من المغتربات:شربل بعيني من مجدليا إلى الغربة الطويلة في أستراليا/ هدى الصبّاغ

أديبة ورسّامة لبنانية معروفة
منذ وطأت قدماي أرض المغترب، تعرفت إليه مدرساً في سيدة لبنان ـ باراماتا، وشاعراً يكتب في الصحف المهجرية : صوت المغترب، النهار، صدى لبنان.
عرفته شاعراً ثائراً جداً، يزرع الدرب لهيباً شعرياً أبياً، وينثر العنفوان اللبناني في سماء المهجر..
شاعراً يكتب بأحاسيسه قصة شعبه الممزق، الناهض مع وطنه من كبوة الحرب والدمار..
 شاعراً يصفع بالحقيقة المرائين والدجالين، يكتب بالوطنية المخلصة شعراً رقيقاً عاصفاً واعياً.. يوقظ بغمرات سيفه الشعري من السبات العميق الغافلين عن صولة الحق، ونهضة الوعي..
شاعراً شاباً يمسح بكلماته تخاذل كثيرين قبعوا وراء الكلمات المنمقة ليستأثروا بعطف القراء..
استلّ يماني الحقيقة الناصع، وشهره بوجه أعداء الوطن كلمات ونغمات ثورية مكان كبش الفداء لوطن الآباء..
سطعت من بين نغماته الشعرية أنوار أبرزت للجميع إيمانه بكل الاديان السماوية، وتأكيده أن الدين للجميع، ما كان يوماً منازعاً أو محارباً، بل هو دعوة للمحبة والتعاضد والاخاء.انه شربل بعيني ابن مجدليا القرية الشمالية في لبنان، القابعة على كتف الوادي الأبي، الذي سمع صرخاته الأولى في العاشر من شباط 1951.بدأ كتاباته الشعرية في التاسعة من عمره، وأول قصيدة نشرت له في لبنان وهو في الرابعة عشر من العمر، يقول فيها:
براس الجرد
زرعنا المجد
حد الأرز اللبناني
وصار الورد
بمرج السعد
يغني للحب غناني
وادي، جبال
سهول تلال
مصدر كل سلال الخير
راحة بال
الشاعر قال
انكان بالجامع أو بالدير
كان حلمه أن يصبح محامياً إلى جانب كونه شاعراً، فالمحاماة والشعر في نظره متقاربين، كلاهما يهاجمان الظلم، ويطالبان بالعدالة.
نشر في لبنان كتابين: مراهقة وقصائد مبعثرة عن لبنان والثورة.
غادر لبنان إلى أستراليا سنة 1971، حيث كان يعمل مدرساً في المدارس الابتدائية، بعد أن عمل في المصانع الأسترالية كأي مهاجر في بداية هجرته لمدة سنتين، ثم أسس شركة صوت الأرز للتسجيلات الصوتية، لينقل صوت الوطن عبر الفن الى المغترب.
كان يكتب لمجلة الدبور في لبنان عن البلد الجديد، ولجريدة الشرق الأوسط يوميات مراسل أجنبي.
توقف فترة عن الكتابة، وعندما اندلعت الحرب في لبنان عاد إليها، وأصدر ديوانه "مجانين" باللغة العامية.
انه شاعر الغربة الطويلة، له العديد من الدواوين: قصائد مبعثرة، كيف أينعت السنابل؟ مناجاة علي بالعربية والانكليزية، إلهي جديد عليكم، مشّي معي، رباعيات، قصائد ريفية، من كل ذقن شعرة، من خزانة شربل بعيني، القراءة السهلة، سامي وهدى، الله ونقطة زيت، وكثير غيرها.
لا زال يكتب في الصحف المهجرية، كما اعتلى منصة "المربد" في العراق ومثّل الشعر المهجري هناك.
ألّف العديد من المسرحيات، ويكتب زاويته الخاصة في مجلة "أميرة" الأسترالية.
عددوا أوصافه وقالوا عنه الكثير. كرموه في العديد من المنتديات في أستراليا ولبنان وسوريا.
هو الشاعر الثائر الذي يدعو الى المحبة وينظر بعين مجردة الى الواقع، وهو القائل:
خلينا بهالدنيي إخوه
نعيش ونحنا متفقين
من محبتنا بتخلق قوّه
كلما بإيدك بتباركها
بتتلاشى الأديان بدين
يبقى الوطن همه وحبه وكلمات شعره، ويبقى صوت الوطن الأبي النظيف في المهجر.
تحيّة الى شاعر الغربة الطويلة الشاعر الصديق الثائر شربل بعيني.
مجلة الغد، العدد 32، تشرين الأول 2001

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق