الإباحية عند روميو عويس

بقلم شربل بعيني ـ
   
مساءَ الخير،
      بعد مسيرة طويلة مع الغربة يُتحفنا الشاعرُ الصديق روميو عويس بإصدار كتابين رائعين، هما: كاس نبيد وعناقيد شعر، وصدقوني ان كلَّ قصيدة في هذين الكتابين تتشاوف على غيرها، لدرجة احترت معها من أين أبدأ، ولكي اكونَ منصفاً، سأبدأ من ديوان "كاس نبيد" لأن لقصائده الفضلَ الأولَ في إصدار ديواني الأخير "عبلى"، فلقد تساءلت وأنا أقرأ قصيدة "يا ريتني خياط": هل روميو أكبر مني سناً أم أصغر؟ فوجدته يسبِقُني بعدة سنوات. إذن، فالغزلُ الإباحي ليس حكراً على الشعراء الشباب، بل يَحُق لأي شاعرٍ أن يكتبَه، بغض النظر عن سنوات عمره، إذ أن الشعرَ صوتُ القلب، والقلبُ لا يشيخ. وإليكم ما كتب:
عليي اتركي فستانك الصيفي     
بفصّلك الموديل ع كيفي
شوب الدني رح اعملو بلا كمام      
مزلّط ع ضهرك اجمل الهندام
وفتحات ع جنبين نحت رخام     
وأرشتو ع الصدر من قدّام
احلى اذا بتبيّن القونه      
من بين هالـ ريتن يقبروني
خيّاط "نسونجي".. ولكنه شريف، عينُه فقط على زبونة واحدة، لا تأتيه إلا وقت الحشرة، لذلك نسمعه يصرخ: 
يا ريتني خيّاط وتكوني     
بآخر نهاري آخر زبونه
وصدق المثلُ القائل: العين بصيرة واليد قصيرة.. مسكين روميو، لا هو خياط ولا هي جولييت.
ومن قصيدة "كاس نبيد" أختار ما يلي، فقط لتُدركوا أن هذا الشاعرَ الختيار ما زال يعيشُ مراهَقَتَه:
وبين اللي بدّا وبين ما بتريد     
ما عاندو عراوي بلوزتها
بوّس شفافا تقول: دخلك زيد      
وشو شفاف؟ متل المسك طعمتها
وبين الضحك واللعب والتغريد      
فوّرت ع النار ركوتها
مجنون مَن يعتقد أن روميو فوّرَ "ركوة القهوة" بالمفهوم الذي نعرفه، معاذ الله، فعبارة "فورت ع النار ركوتها" تنطوي على ايحاءات جنسية صارخة، قد لا يُسمح لي أن أفسرَها لكم الآن.
روميو عويس الشاعر، في كل ما كتب، يرفض أن يتخلى عن شبابه، عن نزواته، عن دقات قلبه، اليس هو القائل:
مين قال كبر العمر بيولد فتور      
بالقلب.. وفصول الربيع بتنتهي
ورغم كثرة حبيباته، تبقى هناك حبيبةٌ واحدة، لا يمكن لأي أنثى أن تحتلَّ مكانَها في قلبه، إنها بلدَتُه "رشعين" الشامخة في شمال لبنان، والمشهورة بنبعها، لا بل نراه يستدرجُ حبيبتَه كي تُحِبَّها أكثرَ منه:
مشّي معي "رشعين" حلوه تفرّجي      
من النبع دوقي طيبة مويّاتها
بالمي.. أوعِك تدعسي بتلّجي       
وإمك.. بيطلع عَليي خواتها
لقد طلبتَ مني يا صديقي أن لا يزيدَ كلامي عن خمس دقائق، وها أنا أتقيّد بالوقت وإن كنتَ قد ظلمتني.. فشعرُك يدعوني للاسترسال وأنت تدعوني للإختزال.. وانا بين الاسترسال والاختزال ضائعٌ والله. وشكراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق