القمر الأزرق بكائية الشاعر عيسى القنصل المؤلمة

القمر الأزرق ما هو إلا رفيقة درب الشاعر عيسى القنصل المرحومة "ام عصام"، بكاها بعشرات القصائد، حتى أصبح يلقب"بخنساء الرجال"، لأن الدموع، رغم مرور السنوات، لم تزل تبلل وجنتيه، وأرق الرحيل يقض مضجعه. إنه وباختصار شديد يرفض أن يتخلى عن حبيبته الابدية، ناسياً بأن ما جمعه الله لا يفرقه إلا الموت.
من الاهداء، نشعر بلوعته وانينه، فلقد كتب:
"الرائع الشاعر شربل بعيني، لا زال قلبي يرتجف ألماً، ولا زلت أبكي، وبعد مرور ثلاثة اعوام عليها. هل أنا مجنون، أم عاشق الى درجة الجنون؟"
مجنون لا!؟ ولكنك يا صديقي عاشق حتى الجنون، وإلا لما كتبت:
تلاحقني ملامحها
فمن صحوي الى نومي
ففي نومي
تعانقني معالمها
وتأتي داخل الحلمِ
اراها بسمة دوماً
واغنية
ترافقني بلحن رائع النغمِ
ولم لم تكن عاشقاً مجنوناً لما اعترفت:
يا الهي ان قلبي
صار بيتاً للعزاءِ
صارت الأجفان نبعاً
لدموعي من بكائي.
فأنت يا أخي عيسى لم تعد تكتب قصائدك بالحبر بالدمع:
صار دمعي حبر شعري
فاتركوني لبكائي
ذكرياتي انتحابٌ
في صباحي ومسائي.
فكل من يقرأ قصيدة "أم عصام معي"، حتى يطالبك بزيارة طبيب نفسي، لأن ما تعلنه فيها قد لا يصدقه عقل:
أراها في ثنايا البيت سيدتي
فما غابت عن الأفكار والقلبِ
تناديني.. فأسمعها
أناديها.. فتسمعني
وأبكي حين أحضنها.
فرغم رحيلها الثالث، ما زلت تكلمها، وتحضنها، وكأنها لم تفارقك، وهذه أشياء قد لا يصدقها عقل، لولا مقولة: "يحق للشاعر ما لا يحق لغيره"، حتى في أشعاره الحزينة.
حين أستلم أحد كتبك أعرف للحال أن دموعي سنتهمر على خديّ، لذلك سأضع كتابك جانباً لأمسح دموعي، وأنا أتمتم: رحمك الله يا ام عصام، وألهمك الصبر يا صديقي.
شربل بعيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق