رباعيات شربل بعيني/ ألبير زعيتر

أديب مهجري كتب في جريدة صدى لبنان

"رباعيّات".. شعر حلوٌ لشاعر عتيق، أعطى الشعر الإغترابي اللبناني لمسات أدبيّة مميّزة، وأغنى المكتبة الشعريّة الإغترابيّة من نفحات قلبه.
سبح في بحور العشق والحبّ، فصوّر الأحاسيس الإنسانيّة من خلال معاناته الشخصيّ، ففي قوله:
أحلى وأجمل ما بقى تشوفو
حلوه جبلها الربّ بكفوفو
أعطى إحساساته بعداً ربّانيّاً، وأشرك البعيد الآتي من السماء في تصوّراته الشعريّة، وكأني به يريد من شعره أن يكون صلاة في معبد يتلوها كلّما تاق إلى مناجاة حبيبته:
إنتي الطهر إنتي يا شمعه بدير
يا زنبقَه الـ غار الزهر منِّكْ
وهل أحلى وأنبل من أن يشبّه حبيبته بشمعة في دير، وهو الذي أحرقته نيران الشمعة:
أعزب إذا بتضلّ أحسنلك
ما عاد فيك تأمّن لحرمه
عطيها القلب بتنقّ من بخلك
وبتتركك.. وبتنكر النعمه
ولكن مع وجدانياته وحلاوتها الشعرية، نرى له جولات وصولات في الوطنيّة، فينتفض للوطن الجريح، وطن الإنسان والشهادة:
لمّا بنومي بحلم ولادي
الـ ماتوا تا يفدوا أرزة بلادي
بحسّ إنّي بعرس وليالي فرح
وإنّي عطيت المجد زوّاده
ويعطي من قلبه ووجدانه عنفوانَ مجد، وصرخاتِ بطولة، وتحدياً للغاصبين:
يللا سوا نطرد غريب الدار
الـ ولّع بقلب الدار حقد ونار
هذه الصرخات الوطنيّة ليست بغريبة على شربل بعيني، فالوطنيّة والوجدانية والإنسانيّة هي من خصائص الإبداع الذي يتحلّى به.
فلا عجب إن رأينا رباعيات تثور على الثورة، وتصنع من الحب محبّة، ومن الرفض والعنفوان سياجاً للوطنيّة.. وجميعها تصب في خانة شاعر إنسان، جعل من الشعر صلاة حبّ ووطنيّة، ومنبراً لأحاسيس البشريّة.
ذلك هو شربل بعيني.
مقدمة رباعيات 1983
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق