ما أن استمعت لأغنية "يا مصر"، حتى صحت بأعلى صوتي: رائعة. وقررت أن أكتب عنها، وأبيّن "عظمتها الفنية" كما وصفتها الشاعرة الجبرانية فاطمة ناعوت. انها، وباختصار شديد، عمل فني اغترابي عراقي لبناني رائع. جاءت كأجمل هدية مهجرية لأم الدنيا مصر.
القصيدة كتبها الشاعر اللبناني المهجري شربل بعيني، ولحنها وغناها الفنان العراقي اسماعيل فاضل، ووزّع موسيقاها الفنان أحمد جميل، وعزفتها فرقة موسيقية اغترابية محترفة.
وكان الفنان اسماعيل فاضل قد غنى "ارتجالياً" على المسرح قصيدة "فافي" للشاعر شربل بعيني، يوم تكريم الشاعرة فاطمة ناعوت على فوزها بجائزة جبران 2014. قلت "ارتجاليا" لأن "البعيني" أعطى "الفاضل" قصيدة "فافي" قبل ساعة من صعوده المسرح، فعزف موسيقاها "ارتجاليا" ايضاً، الفنان أليكس حدشيتي، ورغم "ارتجاليتها" فقد لاقت إعجاب الجمهور، وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لصوت اسماعيل فاضل الخلاب، وحنكته الفنية، وتمكنه من اللغة العربية.
أما "يا مصر" فلقد جاءت مدروسة ومتينة شعرا، ولحناً، وغناء، وتوزيعاً، وعزفاً. ومتى اكتملت هذه الأقانيم بأغنية واحدة تأكدوا من أنها ستصبح "عظمة فنية" بكل ما للكلمة من معنى.
وقد لا أغالي إذا قلت: ان الفن في الوطن العربي لم يعد ينتج أغنيات بهذا الحجم، فمنذ وفاة الكبار كعبد الوهاب، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ووديع الصافي، وفريد الاطرش، وناظم الغزالي، ووردة، وصباح، واسمهان، بدأ العد التنازلي للأغنية العربية الجيدة، وبدأ العد التصاعدي للأغنية التافهة، وما أكثرها. والتي ينقصها الشعر والصوت واللحن والتوزيع، وتكتفي فقط بالأرداف والفساتين الجميلة، وأحمر الشفتين، وهذا ليس انتقاصاً للفن إذا وجد الشعر واللحن والصوت، فأناقة الشحرورة صباح مشهود لها، ولكنها في نفس الوقت تتمتع بصوت متى صاح "أوف" يرتفع فوق السلم الموسيقي، ويجبر الموسيقيين على الاستراحة، حتى بعود صوت الصبوحة الى قواعد السلم الموسيقي سالماً.
وقد لا أغالي إذا قلت: ان الفن في الوطن العربي لم يعد ينتج أغنيات بهذا الحجم، فمنذ وفاة الكبار كعبد الوهاب، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ووديع الصافي، وفريد الاطرش، وناظم الغزالي، ووردة، وصباح، واسمهان، بدأ العد التنازلي للأغنية العربية الجيدة، وبدأ العد التصاعدي للأغنية التافهة، وما أكثرها. والتي ينقصها الشعر والصوت واللحن والتوزيع، وتكتفي فقط بالأرداف والفساتين الجميلة، وأحمر الشفتين، وهذا ليس انتقاصاً للفن إذا وجد الشعر واللحن والصوت، فأناقة الشحرورة صباح مشهود لها، ولكنها في نفس الوقت تتمتع بصوت متى صاح "أوف" يرتفع فوق السلم الموسيقي، ويجبر الموسيقيين على الاستراحة، حتى بعود صوت الصبوحة الى قواعد السلم الموسيقي سالماً.
واسماعيل فاضل أيضاً، له خامة صوتية، أقل ما يقال فيها، انها نادرة، لا بل نعمة الهية، وقد أثبت في رائعته "يا مصر" أنه الملحن الفذ، والمؤدي الناجح.
عملان فنيان فقط لاسماعيل فاضل مع شربل بعيني هزا الفن الاغترابي والعربي، وأثبتا أننا أهل إبداع، شعراً، ولحناً، وصوتاً، وتوزيعاً، وعزفاً. فألف مبروك لحبيبتنا مصر، والى عمل فني جديد بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق