‏إظهار الرسائل ذات التسميات عصام حداد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عصام حداد. إظهار كافة الرسائل

شربل بعيني سفير فوق السفراء في أستراليا

مجلة الروابط اللبنانية خصتني بالتفاتتين جميلتين، الأولى نشرها لهذا المقال الرائع، وثانياً جمعي بالصور مع أحب الناس الى قلبي فقبدنا الغالي عصام حداد مؤسس جائزة شربل بعيني في معهد الأبجدية جبيل، وقد زودني بالمقال الزميل بادرو الحجة الموجود في لبنان فألف شكر للروابط الغراء، ولآل حداد الكرام، وللصديق "ابو شربل".

الاستعدادات جارية لاحتفال تسليم جائزة شربل بعيني لعام 2016


في السادس والعشرين من شهر أيار ـ مايو، عند الساعة السادسة مساءً، سيلتقي الفائزون الجدد بالفائزين القدامى بجائزة شربل بعيني، ليستلموا منهم الأمانة، التي ما زالت تنتقل من يد مبدع ومبدعة الى يد العشرات من المبدعين حول العالم، وكما هو معلوم لا يدعى الى الاحتفال إلا من فاز بالجائزة.. ولكن يحق للفائز الجديد اصطحاب شخص آخر معه، وكما ترون في الصور فلقد بدأت التحضيرات لذلك اليوم التاريخي الذي أشرق نوره في معهد الأبجدية في جبيل، مدينة الحرف، ليضيء عتمة غربتنا في سيدني أستراليا، وكان الفضل في كل هذا للدكتور الغائب الحاضر المرحوم عصام حداد، مؤسس الجائزة. وقد استلم عنه أخوه سامي الرسالة.
والفائزون لعام 2016 حسب الترتيب الهجائي:
1ـ الدكتور آميل الشدياق. سيدني ـ لبنان
2ـ الاعلامي جوزيف خوري. سيدني لبنان
3ـ الشاعر روميو عويس. سيدني ـ لبنان
4ـ الاديب محمد زهير الباشا. الولايات المتحدة، سوريا
5ـ الاديب محفوض جروج. سوريا
6ـ الشاعر مفيد نبزو. سوريا
7ـ المرنمة ميرنا نعمه. برزبن، لبنان
8ـ الاديبة هدلا القصار. غزة، فلسطين
9ـ الشاعر يحيى السماوي. أدليد. العراق
10ـ الأب يوسف جزراوي. سيدني، العراق
وسيسلم الجائزة لهؤلاء الفائزين فائزون قدامى، لتتواصل رحلة الابداع والمحبة، ولتنتقل ألأمانة من يد مبدع الى يد مبدع آخر.
ألف مبروك

الفائزون بجائزة شربل بعيني لعام 2016

باسم الغائب الحاضر الدكتور عصام حداد، وباسم معهد الأبجدية في مدينة جبيل اللبنانية، وباسم مؤسسة الغربة الاعلامية نعلن عن أسماء الفائزين بجائزة شربل بعيني لعام 2016، على أن نعيّن موعد التسليم لاحقاً، وسنعلن عنه في حينه، وألف مبروك للفائزين:

أصدقائي الكبار ورحلتي مع الكلمة

بينما كنت أقلّب في أرشيفي بحثاً عن مقالات لم تنشر إلكترونياً بعد، وجدت خبراً ساخراً كتبه المرحوم بطرس عنداري على الصفحة الأخيرة من جريدة "الشرق" التي أصدرها في سيدني، يدافع به بطريقته الخاصة عن شربل بعيني، واليكم ما كتب في العدد 86، الصادر في 6/12/2000:
"رفع عدد من الشعراء شكوى عاجلة الى كوفي عنان مطالبين بجلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث موضوع منح الشاعر شربل بعيني لقب "أمير الادباء والشعراء اللبنانيين في عالم الانتشار"، وقد وعد عنان بمعالجة الموضوع الخطير، والنظر فيه عاجلاً خلال الألفية الثالثة".
وتحت عنوان "علي بعيني" كتب الشاعر الصديق شوقي مسلماني خبراً مسليا في العدد 12 من مجلة "أميرة"، كانون الثاني 2001، جاء فيه:
"عندما كان الشاعر شربل بعيني ينظم ديوانه عن الامام علي بن أبي طالب سمع الشاعر فؤاد نعمان الخوري يطلق على صديقه شربل اسم: شربل علي بعيني".
ومن الأشياء التي لم ترَ النور شهادة ما بعدها شهادة من "بيّاع الفرح" الشاعر فؤاد نعمان الخوري، الذي لا يعرف قلمه سوى تشجيع الآخرين، فلقد قال في حديث أجرته معه جريدة "صوت المغترب" العدد 1952، 31/10/1991، هذه العبارة التي تغني عن ألف مقال:
" شربل بعيني قام بمحاولة جيدة في "مناجاة علي"، حيث اخذ الزجل ليحتك بقضايا جديدة في الفلسفة والمصير والكون.. هذه الخطوة بحد ذاتها مباركة".
ومن أستراليا ننتقل الى لبنان حيث نشر الدكتور المرحوم عصام حداد في جريدة الأنوار اللبنانية ، العدد 12636، 24/6/1996، مقالاً بعنوان "الحنين يفتح الكتاب ويقرأ نبض القلب" استهله بالعبارة التالية"
" بعدما قال الشاعر المغترب شربل بعيني للعائدين: هاتوا لي معكم كمشة تراب من ارض "مجدليا" حتى اذا مت في غربتي، ضعوها في تابوتي، ليمتزج ترابي بتراب لبنان.. الآن الآن اخلي ها هنا كل مباهج الكون، واطير الى بلادي، بلاد الحب والسحر والمجد والضياء".
لقد رحل اثنان من أصدقائي: بطرس وعصام، رحمهما الله، وبقي اثنان: شوقي وفؤاد، أطال الله بعمريهما، ولكن الابقى أبد الدهر هو ما دونته اقلامهم بمداد محبتهم.
أشكر الله الذي منّ عليّ بمئات الأصدقاء الكبار، الذين زيّنوا حياتي بمحبتهم، وأخذوا بيدي خلال رحلتي مع الكلمة، فلهم أنحني.

رسالة من الدكتور عصام حداد 1998

  
 أولاً، تهنئتي الجبيلية اللبنانية أقدّمها لجميع الفائزين بجائزة شربل بعيني لعام 1998، وأطلب منهم أن يكونوا دائماً وأبداً على قدر المسؤولية، فمن يحمل جائزة كمن يحمل جبلاً.. إما أن يمشي مرفوع الرأس وإما أن يرزح تحته.
   ثانياً، يبهجني جداً أن أراك وأسمعك وأتلمّس نبضات حروفك في مجلتك (خلية المحبّة)، وبتلك الهيصة والثورة والإقدام والعطاء، كأنّك وحدك حامل، وحدك همَّ الوطن، وهمّ الفكر، وهمَّ الإنسان. لا ضنى يردك ولا حاجز يصدّك مهما صعبت المسالك ووعرت الدروب، ودرزت بالشوك والإبر والحراب.
   أصررت وراهنت ونفّذت.. عدَّتك الإرادة الفولاذية والتفاؤل والثقة بالنفس والمغامرة..
   ولكم يدهشني التفاف هذه القلوب حولك، فتؤلّف معك وحدة مرصوصة من المشاعر والقوى والفكر. فسبحان ما تفعل المحبة في البشر من عظائـم ورؤى وجمال!..
   آتاك اللـه النصر، لتنشط  مجلتك دوماً كالسهم، فتصير بمصاف الصحف العالمية الداعية إلى كل فكر وبناء.
   راقتني (رسالتها) في الصفحة الأولى ـ العدد 35 ـ (والحصرمة) الدائمة التي تقذفها في العيون.. وكلمة الذي وقف جهوده على نشر مآثرك الاستاذ كلارك بعيني، وقد زادت محبّته في قلبي حين قال: (قضيت في لبنان ستة أسابيع كانت من أجمل ايام حياتي).. عليَّ أن أسعى لتمنحه الدولة وسام الاستحقاق الوطني. فيا ليتني عرفت بقدومه الى لبنان لجنّدت الدولة كلها لاستقباله. إن رجلاً له مثل هذا الشغف بلبنان، علينا أن نفرش له الورود من المطار الى البيت.. والظاهر انك  تتبارى في ضرب السهام، إن شاء اللـه، بالتعاون مع محمد زهير الباشا الثائر الدائـم، تؤلفون كلكم عصبة حافزة للجمود والانتفاضة فتدسّون حبوب (فياغرا) في الفكر الخانع، والأعصاب المخلّعة، واللحوم الهشّة التي أنتنت عالمنا الضائع في مفاوز الطارئات العصرية الملتوية والبوار. 
   أنا متهلّل بتغزّلك بملحمة ثانية (ببنت جبيل) فيها (حكي ناعم مسمّ)، إن شاء يظل لجبيل بنون وبنات.. فما أعظم قولك:
يا دل الما بيحمي أرضو
يا دل العايش جبان
يا دل المسترخص عرضو
وعم بيبيعو لمين ما كان..
وغيرها:
حكّامك منشور وكلمه
لا تصدّق كلمة حكّامك
الحاكم ما في بقلبو رحمه
قاعد ع كرسي من عضامك
   سلمت يداك.. سلمت يراعتك.. وإلى اللقاء.

شربل بعيني يكرّم بالشعر د. عصام حدّاد

بمناسبة تكريم الدكتور عصام حداد في لبنان، إثر فوزه بجائزة جبران العالميّة عام 1991
ـ1ـ
حَقَّكْ .. مِين بْيِقْدر يُوفِي
بْكِلْمِةْ تِكْرِيم بْيِحْكِيها؟!
وْوِقْفِت قِدَّامَكْ مَلْهُوفِه
دِنْيِي .. كلّ شِي مْخَرْبَطْ فِيهَا
يَا رْفِيقِي .. الْـ نَظَّمْت صْفُوفِي
تا قْدِرْت لْوَحْدِي إِمْشِيهَا
غَسِّلْ بِالإِيمَانْ حْرُوفِي
حَابِبْ لِعْيُونَكْ إِهْدِيهَا
ـ2ـ
تَكْريمَكْ .. وَاجِب تَكْرِيمَكْ
يا عِصَام الْـ صِرْت حْكَايِه
شْبِعْنَا مِنْ بَرْكِةْ تِعْلِيمَك
غَمْرِتْنَا "عْيَاد" مْضُوَّايِه
"مْنِ جْرَاحِي" كِيفْ بَدِّي قِيمَكْ
وْنَاطِرْ تَا تْبَلْسِمْهَا كْفَايِه؟!
"جْدَاوِلْ فَيْرُوزْ" تْرَانِيمَكْ
غَنِّيلي لِلْمَجْد الْجَايِي
ـ3ـ
عَيْن كْفاع الـ خلِّتْ إِبْنا
يْوَزِّعْ خَيْراتُو عَ النّاس
خَفَّف بالشِّعْر مْصايِبْنا
حَلَّى بالكِلْمات الكاسْ
تِهْنا.. وبالكَوْن تْغِرَّبْنا
وْصِلْنا لْمَطْرَحْ ما بْيِنْداسْ
عصامْ حدّاد الْـ حَبَّبْنا
نرجَعْ.. وِنْرَجِّعْ "وَزْنِتْنا"
عَ أرْض تْرابا بْيِنْباسْ

شربل بعيني قلم مبدع في المهجر شعره دعوة مستمرة لبقاء الوطن/ د. عصام حداد

حلاوات المربد في بغداد أنه يجمعنا بالعديد من شعراء الأرض، من كل الملل وكل اللغات. وحلاوة المربد هذا العام كانت تعرّفي بشربل بعيني، وهو شاعر لبناني يعيش في أستراليا من نحو ربع قرن.
شربل سريع الإندماج بالناس، ولعلّه أكثر الشعراء المربديين الذين كسبوا حبّ أكبر عدد ممكن من الوافدين على عاصمة الرشيد.. وذلك لأنه جذاب خلوق ذو ثقة فائضة في النفس، حتّى ليؤمن "بطريقة" خطّها لنفسه في التعامل مع الشعر، على أنها "دستور"، ويريدك أن تحذو حذوه في اقتفائها بلا مماحكة ولا جدال.
يؤمن مثلاً في "التعبير" كيفما جاء، ممزوجاً بالفصحى أم بالعاميّة، في أبيات على بحور عدّة كما القصيدة الواحدة. شرط أن يؤدي المعنى الذي يريد. وهو يأنف أن ينقّح شعره، فإنه يرسله بعفويّة وبساطة وحرارة ودفق، ولكنّك تحبّه لطيبته المتماديّة وإنسانيته ووطنيّته وتغتفر له خطاياه.
أهدى إليّ الكثير من كتبه، وقد أربت على العشرين.. يحب أن ينشر، شرط أن يصل فكره إلى الناس. وها أنا أتداول كتابه "الغربة الطويلة"، وقد أصابني بغربته، مشاعره، وحبه لوطنه، وثورته البانية، ولهفته في الحب الإنساني، وقد تلاقينا في هذا التعاطف، ولا سيما في آونة يتفتت بها الوطن.
صحيح أن:
العمر ابتلى..
ومن عرق صلاواتنا شرب كتاب الصلا..
لكن البيت الذي ربيت فيه يا شربل، وعمرت مداميكه، وغزلت ساحاته برجليك، لم ينسك. وإن كان "سبب" ما أبعدك عن وطنك، فقد دفعت ثمن الغربة.
هذه الخطرات، وهذا التوثّب البركاني الذي عندك، ففجّر منك هذه الأبيات، وكنت في الغربة التي لا نريد أن تكون طويلة، كنت وما تزال "البوصلة" التي تستقطب الأوفياء للبنان، فتبنون كلكم لبنانكم الآخر خلف الرياح الهوج، على أعظم قاعدة، وهي الوطنية الحقة، فكراً وتضحية وعطاء في كل مجال.
وبعد أن يعاتب "شربل" الأيام التي أبعدته عن وطنه، وظن أن وطنه نساه، يهتف:
لا تموت، هون، بغربتك لا تموت
وتترك ترابك يلعنك بالقبلا
روح قضّي عمرك ببيروت
ونفّض جناحك من غبار القهر
لكن شاعر "الغربة الطويلة" يريد أن يعود لطرد الغريب، وتنقية لبنان من أدران السياسات التي باعت لبنان لهذا الغريب، وراحت تشحذ اللقمة والسراب على أبواب الغربة والقهر والعذاب:
يللاّ سوا نطرد غريب الدار
الـ ولّع بقلب الدار حقد ونار
الـ خلاّ السما تسودّ بسمومو
وخلاّ بكذبو الجار يدبح جار
..
نحنا اللي كنّا عايشين بعزّ
نتغندر ونمشي متل طاووس
غدرنا ببلدنا وبشموخ الأرز
وبعنا الكرامه بكمشتين فلوس
ثم يعدل عن رجوعه، إذ يتمثّل وطنه على حاله من السياسات العقيمة، ويمعن الشاعر في حرب سجال بينه وبين الغربة القاتلة والمحبّبة معاً، تتجاذبه معاناة الهجرة والعودة، فيقول:
واللي هجر بكّير
صعب تا يرجع
هربان من تهجير
بقوّة المدفع
من سياسة حزازير
من ظلم أوسع
من تم بحر كبير
أطفال عم يبلع
ولكن يكبر فينا الأمل بأن الشاعر لا يلين، إذ ندرك بأن جنونه الوطني أقوى من كل جنون يحيده عن وطنه.. حين يؤمن بأن الشهادة قوام الوطنيّة، ودم الشهيد حياة للأحياء تنمو على زروعه هويات يختمها شعب بخاتم المجد والانتصار والكرامة والحرية والعدل.
ولا سيما، بهذه النظرة الانسانية التي يعيش ويريد لها سواه:
حوّشت نار ونور من عمري
ووزّعت باقات الزهر ع الناس
ونمسك عن ذكر البيت التالي، لأننا نأبى أن ييأس، لأنه يقول:
الناس خانوا ويبّسوا زهري
هالـ كنت حاسب صعب إنّو يباس
شربل بعيني مثل كل المصلحين، يأمل أن تنمو رسالته، ويصاب إذا خيّل إليه أن تعبه هدر جزافاً، ولكن ليطمئن، فإن الذي أعطى مثل هذا العطاء لا بد أن تنمو زروعه، وقد نمت في الغربة والوطن، ولن تأكلها الغربان، ولن تيبس لأنها في تربة مقدودة من قلب وروح ما عايشت غير العنفوان.
ورسالة "شربل" هي الانسانية واللاطائفية، التي باسمها علينا أن نتعمد من جديد، بعدما لوثتنا الحرب، وهو يدين بدين الحب الذي هو وحده الدين:
نحنا شعب واحد بأرض الشرق
عشنا العمر نشرب سوا بالكاس
والمادنه تنده جرسنا يدق
تا نأدن الإنجيل بالجامع
ونرتّل القرآن بالقدّاس
ولكن يستدرك الشاعر فيقول:
شو بتنفع الطوايف
والخالق منها خايف
لو تركع وتتعبّد
وشو بتنفع السعاده
بالصلا والعباده
وشعبك عم يتشرّد
ويعزو الشاعر "بعيني" هذا التشرد الوطني لشيئين:
بيني وبين الربّ
درجتين زغار
أول درجة: الكذب
والكذب أكبر عار
وتاني درجه: الحب
الـ بايعني للدولار
والواقع، لو لم يكن معظم اللبنانيين "دكنجيي" كذابين لما وصلنا إلى ما وصل إليه لبنان اليوم. ولكن لنا الأمل أكبر نعمة وأعظم حصناً، بأننا سنتعلم من الوجع، ونرمم ما هدم ونعيش.
والوجه الآخر "لشربل بعيني" هو شعر الحب، هو فيه كشعره الثوري الوطني: حار عنيف له صراحة الشمس وعفوية العبير، فهو حيناً "يدوخ" من الركض في أثرها، ولو كانت هي الظل، وحيناً آخر يتحاشى وهجها، وفي الحالين يذوق القهر وبعطينا بمثل هذه الرائعة:
معوّد ع شرب نبيد أحلى خدود
معوّد أنا صيّف بأعلى جرود
فيها الكرز محمّر
والعنب مشقرّ
ومنّو لحالو بيتسوي العنقود
وشربل مؤمن صاحب ضمير، يريد أن يحب بعفّة، خائفاً من الخطيئة، ولكنه حائر قدام "المهوار"، مرتبك، تحمله حبيبته على أجنحة الأحلام وتغريه بالضحك والسلوى، وهي تنكّل فيه، وتزرعه شكوكاً وأوهاماً، وفيما يقول منتهى حبه ليعطيها وسعه من العشق:
خدوني زرعوني بعينيها
صلبوني ع ديها
حبسوني بـ قلبا
وارموني ع دربا
هالبنت اللي بحبّا
ويعود يتأبّى بعنفوان:
لو كان عندي للخطيّه ميل
كنت سبحت ببحور عينيكي
وكنت وصلت ع شطّ هاك الليل
مطرح ما فيني إحصل عليكي
والنتيجة أن شربل بعيني شاعر متوثّب، يقول كلمته ويمشي سواء فهمت حبيبته أم لـم تفهم، وسواء أعجب أهل الفكر بقلمه أم لـم يعجبوا، فهو يريد أن يقول حقيقته، ويفهمك روحه ورسالته متجاوزاً بعض تعابير أو أفكار ربّما يتعّمدها، أو لا جلد له على تنقيتها. لا يهمه وزن وصياغة بقدر ما يهمّه بث فكره ومشاعره، فالأسلوب عنده ثانوي نسبة للفكرة والرسالة. وهو يؤمن أن أسلوبه سيتحوّل في الغد مدرسة. ورغم كل بشاعات الحرب والغربة الطويلة التي يقاسيها، فهو دائم التوثّب للغد، كثير الإيمان بنفسه وربّه ووطنه.
العمل البيروتيّة ـ 26/4/1988
البيرق، العدد 91، 29/4/1988
**