أجل.. لقد أدهشتني بهية أبو حمد

عندما حان موعد لقائي التلفزيوني بالمحامية بهية أبو حمد، رئيسة جمعية انماء الشعر العامي في أستراليا، قررت أن أحصر أسئلتي بالشعر، لأعرف مدى إلمامها بهذا الحقل الأدبي الرحب.
وكنت كلما سألتها سؤالاً تجيبني شعراً، حفظته عن ظهر قلبها، أي لا ورقة ولا من يحزنون. فبدلاً من أحشرها بأسئلتي حشرتني هي بأجوبتها الشعرية، وكأنها آلة تسجيل لا تخطىء.
ولم تكتفِ بهية بالاستشهاد بالشعر الزجلي غيباً، بل انتقلت الى الفصيح منه، ولو حدّقت بي ملياً لوجدت دمعة تتدحرج على خدي، ليس فرحاً بما قالت، بل حزناً على "محسوبكم" الذي لا يحفظ بيتاً واحداً من أشعاره. وكم حقّرت ذاكرتي عندما سألتني بدورها، بعدما انتهينا من اللقاء:
ـ أخبروني أنك ألقيت قصيدة في عيد تحرير الجنوب ألهبت الأكف، هل لي أن أسمعها منك؟
   وهنا بدأت أغني في سري: 
ـ يا داره دوري فينا
ضلك دوري فينا
لأن رأسي بدأ بالدوران وأنا أفكر بمطلع قصيدة ألقيتها منذ سبعة أيام فقط، ولكن دون جدوى. فحسدت، أجل حسدت بهية ابو حمد على ذاكرتها، وندبت ذاكرتي التعيسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق