مبارك التكريم لك أيّها العزيز شربل/ الدكتور جميل الدويهي

العزيز الشاعر شربل بعيني،
أنت تستحقّ التكريم، ليس من مجلس الجالية اللبنانية فقط بل من كل إنسان يحبّ الأدب ويقدّر الشعر والإنسانيّة الحقّة، وليت كلّ مدننا قرانا وبلداننا تكرّم الشاعر والأيب في حياته لكي يشعر بالغبطة ذاتها التي يعطيها للناس.
وكم أنا سعيد لأنّنا نُكرّم في حياتنا، والتكريم ليس بقيمته الماّدية بل هو تقدير لما كابدناه في الليالي 
وما سكبناه من عرق ودموع على دفاتر الكلمة. تلك التي ألقاها الله في عقول مختاريه.
ويسألونني: من هو الشاعر؟
هو النور الذي يضيء في عتمة الأبد.
هو الكنوز التي لم تجد الإنسانيّة أغلى منها في أعماق الأعماق.
هو الكوكب الذي يعلو على الكواكب.
 أما رأيت الناس يتزاحمون بالمناكب والأكتاف ليفوزوا بلقب "شاعر"؟
 أما قرأت التفاهات التي تُسجّل في كتاب الأدب فتشوّه وتسيء إلى التراث والفكر الإنسانيّ؟
 أما شاهدت أناساً لا يميّزون بين التاء المربوطة والتاء الطويلة يتطاولون على معلّقة امرئ القيس؟
 أما لاحظت من يريدون إقحام أنفسهم عنوة في الصفوف، وهم لا يكتبون إلا السخافة والأوهام المريضة؟ ونجّنا يا ربّ من وجوهم الصفراء وحسدهم الذي يبدو على سيمائهم، ومن غيرتهم التي تهتف: "المجد للحقد في كلّ مكان وعلى الأرض الشرور”.
كم يغبطني أن يكرّم الأديب ولو في مجاهل أفريقيا، فكيف تكون غبطتي عندما يكرّم أديب رفع الأرض إلى السماء، وجعل المحبّة في مرتبة إله؟
أمّا الحاقدون العمي الذين لا بصيرة لهم، فيموتون في غيظهم وفي عماهم، والمجد للعباقرة الذين غادروا كهوف الظلام والتبعيّة إلى معاقل الحرّية.
شكراً لمجلس الجالية اللبنانية ومبارك التكريم لك أيّها العزيز شربل.
الدكتور جميل الدويهي 

هناك 4 تعليقات:

  1. امال يونس ـ بون المانيا7:06 م

    هيدا كلام ما بيقولو الا شاعر مجروح.. أف شو كتيري جروح الشعرا

    ردحذف
  2. محمود عباسي ـ الرياض السعودية7:19 م

    من هو الشاعر؟
    هو النور الذي يضيء في عتمة الأبد.
    سلمت يداك على هذا التشبيه يا دكتور جميل الدويهي
    انه اعبر تشبيه.. واجمل تشبيه.
    والف ميروك للشاعر شربل بعيني

    ردحذف
  3. جميل الدويهي7:37 م

    إلى العزيزة أمال،
    جروح الشعراء هي الرداء الذي يرتدونه في عتمة الليالي.
    جروح الشعراء هي العبير الذي يسكبه الله في أزهار الربيع.
    جروح الشعراء هي الموسيقى التي صنعتها أصابع شوبان على البيان.
    الشعراء يا صديقتي هم الجروح التي تسير على الأرض.
    لكنّهم سعداء لأنّ الكواكب العالية لا تطفئها الرياح. ولأنّ البحر لا توقفه لعنة.
    نعم جروح الشعراء كبيرة، لكنّ الغبطة التي في قلوبهم أوسع من الأفق، وأجمل من الصباح.
    دمتِ
    جميل

    ردحذف
  4. جميل الدويهي7:47 م

    الأخ العزيز محمود عبّاسي،
    الشاعر هو النور الذي يضيء في عتمة الأبد. كم أنت شاعر أيّها المحمود العزيز، إذ لا يفهم الشعراء إلاّ الشعراء. أقول ذلك وأنا أرى هوميروس وامرأ القيس والمتنبّي وغوته وجبران أحياء أمام ناظري ولو أخذهم الموت في رحلة قصيرة.
    أدامك الله ولك محبتي
    جميل

    ردحذف