الانفلونزا القاتلة تصيب شهادة الدكتورة الفخرية



لست أدري كيف يسمح الدكاترة الحقيقيون بأن تمر مهزلة منح شهادات الدكتورة الفخرية من معاهد شتى دون أن ينبسوا ببنت شفة، أو أن يعلموا جامعاتهم بالمهزلة التي تحصل على مرأى منهم.
هناك عظيمان فقط، لن أذكر اسميهما كي لا أجرح كبرياءهما، أرجعا شهادة الدكتورة الفخرية التي منحت لهما لأنها غير صالحة للاستعمال، إذ ان مانحها لا يستوفي الشروط المطلوبة كي يمنح شهادة مدرسية ابتدائية فكم بالحري أعلى شهادة في العالم.
شهادة الدكتورة الفخرية هي أصعب شهادة تمنح لمستحقيها من جامعات معروفة، تقيم لها احتفالات كبرى أمام دكاترة الجامعات وطلابها والاعلام المرئي والمسموع والمكتوب. انها فخر لا يضاهيه فخر، ولذلك يهتم عمدة كل جامعة بها اشد اهتمام، ولا تمنح إلا نادراً، ونادراً جداً جداً.
اليوم بدأوا يشرشحون الشهادة، وبدأوا يوزعونها كما توزع المأكولات في مطاعم الفقراء، ببلاش، ولمن يرضى باستلامها، عله بذلك يرتفع شبراً عن زملائه.
إنها انفلونزا شهادة الدكتورة الفخرية القاتلة، التي تفتك بمانحها المتطفل، قبل أن تفتك بمستحقيها المساكين، إذ تحول المانح المتطفل الى القضاء، لأن هذا ممنوع قانونياً، والمستحق الى المهزلة.
ألا فاسمعوا وعوا.. هنا في أستراليا معاهد كثيرة، بإمكانها فقط أن تمنح شهادات استحقاق وتشجيع بالاضافة الى شهادات بالطبخ والنفخ إلى آخره، ولكن لن تتجاسر، رغم عظمتها، على منح شهادة دكتورة فخرية لأي كان، كما يحصل مع معاهدنا العربية الوهمية. الجامعات فقط، وليس كلها، لها الحق بمنح شهادة الدكتورة الفخرية.
فيا أعزائي، أنتم مبدعون حقاً، فلا حاجة لكم بشهادات ليست بشهادات، فما تركتم من نتاج ستكرمون عليه ما دام الكتاب خير جليس في الأنام، لذلك أطالبكم بأن تحذوا حذو العظيمين اللذين ذكرت سابقاً، وتعيدوا شهادات الدكتورة الى مانحيها مع كلمات جارحة كي لا يعيدوها مرة ثانية ويسيئوا الى غيركم كما أساؤوا اليكم بمنحكم ما ليس من حقهم.
هذا رأيي مع احترامي الشديد لكم.
شربل بعيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق