إعلامي مهجري يسكن في ملبورن |
الشكر لك يارب.. الشكر لك.
أي إله جديد أنزلته علينا، أرسلته لنا؟!
الشكر لك يا رب.. يا من تستجيب للطالبين والمتضرعين. يا من هي رأفتك أقوى، ومحبتك أعظم.
الشكر لك يا رب، فأنت القادر وأنت القدير، أرسلت آلهة وأدباء، أرسلتهم قوة تنفخ في شرايين الحياة، فتتفتّح براعم الحب والحضارة.
أرسلت الأنبياء والرسل، أرسلتهم الدرع الواقي للانسانية من هجمات التخلّف والرذيلة. اليوم يا رب، باسم الأبجدية نرفع إليك شكرنا.
استفقدتنا يا رب، وعرفت أننا في هذا المقلب الثاني من الأرض، نحن أبناء لبنانك الجميل قد كفرنا بكل شيء، وأصبحت الأصابع الغريبة تتلاعب بمصيرنا، بوجودنا، بقيمنا، بحضارتنا، بتراثنا، بثقافتنا وبأدبنا العريق.
عرفت يا رب، أن أصحاب الأصابع الغريبة القذرة، قد كفروا بك، وأصبح الدولار عندهم إله، وضاعت الحروف الأبجدية بين فتات الدولار.
عرفتنا يا رب، وعرفت أن أدبنا المهجري عليه مؤامرة دنيئة يريدون من ورائها سحق هذا الأدب. يقبضون لقاء هذا السحق البعيد عن أنوفهم.
عرفت يا رب، أن أبطال تنفيذ المؤامرة هم ممن يتكلمون لغة الأدب العربي، وممن هم من تربة ألأدب العربي.
عرفت يا ربأنهم في طريقهم لنكران هذا الأدب المتجسّد بأدباء لبنان.
عرفت كل هذا يا رب، فأرسلت إلينا الإله الجديد علينا، فهل سيخلّص هذا الإله أدبنا من تشويه المشوّهين؟.
"إلهي جديد عليكم"، وصلني من الإله الجديد، من الشاعر الذي أشعل في هذه الأرض نار الأدب العربي، ونفخ بالشعر الروح الجديدة المعاصرة، وأضاء النور في ظلام دامس.. إنه شربل بعيني.
هل هذا الإله الجديد سوف يعمي بصيرة "الدافش والمدفوشين"، إنه سميع مجيب. الشكر لك يا رب، الشكر لك.
هل أرسلت شربل بعيني ليزيل الحواجز، ويشقّ الجبال، ويذلل الصعاب، ويبني للأدب المهجري الصرح العظيم؟.
هل أرسلته ليفرش أرضية المهجر واحة حب وجمال، رونقها الشعر والأدب؟.
هل هذا الإله الجديد يصوّر معاناة قلب لقلب، أم معاناة تتسامى عندها الأبجدية كصرخة تجددية بعيدة المدى كمعاناة جبران النبي؟.
لم نزل دون المعرفة الجوهرية، ولكن، إنها التجربة الفذّة على طريق النهوض المطلوب بأدبنا المهجري.
وشاعرنا الولهان بالله، والعاشق للإنسان، للأوطان، للأديان، للبنان.. هل أرسلته ليكون السيف القاطع لرؤوس أعداء الأدب المهجري؟.
يا رب، لماذا لا يسمّي شربل بعيني كتابه الجديد الذي سيصدره "المؤامرة"؟.
فلتكن التسمية الجديدة للديوان الجديد "المؤامرة"، ويزيح فيه ستار الخوف، ويفضح أرباب المؤامرة، ويميت الظلام، ويشقّ عباب الأدب، ويصرخ في وجه المستفيدين: إن الأدب المهجري في استمرارية، وباقٍ بقاء الفكر اللبناني المؤمن بحضارة فذّة، وتراث عريق، ولن يسقط مهما تطاول الجبناء، ومهما اشتريت ضمائر، ومهما شنّت هجومات.
أمام هذا الواقع، حرّك يا ربّ، عقول رجال المسؤوليّة، كي يعوا حقيقة الوجود، ويضمّوا شربل بعيني وأمثاله بكلتا الذراعين، وليجعلوا منهم مفخرة للأرض ومشعل نور.
نجدد القول: الشكر لك يا رب.. الشكر لك. ونصرخ "عالمكشوف" إلى الأمام يا شربل، فأنت سيف الأدب المهجري.
صدى لبنان ـ العدد 301 ـ 15/6/1982
**
الرجاء قراءة التعليقات
**
الرجاء قراءة التعليقات
ثلاثة وثلاثين سنة مرت على هذا المقال، وما زال شربل بعيني يعطي بزخم أدبي منقطع النظير، انه سيف لا يقطع بل يجمع، يضرب ليحصد، فحق له لقب سيف الادب المهجري، وشاعر المهجر الأول، وأسطورة ألادب المهجري، وأمير الشعر، وان كان يرفض كل هذه الألقاب لأنه أكبر من اللقب. انه الشاعر وكفى. أطال الله بعمر الاعلامي المهجري الشهير الذي يعيش في ملبورن طوني شربل، وعمر شاعرنا شربل بعيني الذي تسري المحبة ا بدمائه.
ردحذف