حروف تجعّد فيها العمر للشاعر أسعد مكاري أبعد ما تكون عن الشيخوخة

 


"حروف تجعّد فيها العمر"، مجموعة شعرية جميلة حملها لي مشكوراً من ربوع إهدن الاعلامي سركيس كرم، موقّعة بخط مؤلفها الصديق الشاعر أسعد بدوي مكاري، ليكون للإهداء قيمة ورونق، كيف لا وقد كتبت:

"ليبقى الحرف مضيئاً في سماء المعرفة، وتبقى الثقافة صرحاً أعلى من جميع الصروح.. إليك أخي الراقي الشاعر المهجري الذي يملأ الدنيا نوراً وشغفاً شربل بعيني، كل التقدير والمحبة".

الكتاب مهدى "إلى الروح التي تتنقّل في جنائن الابجدية، تلثم الزهر، تطوف من حرف إلى حرف، تفتّق براعم الفكر لتصير أنشودة.. الى روح الشاعر الكبير شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده، أقدّم كتابي".

الغلاف من تصميم الاستاذ أنطوان فنيانوس، والرسوم الداخلية للفنانة جميلة الدويهي.. أما مقدّمة الكتاب فكانت للمهندسة ميراي شحاده حداد، باسم منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي، الذي أشرف على طباعته أيضاً.

وقد وصفت المهندسة ميراي كلمات المكاري بأنها "مضمّخة بالشوق المتأجج دهشة ورعشة، والمتفلتة من سماء محبرته..".

أما الشاعر قبلان المصري فقد أعلن في كلمته أنه ليس "من محبذي المقدمات في الشعر، فالشعر يقدّم ذاته للقارىء، فإما يجذبه إليه أو يتركه لحاله". ومع ذلك كانت له هذه الخلاصة "ديوان حروف تجعّد فيها العمر، تكثيف للغة العشق في هذا الوجود، تطال مكوناته في صور بديعية، يتفرّد الشاعر بها ليرسم صورة سوريالية على قاعدة المحسوس".

أسعد المكاري الذي التقيته يوم زار سيدني، وكتبت عن أشعاره، أراه اليوم يائساً "ترافق الكهولة لغته" وتتكىء "فواصل الأوقات على قصبة باله". 

أسعد المكاري الذي زرع البهجة في غربتي، وحكى لي عن طموحه الادبي، "احدودبت حروفه، والشيب يرسم عليها تجاعيد الأنواء". 

فما الذي حدث؟

هل هي الشيخوخة تدق على باب عمره؟

بالطبع لا، لأن من يكتب:

سأظل أعجن نهديك بأصابع من مرمر..

لن تتمكن الشيخوخة منه، ولن تتجعّد حروف عمره.. طالما أن لهاث حبيبته من نسيم إهدن.

أسعد بدوي مكاري، شاعر المرأة بحق، قصائده أنثوية، ينبض الحب في كل حرف منها، وكأنها وجهت الى امرأة واحدة، أغرقت المكاري في بحور عشقها، وهو يردد بفرح مع نزار قباني: إني أغرق أغرق أغرق.

شربل بعيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق