مثلث برمودا البرِّي: خاطرة من وحي قصيدة "وحش المذاهب" لشربل بعيني/ محمود شباط

أروع ما في مثلث برمودا البري قوته الجاذبة نحو الحياة والشمس، عكس نظيره البحري الجاذب نحو الموت والعتمة. يتسنم موجُه قصائد شعر جميلة، بل جميلة جداً لشربل بعيني، ومعبرة جداً، هنا موجة من عقيق وهناك موجة ماس وما بينهما زمرد وياقوت. "وحش المذاهب"  يجذب القارب إلى حيث يصرخ شربل للمرة الألف ربما بتاجر الطائفية الذي " شوَّه الأديان":
"مِينكْ إنتْ ، يا طَنْجَرة عَ النَّار
تا تنقُر التكفير عَ دفَّكْ
مِينكْ إنت يا كَمْشتين غبار
والريح ، متل الخوف ، بتلفَّكْ"
و ينطلق اللظى من فوهة البركان : " وبيسألو : اللي وَكَّلكْ مِينو؟! "
ثم يجىء دور الميزان :
" لحظه بلحظه بْيقعُد يْزينو
وبيحاسبو بأصدق حِسَاباتُو
بِينَفّضُو ... بْتوقَعْ شياطينو
عيونن حمر بـ لَون نَظْراتو
وبيسألو : اللي وَكَّلَكْ مينو ؟!"
سوف نحتسي قهوتنا على مقعد واحد مع شربل ونشجب سلوكيات مدعي الوكالة وننتظر عبثاً مشاهدة التوكيل.
في لحظات العطش لريِّ غدد الرّوح أدخلُ إلى موقع "غربة"، أتنزه بين جزر أرخبيل شربل بعيني، أجوب المروج المـُطَعَّمة بدرر تهيم كفَراشات يتدرج طيفها بين وداعة الرضيع وثورة البركان. تنتابني حيرة طفل يعجز عن تحديد أية لعبة من إلعابه هي الأجمل. و كلها أجمل، و يتربص بي على كل جزيرة "وحش المذاهب" و قطب جاذب يشدان بإبرة البوصلة.
سلم خام مناجمك أخي شربل.
محمود شباط
الخبر في : 04/02/2013

هناك تعليق واحد:

  1. شربل بعيني8:10 ص

    جميلك عليي كبير
    كيف رح ردّو
    وختيار صرت كتير
    وأفضال ابن شباط
    من الصعب ينعدّو

    ردحذف