كيف تعرفت على شربل بعيني/ موسى مرعي

خواطر شربل بعيني  يقرأها الاستاذ سركيس كرم ويشرح عنها، ويمدح به وبمؤلفاته وشعره وفلسفته، و الحق يقال ان الاستاذ شربل لم تعطه الجالية حقه، والوطن تلهّى بمشاكله وهمومه ونسي ابناءه في المهجر، لا بل ضاعوا عنه، واضلوا طريقهم حتى اكلهم غول الغربة. 
ذات يوم، قمت بزيارة تفقدية لصديقي الاستاذ شوقي مسلماني في بيته، فطلب مني ان اصطحبه  لزيارة شخص عزيز عليه جدا جدا، أي انه بمثابة اخ له، سألته من هو هذا الشخص؟  قال: لا ادري إن كنت تعرفه او تسمع عنه. قررت السؤال عن اسمه، فقال: شربل بعيني. تذكرت اني اعرف صاحب هذا الاسم او سمعت عنه، لاني كنت قد غبت عن استراليا اكثر من 8 سنوات، ورجعت فيما بعد الى سدني.
المهم ذهبنا لمقابلته، وانا متشوق لرؤيته، وبعد ان اضاع صديقنا شوقي طريقه الى بيت شربل بعيني، وصلنا مع بداية الغروب، ليطل علينا القمر البعيني.
رأيته، صافحته وتعرفنا على بعض، بدأ يتكلم وانا أتأمله بهدوء، واركز عليه، واستمع لحديثه العذب، الغارق برومانسية نادرة.
نظرت الى عينيه فرأيت  فيهما الحب..
نظرت الى جبينه، فقرأت اسم لبنان..
تطلعت  بوجهه فتذكرت الوطن..
سمعت صوته، فتناهى الى أذني خرير مياه  الساقية، المنسابة ليلا في وادي ضيعتنا..
رأسه مرتفعة  لخالقها..
حدّقت به جيداً، فأحسست اني اشاهد ما في قلبه المليء بالحب..
البسمة على وجهه تجلب الطمأنينة..
نهض عن كرسيه ليصنع لنا القهوة، فرأيته شامخا بطوله كجبل لا تهزه ريح..
قدماه ثابتان على الارض لا ترجفهما صواعق الصدمات، ولا الازمات..
عندئذ، عرفت من هو الاستاذ الاديب شربل بعيني.
لقد تجرأت ووهبته من نفسي لقب "عميدنا" دون ان استأذن احداً.
هذا هو شربل بعيني يا استاذ سركيس كرم.. فاسمح لي أن اهنئك على محبتك و تقديرك له، كونه دائما يعطي دون أن يأخذ.

هناك تعليق واحد:

  1. سركيس كرم7:31 ص

    شكرا استاذ موسى مرعي على كلمتك عن الاديب شربل بعيني وأضم صوتي الى صوتك وصوت كل من يثمّن الأدب الراقي. اما بالنسبة الى اطلاقك لقب "عميدنا" على الاستاذ شربل فهي مبادرة في محلها.
    هنيئا لنا بوجود حاملي راية الفكر في عالم الأنتشار والعاملين على إبراز صورتنا الحضارية وفي مقدمتهم شربل بعيني..وهنيئاً لنا ب"غربة" حولها الى واحة من العطاء الثقافي المتجدد ومحطة لقاء لذوي الحيوية الانسانية البناءة والساعية دوماً الى الأفضل..

    ردحذف