وباء الكورونا / شربل بعيني

سأشكر الله الف مرة كوني أعيش لوحدي في سيدني أستراليا في زمن وباء "كورونا" اللعين.
فإذا كنت انا صاحب الفم الواحد، والبطن الواحد، والقفا الواحدة، ليس بإمكاني أن أحصل على كل ما يلزمني من المحلات التجارية، فكم بالحري رب العائلة الذي يعيل زوجة وعدة أطفال.
حرب "الكورونا" أطلقوا عليها حرب "تنظيف القفا" أو "ورق التواليت"، ولكنهم تناسوا أن "الملح" الذي نبّه السيد المسيح منه حين قال"إذا فسد الملح فبماذا يملّح"، لم يعد موجوداً كي يُفسد، فبعد زيارة عدة محلات تجارية في منطقتي لشراء كمية قليلة من الملح، لم أجد غير الاسم على الرفوف، وعبارة "آسف" تنطلق مسرعة من أفواه أصحاب المحلات التجارية، فصرخت بأعلى صوتي:
ـ اسمح لي يا يسوع أن أتلاعب بعبارتك وأقول "إذا فقد الملح فبماذا يملّح".
فبعد أن وحّد وباء "الكورونا" البشرية بالموت والخوف والجشع، وجب على جميع الشعوب أن تقف بوجه حكامها الفاشلين المجرمين وتطالبهم بتحويل ميزانيات شراء الأسلحة الفتاكة الى بناء المختبرات والمستوصفات والمستشفيات وما شابه بغية محاربة ما قد يستجد من أوبئة قد يقفون عاجزين عن محاربتها كما يحصل الآن.
إذا كان بإمكان القنبلة الذرية أن تخلصنا من هذا الوباء أنا أوافق على ضربها.
إذا كانت الصواريخ الباليستية وغيرها قادرة على تدمير "الكورونا" أنا أرحب باطلاقها حالاً،
جميع أسلحتكم المدمرة أيها الحكام الجهلاء وقفت عاجزة أمام وباء واحد.. رغم انها فتكت بملايين الرجال والنساء والاطفال حول العالم.. تماماً كالأوبئة وما زلتم تتباهون بها.
لعنكم الله.. ولعن كل شعب سيقف صامتاً من الآن فصاعداً أمام إجرامكم.
**
شربل بعيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق