شربل بعيني ظاهرة أدبية وطاقة إنسانية

بقلم غسان علي الأسدي ـ

   رجل تمسك بقراراته، وحمل حقائبه مبتعداً عن وطنه الأم لبنان، منذ بداية السبعينات، تاركاً خلفه إرثاً من الذكريات التي بأقلها تُذرف الدموع أنهاراً، وتمتلىء الصدور حسراتٍ، ويشق البحار والمحيطات ليتكىء على قلمه الفظ، وأدبياته المتناثرة خيالات تمخضت بوشائج جابت دوواوين الجالية بطولها وعرضها ناثرةً روائع وحكايات وكلمات مليئة بالحب والمحبة.

   قيادة أدبية محكمة بضوابط الثقافة العربية الأصيلة، تجلت في كتب طرزت مكاتب المثقفين، بالحق إنه ظاهرة أدبية سامية، وقد جاهد وكابد لخدمة الكلمة والقصيدة بشجاعة دون ميول ولا تملق ولا حتى طمع بمديح غير مفترض.

  رجل ملأ المحافل غبطة وسروراً بتلك الانسانية الشفافة المتواضعة بقوله الجميل: إن الاديب  لقبه أدبه.  فلن يهتم ويأبه لتلك التنازلات بأنفعالات عُرفاء الحفل ليقولوا ما يقولوا، بل يمتطي المنصات شاداً الاذهان إليه بتلك السمفونيات العذبة من مزيجه العامي والفصيح.

رفض كل أشكال الديكتاتوريات بحجمها وقوتها ليكون قوياً بأنسانيته ويكون الاب الروحي للجالية المفتخرة بوجوده معها بعبقه وطيبة قلبه وكبر مقامه الكريم. فلم يقتبس كتاباً ليكون مؤلفاً بارعاً يضحك به على الذقون، ولم يسرق منشوراً ليكون دكتوراً بالدجل والنفاق، ولم نره يوماً مهرولاً وراء الفخريات المطرزات بالاختام الملونة، بل رأيناه شامخاً بقامته الجميلة وكلامه الساحر ليكون شربل بالعين والقلوب…

   لم يترك أبواب الأدب صامتة، بل أطربها بطرقه جميع النواحي بدءاً من روانق الحروف منتهياً ببدائع الكتب والمجلات والمذياع وصولا لثورة النشر بالغايات الواصلة للأذهان.

   كم جميل أنت أيها الأديب وكم كبير أنت أيها الانسان، لقد حاصرت الاحداث لقاءات الاحبة، ولم تكسر حواجز الخواطر، وهنا سارت بي الهواجس الى حيث الوجوه التي لطالما أسعدتنا وطرقت أبواب أفراحنا، تحية حب وثناء لك أيها الرجل الاديب التربوي الابوي شربل بعيني.  

ولطالما انت وأمثالك بيننا فنحن بخير، ولطالما حروفك ساطعة فان الايام مشرقة بك أيها الأديب المخلص للأدب والشعر…خالص التقدير لك من قلوب مليئة بالمحبة والتقدير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق