شربل بعيني: شاعر العصر في المغتربات/ نعمان حرب

إقرأوا كتاب: شربل بعيني شاعر العصر في الغتربات    
قررت الجالية العربية في استراليا، التي تتألف منها جمعية أبناء بنت جبيل،اتحاد عمال فلسطين، رابطة احياء التراث العربي، جمعية تضامن المرأة العربية في ملبورن، مثقفو الجالية العربية السورية، الرابطة القلمية للنساء العربيات في المهجر، الملتقى الثقافي العربي وجمعية المغترب الجنوبي، اقامة مهرجان ادبي كبير في مدينة سيدني الاسترالية، بمناسبة اليوبيل الفضي للشاعر المهجري الكبير شربل بعيني، وذلك لصدور اول ديوان شعري له عام 1968، ومرور خمس وعشرين سنة من العطاء الدائم.
    والشاعر المبدع شربل بعيني أغنى المكتبة العربيّة بمؤلّفاته الأدبيّة من شعر ونثر، وبجميع الألوان والأوزان، حتّى بلغت إصداراته الأدبيّة سبع عشرة مطبوعة، وأربعة كتب مدرسيّة، أعيد طبع بعضها ثلاث مرّات، وكتب عنه الأديب المهجري كلارك بعيني سلسلة شربل بعيني بأقلامهم بلغت سبع دراسات. وكتب عنه الأديب الكبير كامل المر مؤسس رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا دراسة شاملة. وكتب عنه الأديب العربي السوري محمد زهير الباشا دراسة بعنوان شربل بعيني ملاّح يبحث عن اللـه. كما نشرت له مجلّة الثقافة في دمشق العديد من القصائد الوطنيّة ذات النهج العربي الإنساني والوطني والإجتماعي.. وما زال الشاعر الغرّيد يعلو بصوته في أعلى الأجواء المهجريّة، وينشد الملاحم المتميّزة من الإبداع في كافّة المجالات الأدبيّة.
   إنّني على صلة دائمة بأدباء وشعراء المهجر في كافّة أنحاء المعمورة، وأرى أن الشاعر شربل بعيني هو شاعر العصر في المغتربات، لا يوازيه أي أديب مهجري بغزارة الإنتاج الأدبي، ووضع مجهوده، وعبقريته، وماله، رهناً لإعلاء الأدب والفكر، وغرس الكلمة العربيّة في القلوب والنفوس، وبذل الذّات للحفاظ على ألق الحضارة العربيّة، وشدّ العلاقات والأواصر بين أبناء المغتربين وإخوتهم المقيمين.
   شربل بعيني، شاعر الغربة الطويلة، وأمين سرّ رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا، ينبوع متفجّر بالعطاء الإنساني والأدبي، وعربي متميّز بالبذل والكرم والسخاء، وبيته ملتقى الأدباء والكتّاب، وكأنّه (سوق عكاظ)، يجد فيه الزائر العربي، من أيّ مرتبة رسميّة وشعبيّة، الترحيب والعناية والنور المتفتّح من جوانبه، وهو كما قال عنه بعض الأدباء: "يحارب المجزرة بضمير ومثاليّة، يفتّت سيف شهريار بعبره ومروءته، يمتلك الحقّ في روايته الفنيّة، وتشدو صوره الشعريّة لخير البشريّة، وليتعمّد الإنسان وحده في صلاته باللـه".
   دخل الشاعر شربل في سفره الطويل في مواكب القريض، إلى داخل الإنسان العربي، وأصبح ذلك المسافر الأزلي في النفس البشريّة، وسوف يبقى صوته مدويّاً، ليس في سماء أستراليا وحدها، ولا في سماء البلدان المهجريّة، بل سيبقى مدويّاً في أرجاء شاسعة من المعمورة.
   إنّ هذا المهرجان الأدبي الكبير، الذي تقيمه الجالية العربيّة، بكافة منظماتها وهيئاتها المختلفة، لتكريم الأدب في شخص شربل بعيني، مساء يوم السبت في 18 كانون الأول 1993، هو مهرجان لكل أديب ينطق بالضاد في العالـم، وهو وسام شرف على صدر كل أديب عربي، ووشـم على غلاف القلب العربي، أينما كان، لا يمّحى ولا يزول.
   فألف مرحى للقائمين بهذا الإحتفال، وتحيّة إلى شاعر الغربة الطويلة، وتهنئة من الأعماق ترسلها دار الثقافة في سورية العربيّة.
الثقافة السورية، 1993
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق