ميشال زخور الوالد القديس

ـ1ـ
صباح الثاني من آذار جاء مثقلاً بالحزن،
فلقد أخبرني ابن خالتي جوزيف زخور بوفاة والده ميشال،
وأنه سيترك كندا في الحال ليكون قرب أمه، وعائلته.
فأحسست أن فسحة الكون قد ضاقت،
وأن الاغتراب أبعدني عن أناس زينوا طفولتي بالمحبة والقدوة الصالحة.
ـ2ـ
ميشال زخور..
زوج خالتي عاقله، 
آخر حبّة في عنقود الرجال الأقرباء.
وأحبّهم الى قلبي،
فلقد كان يأتينا كل أحد تقريباً ، 
رغم بعد المسافة بين بعبدا ومجدليا،
ليجمع عائلتي الأختين معاً: بترونله وعاقله.
وقد نجحت خطته، 
لأن ما زرعه من حب بيننا وبين أبنائه وبناته،
لن تقوى عليه أعاصير الحياة.
ـ3ـ
مجنون من يعتقد أنني أبالغ لو قلت:
ميشال زخور قديس،
أجل: قديس،
ومن يعرف سيرة حياته،
سيعلن قداسته حتماً.
لماذا؟
لأنه كان الوالد المثالي،
التقي، النقي، العطوف، المحب،
المؤمن بإنسانيته، 
التي قرّبته أكثر فأكثر من ربّه.
أف، ما أقسى الموت 
عندما يسرق من بيننا أناساً عظماء مثله.
ـ4ـ
سأفتقدك يا زوج خالتي..
يا حبيب قلبي..
وسأحسدك في آن واحد،
لأنك سبقتني الى حضن العذراء مريم،
الى زنبقة مار يوسف،
الى صليب المسيح،
الى جنة الملاك ميخائيل، الذي تحمل اسمه.
أحسدك، لأتك عرفت كيف تتاجر بالوزنات،
بينما أنا ما زلت أتخبّط في غربتي،
علّني ألتقط السراب.
ـ5ـ
نم قرير العين،
وهنيئاً للجنة بك.
**
شربل بعيني
سيدني أستراليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق