حفلات الجالية.. تسبب الصداع

كما نشر في العراقية
إذا قادك سوء حظك لحضور حفلة ما من حفلات جاليتنا، تأكّد من أنك تحمل في جيبك كمية كبيرة من حبوب "البانادول" والبناماكس" "والاسبرين" وغيرها من المسكنات التي تخفف من الصداع، لأنك ستبتلعها حتماً، وستوزّعها مجاناً على الجالسين على طاولتك، وإلا لن تكتمل سهرتك، وستحملك رجلاك إلى البيت، لا بل الى السرير، ولسان حالك يردد: آخ يا راسي.
يقول الصديق جميل البابا ان الصداع لا يأتيه إلا في حفلات الجالية، فصوت الموسيقى المرتفع جداً لا يسبب ألماً في الرأس فحسب، بل يقضي على ما تبقّى من أوتارك السمعية، وقد يسبب لك الطرش.
ذات يوم، حضرت عرساً، كلّف أصحابه مالاً كثيراً، أي أنهم "جخّوا" عليه، لدرجة أذهلوا بها مدعويهم، فكل ما تطلبه العين، وتشتهيه المعدة موجود، وما عليك إلا أن تشحذ شهيتك وتأكل. شيء واحد دمّر العرس، وجعله على كل شفة ولسان، لا بل لعن المدعوون ساعة مجيئهم اليه، ألا وهو الموسيقى الصاخبة. أجل صوت الميكرفونات العالي حول الفرح الى ترح.
والجدير بالذكر ان العديد من المدعووين، بمن فيهم أنا، طالبوا بتخفيف الصوت عدة مرات، ولكن على من تقرع مزاميرك يا داوود، المسؤول عن الصوت في واد والمدعوون في واد آخر.
المراحيض النسائية والرجالية امتلأت بالناس، لا لاستعمالها، بل هرباً من صخب الموسيقى، ومن بقي في القاعة لجأ الى المحارم الورقية، فدوّرها كالسيجارة وشكّها في أذنيه، بما فيهم والد العروس، فرحنا نتطلّع ببعضنا البعض ونضحك.. إذ أصبح منظرنا أشبه ما يكون بمخلوقات فضائية قادمة من كوكب مجهول والاوراق الملونة تتدلى من آذانها. هذه حقيقة والله.
إذا كنتم في حفل ساهر، راقبوا جيداً الناس الداخلين الى القاعة، ستجدون أن أول شيء يفعلونه هو التطلع نحو "المايكرفونات": أين هي؟ كم تبعد عن طاولتهم؟ وما مدى الازعاج الذي قد تسببه لهم؟.. انها، وباختصار شديد، تخيفهم. أجل تخيفهم.
وستلاحظون أيضاً كيف حوّلت الموسيقى الصاخبة جميع المدعوين الى طرشان، يتحادثون مع بعضهم البعض عن طريق الاشارة، أو الكتابة. وقد لا أبالغ اذا قلت انني خسرت صوتي عدة مرّات وأنا أحاول أن أرفعه على صوت الموسيقى كي أكلّم الجالس قربي.
والغريب حقاً أن البهجة لا تعود الى الحاضرين إلا اذا توقفت الموسيقى عن العزف، عندها تجدون أن الابتسامات المشرقة قد عادت الى الشفاه، والأحاديث الشيقة بدأت تتطاير بين الأصدقاء، خاصة أولئك الذين لا يلتقون الا في المناسبات؟
فما العمل إذن، كي ننقذ الناس من آلام الراس؟ 
أولاً، علينا أن نطلب من أصحاب الصالات الحد من الصخب الموسيقي، قبل أن نطلب منهم زيادة المازات وما شابه.
ثانياً، الاستعانة بمهندسي صوت محترفين، يعرفون جيداً كيف يوزّعون الميكرفونات في الصالة كي لا يفتك بنا الصداع.
ثالثاً، شراء "سدتين" مطاطيتين للاذنين، لأن المحارم الورقية لن تنفع. والمثل يقول: اسألوا مجرباً ولا تسألوا طبيباً، وقد جرّبتها ولم تحجب الصوت.
أخيراً، أتمنى لكم سهرة ممتعة. والى اللقاء.
شربل بعيني
سيدني ـ أستراليا

**
الرجاء قراءة التعليقات

هناك 10 تعليقات:

  1. Safwat Riad3:27 م

    Dear Mr Baini,
    You are correct 100%
    I support your action.
    Please keep writing in this issue till we get a result

    ردحذف
  2. غير معرف4:18 م

    الموسيقى الصاخبة
    والضحالة الفكرية

    كتب ناجي-أمل الوصفي

    الموسيقى الصاخبة والضحالة الفكرية رفيقان لا يفترقان. فالدكتور جهلان لا يعشق الموسيقى الحالمةويمقت الموسيقى الكلاسيكية ولا يعرف معنى لا مينور ولا يرغب في أن يكشف جهله في حفلات السح الدح أمبو ولذلك فالموسيقى الصاخبة التي تصيبك بالطرش المؤقت تُمثل غطاء ممتاز لجهله.نقطة

    تحت مظلة هذه الموسيقى الغبية واصوات المطربين العرب النشاذ وكلمات أغانيهم التي تدل على التخلف الفكري والحضاري يشعر الجهلاء والجالسين على موائد الشرف بالأمان والطمأنينة: فلن تكون هناك فرصة لكي يقترب أحدالحاضرين من الكاتب الصحفي الكبير الذي لا يعرف أن المبتدأ دائما مرفوع ويقول له أتقي الله في قواعد اللغة العربية. كذلك فلن يتمكن فنان تشكيلى صاعد أن يقترب من الفنانة التي انفقت عشرة الاف دولار من أموال دافعي الضرائب ويقول لها "ما هذه الرسومات القبيحة وما هذه الألوان الغبية". نقطة

    يمكنني الأسترسال. فالجالية العربية في أستراليا مصابة بوباء الجهل، والموصيقى الصاخبة التي تصم الآذان هي دشمة رائعة يختبئ خلفها الكاتب الصحفي الكبير والموسيقار الامع والفنان الموهوب والسياسي النابغ والناقد الأدبي الذي لا يعرف الفرق بين النقد البناء والشتائم الهدامة. نقطة

    سألني أحد الأصدقاء: بأي لغة يتحدث رب المجد وخالق السماوات والأرض؟ أتراه يتحدث باللغة الهندوسية أم الفارسية أم الروسية أم الفرنسية؟؟؟ فقلت له أن كل هذذه اللغات لغات أرضية ناقصة وغير كاملة. قلت له أن الموسيقى هي لغة ملك السلام وخالق الأنام. فعندما يتحدث الله ضابط الكل تخرج من عقله موسيقى حالمة ذاخرة بالمعاني والفلسفة الربانية التي تشفي المرضى وتبرء الجهلة من جهلهم وتشفي الظظالمين من غلاظة قلوبهم. نقطة

    الموسيقى الصاخبة هي لغة الشيطان الرجيم التي يحارب بها الموسيقى الحالمة الناعمة الساحرة التي تشفي القلوب الوجلة والنفوس المضطربة. نقطة

    وهاكذا تعرف أن الموسيقى الصاخبة التي "تخرم" اذنيك، أيها القارئ اللطيف، هي رفيقة الضحالة الفكرية؛ وأن الموسيقى التي تأخذ الفؤاد إلى جنة الراحة النفسية هي رفيقة الثقافة العليا، ثقافة الأنبياء وأولياء الله الصالحين. نقطة

    ناجي-أمل الوصفي

    ردحذف
  3. سوزان ع4:21 م

    والله لقد استعملت المحارم الورقية ايضاً ولم تنفع.. لا بل رحت اتقيّأ في المرحاض من قوّة الصداع.. لقد آلمني رأسي لدرجة غفوت معها في الحمام.. أجل جلست على المرحاض ونمت كي لا أزعج أصحابي وأنزع سهرتهم.. ولثاني يوم رغم النوم لم يذهب الألم من شدة الموسيقى. كانت سهرة نحس علي لن أنساها.
    سأعمل بنصيحة أستاذ شربل بعيني واشتري سدتين مطاطيتين لهذا الغرض كي لا تكون سهرتي مرحاضية كما حصل سابقاً. شكراً على طرح الموضوع

    ردحذف
  4. جميل بابا6:02 م

    عزيز الأستاذ شربل
    ما زال صوتي مبحوحا منذ الأسبوع الماضي
    عندما كان عرس ابني الأكبر جان (عقبال العندك)
    وكأنك قرات أفكاري وأفكار جميع من دعيت للمناسبة السعيدة . نعم لقد قضى معظم المدعوين غالب الوقت خارج القاعة
    ألف شكر لك على هذا المقال عله يجد من ينفذه
    جميل بابا

    ردحذف
  5. أنا أؤيـد هـذا الموضوع بل عانيتُ منه ، وفي حـفـلة حـضرتها قـبل أكـثر من شهـرَين في فـيـرفـيـلـد صرتُ مضطراً إلى ترك القاعة فـنـزلتُ إلى الشارع كي أريِّح أذنيَّ. وفي حـفلة قـبل سـنوات في فـيرفـيـلـد نهـضتُ من مكاني وكـلـّـمتُ رئيس الـفـرقة الموسيقـية كي يُـخـفـض الصوت ، فـماذا قال لي ؟ قال : إن مطربنا مريض الـيوم وصوته يـبـحُّ ـ لـذا نرفع الموسيقى كي نـغـطي صوته !!!! .

    ردحذف
  6. د. عبدالله عقروق ـ فلوريدا8:16 ص

    يا شربل العظيم،
    يا مرهف الحس..
    في مدينة السلط بالأردن قبل خمسين عاما. أرادت بلدية السلط أن تزفت الشارع الرئيسي.. فاعترض المواطنون وحملوا لافتات مكتوب عليها: وين بدها حميرنا تتمرمغ؟؟
    أنت ليش عايز تقطع نصيب اولادنا وبناتنا من الرقص والتمتع بالموسيقى العاليه؟
    أنا اقترح على الجالية العربية في استراليا أن تفصل المدعووين:الختيارية امثالي في قاعةوالششششششششششششششششششششباب أمثالك يا شربل في قاعة الطرب..
    المشكلة التي ستواجه أهل العرسان هن النساء.
    من منهن ستعترف أنها ختيارة؟
    يا اخي انت دائما منور يا شربل الوفي

    ردحذف
  7. معجب12:22 م

    الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة قد يصيب الأذن بـ"الطنين"

    تصديقاً لكلامك يا استاذ شربل أنشر التقرير التالي نقلاً عن البي بي سي:

    تقول مؤسسة خيرية بريطانية تعمل في مجال مكافحة فقدان السمع إن هناك مخاوف من تجاهل نحو 40 في المئة من الشباب لمعايير الحدود الآمنة لمستويات الصوت، والتي سيتم تطبيقها في جميع أجهزة تشغيل الموسيقى الشخصية الجديدة هذا الشهر.

    وتشير هذه المعايير إلى ضرورة أن تلتزم جميع أجهزة تشغيل الموسيقى الشخصية والهواتف المحمولة التي تباع في دول الاتحاد الأوروبي بمعايير الحد الآمن لمستوى الصوت وهو 85 ديسيبل، لكن يمكن للمستخدمين أيضا رفع هذا الحد إلى 100 ديسيبل.

    طنين الأذن

    وتقول مؤسسة "العمل لمكافحة فقدان السمع" إن التعرض المفرط لأصوات الموسيقى المرتفعة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بطنين الأذن".

    و"الطنين" هو مصطلح طبي يستخدم لوصف الضوضاء التي تشتمل على رنين أو ذبذبات يمكن أن يسمعها الشخص بشكل دائم في أذن واحدة، أو في الأذنين، أو في الرأس.

    وينتج هذا الطنين في كثير من الأحيان عن طريق التعرض للموسيقى الصاخبة، ويمكن أن يكون مصحوبا بفقدان السمع.

    ويقول خبراء إن وجود مثل هذه المعايير الخاصة بالحدود الآمنة للصوت عند الاستماع للموسيقى يمثل تطورا مهما.

    وقال بول بريكل، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "العمل لمكافحة فقدان السمع"، إن المعايير الجديدة للاتحاد الأوروبي تمثل أهمية كبيرة بسبب تزايد أعداد الشباب الذين يستمعون للموسيقى عبر مشغلات الموسيقى الشخصية.

    نتائج الاستطلاع

    وأضاف بريكل: "أحث عشاق الموسيقى أن يفكروا في المخاطر بعيدة المدى لتجاوز الحدود الآمنة للصوت، لأن التعرض المفرط للموسيقى المرتفعة يمكن أن يؤدي إلى الاصابة بالطنين الأذني، وتذكروا أن نوعا جيدا من سماعات الأذن المانعة للضوضاء يمكن أن تحدث فرقا".

    وأظهر استطلاع أجرته هذه المؤسسة الخيرية على أكثر من ألف و500 شخص تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 34 عاما أن 79 في المئة من الشباب ليس لديهم علم بشأن المعايير الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ هذا الشهر.

    وعلى الرغم من أن 70 في المئة من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم سيتخذون الخطوات اللازمة للوقاية من الاصابة بطنين الأذن، فإن نحو 40 في المئة منهم سيتجاوزون المعايير الجديدة في أجهزة تشغيل الموسيقى الخاصة بهم.

    وفي تشرين الاول/أكتوبر 2008، حذرت المفوضية الأوروبية من أن الاستماع إلى أجهزة تشغيل الموسيقى الشخصية بمستويات صوتية مرتفعة لفترة متواصلة يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في حاسة السمع.

    ونتيجة لذلك، عدلت اللجنة الأوروبية للمواصفات القياسية الكهروتقنية معايير السلامة الخاصة بها فيما يتعلق بأجهزة تشغيل الموسيقى الشخصية.

    أجهزة تشغيل الموسيقى

    ومن المتوقع الآن أن تعمل جميع أجهزة تشغيل الموسيقى الشخصية التي تباع في الاتحاد الأوروبي بعد شهر فبراير/شباط هذا العام من خلال تطبيق الحد الافتراضي الآمن للصوت والذي يبلغ 85 ديسيبل.

    كما يمكن للمستخدم أن يتجاوز هذا الحد ليصل إلى 100 ديسيبل كحد أقصى، وفي هذه الحالة يجب أن تظهر للمستخدم رسائل تحذيرية حول المخاطر المترتبة على ذلك كل 20 ساعة من الاستماع.

    وقالت المفوضية الأوروبية في هذا الشأن إن الاستماع للموسيقى عند الحد الآمن أو أقل منه، لا يمثل أية مشكلة بغض النظر عن فترة الاستماع.

    وأضافت أن الاستماع إلى الموسيقى عند مستوى 120 ديسيبل، وهو ما يماثل صوت طائرة عند الإقلاع من مكان قريب، يتجاوز الحدود الآمنة للصوت بشكل كبير.

    ردحذف
  8. ايلي عاقوري9:55 م

    Good on you my friend ..and god bless you

    Elie

    ردحذف
  9. شوقي مسلماني9:14 ص

    صديقي الغالي شربل
    على ما أتذكّر أنّك أثرت موضوع الميكروفونات أكثر من مرّة خلال ليس السنوات الغائتة وحسب بل خلال العقود الماضية من دون جدوى ... على من تقرع مزاميرك يا شربل

    ردحذف
  10. Youel2:27 م

    Dear Cherbil
    Very well said. As a matter of fact I raised this same subject on the local radio broadcast when a famous Assyrian Singer was overridden by the volume of the music and had to leave the concert with my family.I beleive the problem is with our Musicians who are not educated or well versed with the music melodies and musical notes whereby each instrument is utilised for the purpose of harmonizing the tune. We see the drummer in his own world banging on the drums as if there is no tomorrow or the keuboard player who insists that he is louder than the drummer and so on. This problem can easily be controlled if the organizer of a party,wedding or concert engage a sound-control console that monitors each instfgrument and allow the permissable sound to be broadcasted. But again that cost money and no one is willing to spend they want to "Yeraasso el-arous bedon felous". Well done keep hammer with your educationa articles. s

    ردحذف