د. جميل الدويهي محاضراً عن شعر الزجل في أستراليا، من خلال نماذج مِلكي، بعيني ومنصور

نظَّمت جامعة سيِّدة اللويزة في الشمال سلسلة محاضرات عن شعر الزجل في لبنان، شارك فيها حشد من المثقَّفين، وأساتذة الجامعات، والشعراء، يتقدَّمهم رئيس الجامعة الأب سمير غصوب، والشاعر ألبير حرب، والدكتور جان توما بصفته رئيس بيت الفنّ، وممثِّلون عن وزارة الثقافة اللبنانيَّة. وشارك الشاعر والأديب المهجريّ الدكتور جميل الدويهي في محاضرة عن الزجل في أستراليا، من خلال نماذج لعصام ملكي، وشربل بعيني وجورج منصور. وفي ما يأتي نصّ المحاضرة:
يُعتبر شعر الزجل في أستراليا واحداً من أهمِّ الروافد الثقافيَّة الشعبيَّة، التي ما يزال اللبنانيُّون يحتفظون بها. فالشعر من الموروثات الحيَّة التي لا تزول، مهما تعدَّدت مواقع سكن الإنسان وظروفُه، ومهما تطوَّرت التكنولوجيا، وتغيَّرت مفاهيمُ الحياة. والزجلُ اللبنانيُّ هو جُزء من التراث المحبَّب، وقد عرَفه اللبنانيُّون منذ قديم العصور، وفي هذا يقول الباحث أنطوان الخويري: "الشعر الزجليُّ هو ابن البيئة والطبيعة والتراث، وركن أساسيٌّ من أركان الثقافة الشعبيَّة التي طبعت لبنان بخصوصيَّة مميِّزة فريدة، تقوم على حضارته وتاريخه وشخصيَّته، وهُويَّته وعاداتِه وتقاليده..." (الخويري، 2001، ص ج).
وما يعنينا في هذه المداخلة هو انتقال الزجل إلى أستراليا كمادَّةٍ حضاريَّةٍ مستورَدة، مع جحافل اللبنانيِّين الذين ركِبوا البحار، وتحمَّلوا مشقَّات السفر إلى بلاد مجهولة، كان العديد منهم يعتقدون أنَّها أميركا. ويمكننا أن نسأل هنا: هل يستطيع المهاجر أن ينسى أهله، وقريتَه، وحقلَه، وأصدقاءَه، ويديرَ ظهرَه على الماضي والذكريات، كمَن يتنكَّر لكلِّ شيء تركَه وراءه من أجلِ اعتناق الجديد والمُحدَث؟
إنَّنا نعتقد أنَّ ابتعاد المرء عن بيتِه وبيئته لا يُفسِد ارتباطَه بالموروث، بل إنَّه يزيد الحنينَ في قلبه، ويدفعُه إلى التعلُّق أكثر بالماضي، فردَّةُ الفعل العكسيَّهُ هذه لها جذورٌ نفسيَّة وعاطفيَّة. يقول جوزف أبي ضاهر في موضوع الزجل الاغترابيّ: "زجَّالو الأمس، كانوا أشدَّ "هَوساً" بأرض الوطن، نسجوا علاقتَهم به بالتعبير العاطفيِّ الأكثرِ عفويَّة..." (أبي ضاهر، 2010، ص 16)، وهذا الهوَسُ بأرض الوطن، وهمومِه كان من علامات النبوغِ في الشعر اللبنانيِّ- الأستراليّ. فشعراءُ لبنان في أستراليا بقيتْ أصولُهم الروحيّة مرتبِطةً بالأرض والزمان، وأنتَ تراهم في الأعراس والمآتم وحفلات الخطوبة، واللقاءات العائليَّة، والمِهرجانات الوطنيَّة يتبارَوْن في الإبداع، ويَذكُرونَ لبنانَ وأهلَه، ويحِنُّونَ إلى أرضِ الساحة والنبعِ والسنديانة. كما ترى الشعراءَ يجتمِعونَ في بيتِ أحدِهم ويرتجِلون العتابا والميجنا، والمعنَّى والقصيد والشروقي. وقد يتعجَّب الباحثُ من عدد الشعراء في أستراليا، وأذكرُ منهم على سبيل المثال لا الحصر: عصام ملكي من بشمزِّين، وشربل بعيني من مجدليّا، وفؤاد نعمان الخوري من بحويتا، وانطانيوس أيُّوب، وجرمانوس جرمانوس من كرم المهر، وجورج منصور، وموريس عبيد، والراحلين يعقوب عبيد ورامز عبيد وحنّا عبيد من متريت، وعقل كرم من برحليون، ويعقوب حنَّا من نيحا الشمال... كما نشأت في أستراليا فرقتان زجليَّتان في الثمانينات والتسعينات، الأولى جوقة بلابل المهجر، وشعراؤُها: رامز عبيد، حنَّا عبيد، جورج منصور ومخايل عيد القزِّي، وفرقة الكلمة، وشعراؤها عصام ملكي، يعقوب حنَّا الملقَّب بنَسر الشِّمال، وسليم شديد وميلاد الطحَّان. وتأسَّست أيضاً عصبة للشعر. وعندما تقوم الفِرق الزجليَّة اللبنانيَّة المعروفة، كجوقة موسى زغيب أو جوقة زغلول الدامور،  بزيارات إلى سيدني وملبورن، تضمُّ إلى صفوفِها واحداً من الشعراء اللبنانيِّين المقيمين في أستراليا، كعصام ملكي، وجورج منصور، فيندمجُ المقيمُ مع المغترب في مداوراتٍ ومنازلات شعريَّة مُحبَّبة.
ويجهَلُ الكثيرونَ في لبنان أنَّ عشرات الدواوين الزجليَّة نُشرت في أستراليا، كان أوَّلَها ديوان "عذاب الحُبّ" لعصام مِلكي في عام 1973، ونَذكُر من هذه الدواوين على سبيلِ المِثالِ أيضاً: "الله ونقطة زيت" و "مجانين" لشربل بعيني، "بيادر الحنين" لجورج منصور، " وبين تذكرتين" لفؤاد نعمان الخوري و"حطَّاب الضباب" لجرمانوس جرمانوس. ونَشر الشاعر عصام ملكي، وهو غزيرُ الإنتاج، قصائدَه في ثلاث مجموعات ضخمة تحت عنوان: الديوان المِلكي.
أمَّا الموضوعات التي يتناولُها الشعراءُ اللبنانيُّون في أستراليا، فلا تختلِفُ عن المواضيع التي يتناولُها شعراءُ الزجل في لبنان، كالغزل، والوصف، والمناسبات، والحنين، والوطنيَّات... تُضافُ إليها مواضيعَ فرضتها البيئةُ الجديدة، كالحداثة، والنظام، والتطويرِ الاجتماعيِّ والسياسيِّ والحرِّيَّة. ففي موضوع الغزل والحبّ، يطالعُنا عصام ملكي بقصائد كثيرة، بعضُها كوميديّ، كتلك القصيدة التي يقول فيها:
عشت العمر طيَّار، ما خفت الغرَق
مع مِية حوَّا كنت موضوع انطرَق
دْقيقة فرَح منِّي ما كانت تنسَرَق
وكلّ الحلو عا سحبة لساني مرَق
وعن غصن عمري بعد ما هرّ الورق
راحو اللي كانو يتلّتو بجسمي العرَق
وما ضلّ إلاّ بنات دينيِّي التنين
يا يقبروني، وأربع بنات الورَق
(ملكي، 2004، الجزء الثاني، ص 77).
إنَّ عصام ملكي يختصر في أربعة أبيات فقط مسيرةً طويلةً، من شبابِه وشغفِه ببنات حوَّاء، وصولاً إلى حين رحيل النساء عنه، فلم يبق له إلاَّ بناتُ أذنيه، وبناتُ الورق. وهناك الكثير من شعر عصام ملكي المضحك في موضوع المرأة، ولعلَّه عمد إلى هذا النوع لأنَّه يلقي شعرَه في مناسباتٍ، فيُضحِك الناس. أمَّا شربل بعيني، فيبدو أكثر ميلاً إلى الجدِّيَّة ووصف العلاقات الحميمة، خصوصاً في كتابه "مُراهِقة"، ومن شعر الحبّ عند شربل بعيني نقتطف هذه المقطوعة:
كيف فيكي عايشِه بْدوني
وضِحكتِك لبعيد مسموعه؟!
نسيتِ السهر عَ مرفإ عيوني
مطرح ما كان صْباحْنا يوعى...
عيشي عَ ذوقِك جَرّحي الذكرى
رح ترجعيلي وفايضِه دموعِك
بتشهَد عليِّي طلّتِك بكرا
وكمشة غبار بتسبَق رْجوعِك.
(بعيني، معزوفة حبّ،   (mazoufithoub.blogspot.com
أمَّا جورج منصور، ففي غزَله عودة إلى الماضي، وإلى الطفولة، فكأنَّ الحبَّ هو الوطن وفي الوطن، وليس في أستراليا التي عطَّلت قلبه، وأفقدته الحواس:
لو بترجعي زغيري وأنا برجع زغير
ونكبر سوا وبالوقت ننسى حالنا
وزعْبِر عليكي كلما لمست الحرير
وقت اللي تِبقى الزعبَره رسمالنا
وتبقى وْراق الحَور هالحدّ الغدير
إيدين عن تنمدّ بدها تطالنا...
(منصور، 2001، ص 253)
وهذه العودة إلى زمن الغدير والحور لا تنفصل عن حنين الشاعر المهجريّ إلى وطنه بشكل عامّ، ولذلك تكثر في الدواوين المهجريّة عناوين مثل: بيتي القديم، الضيعة، بيتنا بلبنان، هربان عَ بلادي...  فها هو جورج منصور يتذكَّر لبنان الناطور والراعي والمروج الخضراء والبيت القديم، واعداً نفسه بالعودة:
لبنان يا ناطور يا راعي فقير
يا مْروج خضرا يا زَنابق يا غدير
يا بيت سطحو تراب، يا خيمة قصب
يا موقَدي تِغْشى الضحك عالزمهرير...
(منصور، 2001، ص 21)
هذه الأشياء القديمة توقَّفت عندَها الذاكرة، فلم يعد الشاعر قادراً على تصوُّر العالم خالياً منها. والشاعر شربل بعيني يحِنُّ للعودةِ إلى جذوره، ويبكي ويستبكي على الأيَّام التي ضاعت في الغربة:
كِيفْ تْرَكْت؟ وْكِيفْ مْشِيتْ؟
وْلَيْش تْأَخَّرْت وْما جِيتْ؟
بْشِعْرَكْ ياما وْياما رْجِعْت
عَ الأَرْض، وْبِالْغُرْبِه بْقِيتْ
فِيكْ تْقِلّي شُو جَمَّعْت
وْمِن بَعْد الشَّيْبِه شُو جْنِيتْ؟
أَحْلَى أَيَّامَك ضِيَّعْت
بْغُرْبِه مَزْرُوعَه تْوابِيتْ؟!"
(بعيني، ابن مجدليّا، ebenmejdalaya.blogspot.com)
ولا بدَّ من الوقوف هنا عند لفظة "توابيت" التي تعبِّر عن الموت المتكرِّر، وتبيِّن ضيق الشاعر من الغربة التي تمثِّل له هاجس الموت في المجهول.
ويذهب الشاعر عصام ملكي إلى أبعد من حدود الذكريات، فيشرح في تحليل نفسيٍّ عميق كيف أنَّ مدينة سيدني عطَّلت مشاعرَه ونظرتَه إلى الجمال، فمنذ ترك بيتَه في بشمزِّين، عام ألف وتسعمئة وأربعة وخمسين، وكان في السابعة عشرة من عمره، لم يقع على جمال وبهجة، فاسمعْه وهو يخاطبُ سيدني قائلاً:
ما في أمل إنِّي ربيعِك إقبَلو
النحلات مش عم يبعتولو مُطرِبين
مش بسّ إنُّو الزهر ريحَه ما إلو
عطرو ما فينا نشمّ، والمالِك حَزين
وزهر الرِبي عا تراب لبنان الحلو
كلما بْعبيرو تشردَق هبوب الهوا
بْلا مْواخذِه بيصير يِسْعُل ياسمين.
(ملكي، 2009، ج 3، ص 223)
هذه المقارنة بين سيدني ولبنان، هي موقف جريء من شاعر يعيش في سيدني، لكنَّه يصارح المدينة بصدق شعوره من غير مواربة ولا كذب. إنَّ لبنان ما زال عنده الجمال والسعادة، فلا النظام، ولا العدالة الاجتماعيَّة، ولا رغَدُ العيش تُعوِّضُه عن الكَنـزِ الذي فقدَه منذ كان في ريعان الصِّبا. ولعلَّ هذا الحنينَ إلى الوطن، هو الذي يدفعُ الشاعر إلى الموضوع السياسيّ، خصوصاً عندما يعيش الوطن في حالات الموت والضياع والتشرذم، وفي الموضوع الوطنيّ يقول جورج منصور:
يا موطني سنين القهر طلعو طْوال
وصامد لحالَك عن بتتحدَّى الزوال
هاك الأيادي السود تركوها تْسُود
وصابيعها تمسَح بمسحات الجمال
(منصور، 2001، ص 49)
وعصام ملكي يبكي على وطن أصبح دويلات وتشرذم أهله، ويدعو الناس إلى الثورة على الواقع:
يا شعبي الفيك تاريخك تَباهى
عذابَك عم يعيش اليوم فيِّي...
الزعامه الفارغه خَزِّق عَباها
عَباها تفصّلت عالمَجدليِه
انتفِضْ عالشلّحو العيشه صفاها
انتفض عا التاجَرو بالطائفيـِّه...
بدنا بيوتنا تجدّد صِباها
بعدما ختيرت بالمدفعيِّه...
( ملكي، قصيدة صرخه جهنّميّه، (sammelkey.blogspot.com.au
إنَّ عصام ملكي يعيش في همّ الوطن، ويعيش همُّ الوطن فيه، وصرختُه تخرُج من قلب مجروح، وكأنَّه هو الذي يُعاني من الزعامات، والطائفيَّة، والحروب. ومثلُ عصام ملكي يرفع شربل بعيني صوتَه إلى الشعب أيضاً:
قاوِمْ يَا شَعْبِي قَاوِمْ
مُشْ حَقّ تْضَلّ مْسَالِمْ...
حْمَالْ بْإِيدَكْ سَيْف النَّارْ
وْوَقِّفْ عَ الشَّمْس سْلالِمْ
وْقِلاَّ: يَا بْلاد الأَحْرَارْ
رَحْ إِهْدِيكِي تَاج الْغَارْ
وْبَاقِةْ مُوسِيقى وْأَشْعَارْ
بِتْقَلِّقْ عَيْن الْحَاكِم.
(بعيني، مجانين، majanin.blogspot.com)
إنَّ هذه الصرخةَ إلى الشعب يُطلِقُها واحدٌ من الشعب، يعيشُ فيما بينَهم، ولم تأخذْه رياح الغربةِ إلى  البعيد. فالغُربة هي انتقال بالجسد، أمَّا روحُ الشاعر، فتبقى على مدارج الطفولة، وتتفاعلُ مع قضايا الوطنِ وهمومِ أهلِه. وهكذا نرى أنَّ الشاعر المهجريَّ ولبنانَ توامانِ لا ينفصِلان، والشعراء اللبنانيُّون الأستراليُّون الذينَ حملوا الشعرَ في صدورِهم، ولم يتركوهُ لأسبابِ الحياةِ الجديدة، حملوا معهم لبنانَ أيضاً ذكرى وفاءٍ وقيامة.
وعلى الرغمِ من أنَّنا لم نتناول جميعَ المواضيع التي تطرَّق إليها الشعرُ اللبنانيًّ في أستراليا، لضيق الوقت، فإنَّنا نؤكِّدُ على أنَّ هذا الشعرَ ينطوي على أبعادٍ مهمَّة، وقضايا إنسانيَّة، ومواقفَ مثاليَّة. ومَن يدري؟ فقد يأتي يوم، ويكونُ فيه الأدب المهجريُّ الأستراليُّ عنواناً عريضاً لأبحاثٍ وكتُب، فهو يستحقُّ أن يُعطى له، كما أعطى من خزانتِه الواسعة، وكرومِه الخصيبة.
وبعد انتهاء المحاضرة، أشار الدويهي مستغرِباً إلى أنَّ الشعراء ملكي وبعيني ومنصور (والدويهي نفسه) لم تُذكَر أسماؤهم في "أنطولوجيا زجل الاغتراب اللبناني" لجوزيف أبي ضاهر، ولا في "تاريخ الزجل اللبنانيّ" لأنطوان الخويري الذي كتب فصلاً خاصّاً عن الزجل في بلدان الانتشار. وكان اقتراح من قبل مندوب وزارة الثقافة على الدويهي بأن يكتب أنطولوجيا خاصَّة بأدب المهجر الأستراليّ، في حين أبدى الحاضرون دهشتهم لجمال الشعر المهجريّ وقيَمه ومواضيعه الغنيَّة.
وختم الدويهي محاضرته بإلقاء واحدة من قصائده الزجليَّة بعنوان: "وراق صفرا"
فيكي أنـا فكَّرت بالليل الطويل         مـن بعد ما غصَّيت بالصبر الجميل
ما لْقيت غير الحيْط عم يقْعد معي        ضْرَبْتو عَ وجُّو بصَفوة العمر البخيل
وبصَّرتْ بالفنجان بركي بتطْلعي         من رغْوة شْفافي بعد طُـول الرحيل
وإنتي خَيال بعيد مش عم تقشَعي        كيف انجرَح نيسان، وانْبَحّ الهَديـل
يا ريت فيكي عالزعَـل تترفَّعي          وما تشْلحيني بين قـال، وبين قِيل
ويا ريت مَرَّه تحت إيدي بتُوقَعي         ويُوقَع غضب نَيرون عالخصْر النحيل
ويا ريت فيِّي عالهَــدا بتتطلَّعي        وبتعزْميني لسكْرة عْيـــار التقيل
لكن أنا عم عيش حلم بْلا وعي         وإروي العطش من خابية حظِّي القليل
ما ضلّ عندي صوت حتَّى إدِّعي        إنِّك معي، وبتعرفي تـردِّي الجميل
ضِيعان قمْح اللي انزرع تا تشبعي       حبِّة أمَل عن بيدَرِكْ ما قْدرتْ شِيل
كاتب قصيده ما قلت فيها: تعي        قلت: افترقنا، والتفاهـم مستحيل
وباعت لِكي عَ وْراق صفرا مطْلَعي    ومن كتر ما عْليها مرَق غيْم وشِتِي
                    نشَّرتْها يومين عـــا حبل الغسيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق