درزي منذور من مار شربل

منذ عدة أيام، جاءني الزميل أكرم المغوّش، وشرارات الغضب تتطاير من عينيه، فخفت منه للوهلة الأولى، ولكنني، وبسبب معرفتي الحميمة به، تجرأت وسألته:
ـ ما بك يا أكرم؟
فتطلّع بي ملياً وقال:
ـ الجالية بدأت تتعبني..
ـ كيف؟
ـ ليس بإمكان أحد أن يرضيها.
ـ ألهذا أنت زعلان؟
ـ ما هذا؟!.. ألا يوجد غيري في الواجهة؟
ـأخبرني.. ماذا حصل؟
ـ لأنّي كتبت عن المطرب راغب علامة.. قالوا: راغب درزي!
ـ بسيطة..
ـ ولأني كتبت عن احسان منذر.. قالوا: إحسان درزي!
ـ ولا يهمك..
ـ كيف ولا يهمني؟.. بحياتك لا تكهربني.
ـ طيب.. راغب وإحسان ليسا من الدروز.. أليس كذلك؟
ـ ولكن فيهم شرش درزي..
ـ يعني دروز..
ـ قلت لك: لا تكهربني..
ـ هات.. أكمل..
ـ قالوا: أكرم لا يكتب إلا عن شخصيات درزية.
ـ لأنك درزي أصيل..
ـ يا أخي، أنا أكتب عن الجميع.. أنا لست طائفياً، ولا يمكنني أن أكون طائفياً، لماذا؟ لأنني لا أدري، بعد موتي، إلى أية طائفة سأنتسب. بعد التقمص قد أصبح "مارونياً"، جائز والله. ولمعلوماتك.. البارحة أجريت مقابلة مع فؤاد نمّور.
ـ لا تقل لي انهم قالوا عن فؤاد نمّور درزي.
ـ لا.. قالوا عنك أنت..
ـ أنا؟!!
ـ عندما اتهموني بالكتابة عن الدروز، ذكرت اسمك أنت..
ـ وماذا قلت؟
ـ قلت لهم: كي تتأكدوا انني غير متعصّب، أكثر انسان كتبت عنه كان شربل بعيني.
ـ عظيم..
ـ بلا عظيم بلا بلّوط.. آه لو تدري ماذا قالوا.
ـ ماذا قالوا؟
ـ قالوا: شربل بعيني درزي ونصف..
ـ قل لهم: اسمه شربل.. ولا أحد يسمّي أطفاله بهذا الاسم سوى الموارنة.
ـ يا أخي.. قلت لهم: اسمك شربل..
ـ عال..
ـ قالوا: قد يكون أهله الدروز نذروه من مار شربل!
هنا، انفجرت ضاحكاً ورحت أردد:
يا أكرم مش حرزانه
نرجع نخلق من تاني
رح اعمل درزي ع شرط
تعمل انت "موراني".
النهار، العدد 566، 19 تشرين الثاني 1987
**

هناك تعليق واحد:

  1. جومانا ابو مطر11:23 م

    منذو زمن لم اضحك مقال ملفت وجميل وبه من الفكاهه ما يضحك ادامكما الله وابقاكم ذخرا للاعلام اللطيف تحياتي استاذ اكرم واستاذ شربل نعيني مع كل الاحترام والتقدير لظرافة اخلاقكما

    ردحذف