شربل بعيني: الشاعر الذي يخاف النقد ليس شاعراً/ الدكتور جميل الدويهي

كتب الشاعر شربل بعيني على موقع "الغربة" عن عودة الدكتور جميل الدويهي إلى الإعلام المكتوب في جريدة "المستقبل" العريقة، فقال: "جميلنا" كما يحلو لي أن أناديه، أعجبت بقلمه لحظة وصوله الى أستراليا، أي منذ ربع قرن وأكثر. وها هو يعود الى الاعلام الورقي ليعيدنا اليه قارئين متلذذين بالكلمة الهادفة البعيدة عن التبجح و"الشاو أوف.. أنا، أنا". فالنبع الغزير لا يتباهى بمياهه، لأنه يدرك تماماً أنها عطية الله له، وهكذا الموهبة الفذة، فهي عطية الله للمختارين من مخلوقاته."
وذكر الشاعر بعيني أنّه تسلم هدية من جميل الدويهي هي روايته "طائر الهامة" فقال: "لم أتجاسر بالكتابة عنه (الكتاب)، لأن لغته كانت رفيعة جداً، لدرجة تتشاوف بها على الشعر، فكتبت له عبارة واحدة تقول: "نثرك في "طائر الهامة" شعر يا دكتور جميل". وأعتقد أنني أعطيت الكتاب حقّه بهذه العبارة، لأن المرأة الجميلة لا تنتظر من الرجل الذي تحبّه خطاباً مطولاً يشرح به حبّه لها، بل تتلهف الى سماع كلمة واحدة: "أحبك"، لتحلق في عالم لا يطأه إلا المحبّون."
وعن مطولة "سعيد عقل شاعر الأجيال" الشعرية التي نشرها الدويهي في لبنان بمناسبة مئوية الشاعر سعيد عقل قال الشاعر بعيني: "عندما نُشرت له قصيدة مئوية الشاعر العملاق سعيد عقل، رحت أطالعها بشغف وإعجاب. إنها معلّقة إعجازية رائعة. وما أن التقيته وجهاً لوجه، حتى همست في أذنه: "قصيدتك لسعيد عقل لا تقل مهارة عن شعر سعيد عقل".
وكان بعيني قد نشر مجموعة مقالات كتبها عنه الدكتور الدويهي في كتاب حمل عنوان:"شربل بعيني شاعر الغربة السوداء"منحه عليه معهد الأبجدية في جبيل "جائزة شربل بعيني لعام 2014"، وعلى الرغم من أنّ هذه المقالات فيها انتقاد لبعض قصائد بعيني، فإنّه نشرها بشجاعة "فالشاعر الذي يخاف النقد، ليس بشاعر. إنه طرطور جبان، خاصة اذا كان هذا النقد مفيداً من أجل دعم حركتنا الأدبية المهجرية، وتقويم مسارها"، معترفاً بأنه عمل بمعظم انتقادات جميل له، خاصة حين استبدل بيته الشعري القائل: "مثل كلب أسكتوه بالعظام"، بهذا البيت "ككلاب أسكتوها بالعظام" ومن يقرأ قصيدة "لعنة الله علينا" يجد أن الشاعر بعيني أثبت كلام جميل في القصيدة.
وختم بعيني مقالته بالتأكيد على أنّ جميل الدويهي "سيمد يده للجميع من أجل النهوض من كبوة أدبية عانينا منها لسنوات طويلة."
وبدوره شكر الشاعر والأديب اللبناني الدويهي صديقه الشاعر بعيني على محبته وتواضعه، معتبراً أن النقد ليس عملية فرض بل هو كناية عن تقديم اقتراحات قد يؤخذ بها أو لا يؤخذ. كما أنّ الدويهي يظهر الإيجابيات ويشيد بها أيضاً. والدويهي نفسه يتعرض للنقد في شعره ونثره، ويأخذ بالانتقادات التي يجد أنّها مفيدة.
والدويهي إذ يشكر بعيني على شجاعته وصدق عاطفته، يتمنّى له السعادة، ويشيد بدوره في الأدب المهجري، كما يشيد بموقع "الغربة" الذي احتضن أعمال الدويهي، فكان منارة له في الغربة السوداء.
المستقبل حزيران 2014
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق