تمثال وشاعر وقصيدة: رسالة من الدكتور جميل الدويهي

قصيدة الدكتور الشاعر جميل الدويهي (عفواً أبا تمّام) أحدثت ضجة كبرى في العالم العربي بسبب حسن صياغتها، وجميل صورها، وزخم ثورتها.. وصدق مشاعرها. وقد قامت جريدة العراقية بنشرها مشكورة بغية تعميمها، فألف شكر للدكتور موفق ساوا.
وما أن علم الدكتور الدويهي بما حصل حتى أتحفنا بهذه الرسالة المعبّرة:
أخي العزيز شربل (شربلنا)،
شكراً لك أولاً وأخيراً على إيصالنا إلى الناس في كل مكان، وكم أتمنى أن تنتشر هذه القصيدة في العالم، ليس من أجل اسمي، بل من أجل أن يعمم الشعور الإنساني، وعدم التفرقة، ومحبة الآخر. فأبو تمام هو شاعر العرب والإنسانية ولا يجوز تفجير تمثاله وكأنه عدو لدود. نعم هو عدو لدود لأعداء الفكر، للجاهلين، للمغالين، وقتلة الإنسان والإبداع.
أسعدني جداً أن قصيدتي "عفواً أبا تمام" حازت على هذا الكم من الإعجاب والتعليقات. وأنت تعرف أنني ترددت في نشرها لأسباب وأسباب، غير أنّك أيها الشاعر الملهم حرضتني على نشرها، وسارعت قبل أن ألتقط أنفاسي إلى تثبيتها في صفحات "الغربة" التي رفعتنا إلى النجوم. وما نشر جريدة "العراقية" للقصيدة (من غير علمي) إلا دليل على صدق نظرتك، وسمو ذوقك الأدبي، ورفعتك الإنسانية. واسمح لي من خلال "غربتنا" أن أرفع الشكر لجميع من علقوا على القصيدة وتناقلوها، وخصوصاً جريدة "العراقية" الناطقة إعلامياً باسم العراق الحبيب، الذي له مكانة في قلوبنا لا تمحوها الايام، ولا تخفيها الحجُب.
يا شربلي المحبوب، كيف لا يشعر بالسعادة من يقرأ كلماتك: "هذا ما يفرحني والله عندما أنشر قصيدة أو خبراً ويتناقله الآخرون... همي نشر أدبنا المهجري فقط، والله يشهد على ذلك، دون الالتفات إلى الأسماء...؟" وأنت تعرف أيّها الصديق الفاضل أننا جميعاً نسعى إلى نشر الأدب المهجري، غير عابئين بأسمائنا وصفاتنا وألواننا، وأرجو أن يكون جميع الشعراء والأدباء في هذا المنحى، ولو على حساب المشاعر الشخصية أو المناطقية.
المحب جميل.
**

هناك 3 تعليقات:

  1. د. موفق ساوا4:40 م

    شكرا أستاذ شربل انت اصبحت محورا لنا من خلال (الغربة) لتجمع مبدعي الغربة
    الف شكر لك ثانية
    وأن أمكن ايميل د. جميل لنرسل له العراقية التي عشقها من خلال العراق
    ودمت مبدعا
    د. موفق ساوا

    ردحذف
  2. أنطوني ولسن7:17 م

    تهانينا القلبية للدكتور الأستاذ الشاعر والأديب جميل الدويهي على رسالته لهذا العالم المتخلف . نتمنى أن يعي من يقرأ القصيدة ويعرف أبا تمام ويستحي من جهله وينتحر بدلا من تفجير تمثال من حجر لكنه إن دل على شيء إنما يدل على حقارة وجهل هؤلاء الغوغاء المتخلفين .
    نشكر دكتور جميل الدويهي على إعلاء صوتك بكل جرأة الأسد الجسور . وشكرا لشربلك وشربلنا الذي يضحي بوقته من أجل كل حرف في كلمة في جملة في قصيدة أو قصة أو مقالة ويسارع بإرسالها إلى العالم بما فيه عالمنا هنا في أستراليا . وليس من الغريب على الدكتور موفق ساوا أن يسرع أيضا بنشر القصيدة .
    مع خالص تحياتي ومحبتي لحاملي شعلة الأدب في المهجر استراليا
    أنطوني ولسن

    ردحذف
  3. الدكتور جميل الدويهي2:09 م

    العزيز الأستاذ أنطوني ولسن المحترم،
    شكراً لك على محبتك وقلبك الكبير، وهذا ليس غريباً عليك، وأنت ابن مصر الحبيبة التي لها في قلب كل عربي مخلص مكان واسع ومحبة عميقة. أما نحن فصديقان قديمان وإن تكن ظروف أبعدتنا قليلاً، وها إني كل أسبوع أقرأ لك في جريدة المستقبل وأثني على عاطفتك تجاه مصر وأهليها، فكم أنت مخلص لبلادك يا أنطوني، وحبذا لو كان كل الناس يحبون بلادهم كما تحب.
    نحن معاً نحارب الجهل في هذا العالم، وكم يسعدني أن رجلاً مثلي يتخطى الحدود المرسومة بين الناس، ويحبّ أبناء جميع الديانات، ويدعوهم إلى الخير والمسامحة، وينتقد الجهل والجاهلين. أما شربلنا فله في القلوب منازل كثيرة، ويعلم الله كم أن هذا الرجل ذو فضل علينا في "غربته" وفي إشعاعه البعيد، وأرجو أن يوفقنا الله لنرد جميله أضعافاًً مضاعفة.
    ولست أدري إن كانت كلمة شكر لشربلنا ولك وللدكتور موفق ساوا تكفي. لكم الدعاء بالخير والصحة والسعادة دائماً.
    تحيتي لك يا أخي أنطوني ولأسرتك الكريمة، ولك فائق الاحترام.
    جميل

    ردحذف