يا مصرُ أنتِ الأُمُّ.. يا أُمّي اسْمَعي
منْ كثْرَة الأشواق ضاقتْ أضلـُعي
ما كلُّ هذا النيلِ نهرٌ واحدٌ
فلقد وهبتُُ النيلَ مَجْرى أدْمُعي
لو باحتِ الأهْرامُ بالحبِّ النقيْ
لعَلِمْتِ أنَّ القلبَ لمْ يرحلَْ معي
إبنُ المَهاجرِ غارقٌ في حزنِهِ
منذُ احتضنتُ الأرضَ غابَ توجُّعي
شَعَّتْ على ثغـْر الأحبّةِ بَسْمَةٌ
خِلْتُ النجومَ تـساقطتْ بتـَسَرُّعِ
يا أمَّ دُنيا.. هل صحيحٌ ما أرى؟
هل تسمعُ البلدانُ صوتَ تضرّعي؟
مدّي اليدينِ إلى الحبيبِ ترفـُّقاً
من ليسَ يأتي المجدَ.. ليْسَ بمُبْدعِ
ها قد سكبْتُ الحبَّ عِطْرَ قصيدةٍ
فتنعّمي بالحُبِّ، ثمَّ تدلّعي..
الشمسُ غابتْ والعروبةُ أظلمتْ
من أين يأتي النورُ إن لمْ تسطعي؟
أنتِ القوِيّةُ.. إنْ تطفـَّلَ حاقدٌ
فالنّسرُ يحمي الأرضَ كي تتربَّعي
يا مصرُ أنتِ الحرفُ والفنُّ معاً
ألحانـُكِ الغنّاءُ أغنتْ مسمعي
كلُّ البلابلِ في ربوعكِ أنشدَتْ
والكونُ يُصغي في الجهاتِ الأربعِ
إنّي أحبّكِ.. قلتُها متشرّداً
واليومَ جئتُ أقولُها بتخشّعِ
كوني كما أنتِ احْتِضانَ أُمومَةٍ
مَنْ يجمعُ الأبناءَ.. إن لمْ تجمَعي؟
شربل بعيني
سيدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق