاني، فأشعر:
ردّاتَكْ كِلاَّ تِكْسِيرْ
خُودْ مَسِّحْلِي بْهَالْفُوطَه
مْأَكَّدْ بَيَّكْ تَيْس كْبِيرْ
وْإمَّكْ طَبْخِةْ مَخْلُوطَه

فطار صواب الشاعر الأوّل، وهجم عليه، وأمسك برقبته، وأوقعه أرضاً وهو يصيح:
ـ أتقول عن أمي إنها طبخة مخلوطة؟.. أمك أنت طبخة مخلوطة، جدّتك طبخة مخلوطة، عائلتك كلّها مخلوطة في مخلوطة.
وبكل برودة أعصاب، أجابه الشاعر الثاني، وهو ينفض عن ثيابه غبار المباطحة البدنيّة:
ـ أتريدني أن أكسر الردّة، وأقول: أمّك طبخة فاصوليا، لترضى عليّ؟
وبعد تدخّل المستمعين المساكين، حاول الشاعر الثاني ترطيب الجو، فأشعر قائلاً:
أمّك.. ألله يخلّيها
منحبّا.. ومنداريها
عطيتنا شاعر مشعور
متربّى عَ أْياديها
فجنّ جنون الشاعر الأول وراح يحلش شعر رأسه ويصيح:
أمي.. أفضل من أمّك
مسّح عن تمّك سمَّكْ
يخرب بيتك شو مجدوب
شعرَك أتقل من دمّك
وما أن أنهى ردته العرمرمية هذه حتى صاح زميله:
أشعارك.. أبشع أشعار
وسنانك كلاّ شحوار
وإسمك لازملو تغيير
نقّيتلك إسم .. حمار
وما أن نطق بكلمة حمار حتى هجم عليه الشاعر الأول وراح يوسعه رفساً ولكماً وهو يردد:
أنت حمار.. أبوك حمار.. جدك حمار.. وكلكم حمير بحمير.. أفهمت؟
ولأنه لم يفهم أوقف الحاضرون الحفلة الزجلية الارتجالية.. وأقسموا أن لا يحضروا أي حفلة يدعو إليها أحد هذين الشاعرين.. الفاشلين.
بعض المرضى يدّعون الشعر.. والشعر أبعد ما يكون عن مخيلاتهم الجافة.. فارحمونا إذن.

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف2:47 ص

    شكرا لنصيحتك يا شربل العظيم . سأكف عن نظم الشعر
    أحوك الذي يحبك عبدالله

    ردحذف