حنا الشالوحي: شاعر من بلادي

سنة 1970 ودع قريّته داربعشتار ـ الكورة، بوّس ترابها، ومرمغ وجهه على مروجها الخضراء.. وهاجر إلى أستراليا وإلى سيدني بالذات.
   منذ صغره، والشعر رفيقه، يقرأه.. يتحسس صوره ويحفظها، إلى أن انبثق الشاعر منه وأصدر أول ديوان شعري له بعنوان (روائع).. حمّله تعب غربته، ونشره في سيدني ليشهد على اغترابه وحبه لوطنه.
   في الحفلات.. تراه السيّد في التقديم.. يطعّم الوصلات الفنيّة بأبياته الشعريّة، ويرخي على المكان جواً ولا أجمل إذ ينقل المغتربين إلى ربوعهم الأم على أجنحة الشعر والكلمة الهادفة.
   هوايته القيام برحلات بحرية، لأن البحر واسع كمخيلة شاعر، ولأن الشعر بحور وأمواج.. كما يهوى جمع الأصدقاء، تماماً كالتحف النادرة، لأن الصداقة تواصل ووجود وازدهار، ولهذا يقرّ أن الثروة الحقيقية هي الصداقة.
   تنقّل بين مدرسة راهبات سان تريز الإبتدائية، ومدرسة أميون التكميلية، وثانوية غزير الكسروانية، بغية حصد العلم والثقافة ليخدم الموهبة الشعرية التي وهبها اللـه له.
   مدير مدرسته، آنذاك ، الأستاذ مجيد حاتـم كان يحب الشعر كثيراً، وكان معجباً بشعر حنا، فطلب منه وصف إحدى الرفيقات الجميلات.. فقال :
لو الحل تعقّد معنا
ومعقّد ضلّ
وبعينيكي تطلّعنا
منلاقي الحل
كما طلب منه وصف فتاة إسمها يولا، فقال:
مع احترامي لكل رفقاتي البنات
لو كان روميو بعصرنا وع الصف فات
وتطلّع بعينين يولاّ الساحره
كان جنّ فيها و(أكّس) على جوليات
   حنا الشالوحي.. شاعر من بلادي، زرع وزناته الشعرية والعائلية والإجتماعية في أرض سيدني.. علّها تنمو وتتكاثر وتصل إلى الوطن الذي أحب لبنان، والى داربعشتار الشمالية المعطرة برائحة زيتون الكورة الأخضر، التي يناجيها كلما اختلى بنفسه، ويمنن النفس بالرجوع إليها.
شربل بعيني
سيدني ـ استراليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق