عزير.. بلدة الفنان المهجري الياس اسحق

الياس اسحق.. بلبل الجالية وابنها البار، قدّمته بعدة حفلات، ورافقته طوال غربتي، ومع ذلك لم يخبرني شيئاً عن مسقط رأسه في سوريا.
فجأة، اتصل بي وأصر على لقائي، وعندما التقينا وجدته يحمل لي ذخائر عديدة من شفيعي القديس شربل، فصحت بأعلى صوتي:
ـ هل كنت في لبنان؟
ـ كنت في سوريا ومنها انتقلت الى وطن أمي لبنان.
ـ وأين كنت في سوريا؟
ـ في بلدتي "عزير"..
ـ إذا قلت لك بأنني لم أسمع بها من قبل، هل ستزعل مني؟
ـ لا.. ولكنني سأعرفك عليها وعلى أهلها الآن من خلال هاتفي.
وراح "أبو داني" يكحّل عينيّ بأجمل المناظر الطبيعية التي تتمتع بها "عذير" جارة النهر الكبير، الذي يفصل سوريا عن لبنان، ولولا النهر لاتصلت أراضيها بأراضي القرى اللبنانية المتاخمة.
كان يريني الأفلام والصور بفرح غامر، وكأنه اختصر الدنيا بأكملها بقرية صغيرة اسمها "عزير"، وكأنه أيضاً جمع شعوب العالم أجمع بشعب واحد، هو شعب "عزير".
أخبرني عن كنيسة القرية وكاهنها المحترم، وعن دير الراهبات، وعين المياه العذبة، وعن أقربائه عمداء الركن، والأطباء، وصبايا القرية الجميلات المتعلمات المثقفات، المتحدرات بأغلبهن من أمهات لبنانيات، إذا أن التصاهر بين لبنان وسوريا هو اللحمة الأقوى بين هذين البلدين.
وأهالي "عزير" هم من أقحاح الموارنة، أي أنهم أبناء القديس مارون أباً عن جد. والغريب في الأمر أن لهجتهم ليست سورية بل لبنانية مئة في المئة.. وهذا ليس بمستغرب طالما أن معظم الأمهات، كما ذكرت، من لبنان.
والظاهر أن أخي وصديقي الفنان الياس اسحق "أبو داني" قد نقل لي عدوى حبّه لبلدته فكتبت عن لسانه هذه القصيدة، وكلي أمل أن يغنيها، بعد أن اعتزل الغناء بسبب رحيل من أحب:
ـ1ـ
يا عْزيْر من بْلاد الغربه     
بهديكي الدمّات بقلبي
مهما إبرم مهما شوفْ      
ما بلاقي أعظم من شعبي
ـ2ـ
من إيدِك طلّ المعروفْ       
ومن نبعِك حليانه الشربه
مدّي للمظلوم كْفوف       
تا إرسم ع كفوفك دربي
ـ3ـ
جاييكي متل الملهوف       
مشتقلِك.. والغربه صعبه
بالأهلا بتلاقي ضْيوف     
بابِك ما تسكّر يا حُبّي
ـ4ـ
يا عْزيْر بتتباهى حروف      
بإسمك.. تا الإنسان تربّي
إنسانِك قلبو مكشوف       
وعم يسكن بـ قلبو ربّي
**
شربل بعيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق