عبلى

عَبْلَى، عَبْلَى، حُبِّي الأَجْمَلْ
حُبِّي الأَسْمَى، الأَقْوَى، الأَكْمَلْ
بِالأَمْسِ عَشِقْتُ طَهَارَتَها
وَأَرَاها الْيَوْمَ غَدِي الأَفْضَلْ
هِيَ سَيِّدَةُ الْحُبِّ الْبَاقِي
أَنْسَتْنِي مَا الْحُبُّ الأَوَّلْ
تَرَكَتْنِي أَلْثُمُ جَبْهَتَها
وَدَمي يَتَأَوَّهُ كَالْمِرْجَلْ
وَأَغُوصُ أَغُوصُ بِعَيْنَيْها
وَالدَّمْعُ يُلَمْلِمُ ما بَلَّلْ
قَلْبِي يَتَوَسَّلُ أَنْ أَلْهُو
وَالْعَقْلُ يُنادِينِي: إِعْقَلْ
قَدْ أُلْهِبُ بِالأُنْثَى غَضَباً
وَأَخافُ بعَبْلَى أَنْ أَفْعَلْ
السِّحْرُ يُدَجِّجُ جَفْنَيْهَا
وَأَنا مَهْزُومٌ أَوْ أَعْزَلْ
أَرَقُ الْعُشَّاقِ أُكابِدُهُ
وَأُعانِي مِنْ لَيْلٍ أَطْوَلْ
لا الْبَدْرُ يُضَاهِيها حُسْناً
وَالشَّمْسُ، أُؤَكِّدُ، قَدْ تَخْجَلْ
عَرَبِيَّةُ أَمْجادٍ غَبَرَتْ
وَالْغَابِرُ فَجْرُ الْمُسْتَقْبَلْ
في الإسْمِ تَرَى لَحْناً عَجَباً
عَزَفَتْهُ حُرُوفٌ لَمْ تُصْقَلْ
صَاغَتْهُ الضَّادُ بِرَوْنَقِها
لِيَكُونَ فريداً.. أَوْ مُنْزَلْ
عَفْواً.. لا إِسْمٌ يُعْجِبُنِي
إِلاَّ الإِسْمُ الرَّاقِي الأَمْثَلْ
عَبْلايَ يُجَمِّلُها لَفْظٌ
وَاللَّفْظُ يُرَدِّدُ ما جَمَّلْ
قَدْ يَرْحَلُ طَيْرٌ عَنْ عُشٍّ
لكِنَّ طُيُوري لَنْ تَرْحَلْ
فَالْجِسْمُ يُمَوِّنُنِي قَمْحاً
وَرِياشُ جَناحِي تُسْتَأْصَلْ
أَشْعَلْتُ شُمُوعي إِكْراماً
لِلصَّدْرِ، وَلِلْقَدِّ الأَمْيَلْ
شَفَتَاها مَعْبَدُ آلِهَةٍ
وَفَمِي يَتَخَشَّعُ إِنْ قَبَّلْ
وَالرِّيقُ دِنانٌ مِنْ خَمْرٍ
وَأَنا مُشْتاقٌ كَيْ أَثْمَلْ
وَالفُلُّ يُلَوِّنُ مَبْسَمَها
وَالْوَرْدُ بِخَدَّيْها يَعْمَلْ
وَالْعُنْقُ تُشِعُّ سَبائِكُهُ
وَالشَّعْرُ يُحَيِّكُ كَالْمِغْزَل
خِيطانُهُ قُدَّتْ مِنْ لَيْلٍ
لا لَيْلٌ كَالشَّعْرِ الأَلْيَلْ
وَالْبَشْرَةُ مَعْمَلُ أَنْسِجَةٍ
أَغْلاها التَّفْتَا والْمُخْمَلْ
وَأَنا ناطورٌ لا يَغْفُو
كَيْ يَحْرُسَ إِنْتَاجَ الْمَعْمَلْ
شربل بعيني
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق