لقاء مع شربل بعيني حول الكاتب والكتاب في المهجر 1992

أجرى اللقاء أنطوني ولسن

1ـ كم كتاباً صدر لك في أستراليا، أو خارج أستراليا؟
ـ عندما هاجرت الى أستراليا، لم أكن أكملت العشرين من عمري، مع ذلك تمكنت، بعونه تعالى، من إصدار ديوانين شعريين هما:
ـ مراهقة 1968 بالعامية.
ـ قصائد مبعثرة عن لبنان والثورة 1970 بالفصحى.
وما أن استتب بي الأمر في أستراليا، وبدأ وضعي المادي بالتحسن ، والنفسي بالارتياح الجزئي، حتى بدأت أشعر بالفراغ الأدبي الذي كانت تعاني منه الجالية في بداية السبعينيات، فكان لي شرف طبع ونشر أول ديوان شعري في أستراليا "مجانين" 1976، بعده جاءت مؤلفاتي كالتالي:
ـ الهي جديد عليكم، 1982، بالفصحى.
ـ مشّي معس، 1982، بالعامية.
ـ رباعيات، 1983، بالعامية.
ـ قصائد ريفية، 1983، بالفصحى. 
ـ من كل ذقن شعرة، 1984، بالفصحى.
ـ من خزانة شربل بعيني، 1985، بالفصحى.
ـ الغربة الطويلة، 1985، بالعامية.
كيف اينعت السنابل؟، 1987، بالفصحى.
ـ ألله ونقطة زيت، 1988، بالعامية.
ـ كي لا ننسى بطرس عنداري، 1988، بالفصحى.
ـ معزوفة حب، 1989، بالعامية.
ـ أحباب، 1990، بالعامية.
ـ مناجاة علي، 1991، بالعامية.
أما الكتب المدرسية فهي:
ـ القراءة السهلة.
ـ سامي وهدى.
ـ قاموسي الصغير.
ـ القراءة الشاملة.
ـ دفتري السادس.
ـ القراءة الحديثة.
ـ دروب القراءة.
وقد اعتقد بعض "الثرثارين" أن شربل بعيني يعاني من كثرة الانتاج، مما أساء الى أدبه، وهم لو فكّروا قليلاً، وأرضخوا أهواءهم لسلطة ضمائرهم، لاعترفوا، كما اعترفت الاوساط الأدبية في الوطن العربي، بأنني عبّدت الدرب أمام العديد من شعراء وأدباء المهجر للوصول الى متعة الى متعة النشر، وابراز مواهبهم، وبث افكارهم الانسانية.. ما هم.. طالما ان لا احد على الاطلاق قادر على حجب نور الحقيقة.
2ـ ما هي الصعوبات التي واجهتك في إصدار هذه الكتب؟
الصعوبات موجودة في كل عمل نقوم به، ولكنها في الأعمال الأدبية لا تواجه الا المتطفلين على ألدب، أو الذين يفتّشون عن الكسب المادي من نشر نتاجهم. وهذا ما لم ولن أفكر به ما حييت. وصدقني اذا قلت ان تعزيتي الوحيدة بعد ربع ونيّف من صدور ديواني البكر "مراهقة"، انني لم أجنِ قرشاً واحداً من نشر كتبي، فلقد كنت وما زلت أوزعها مجاناً، رافضاً أي دعم مادي من أي كان.
3ـ كيف تم نشر وتوزيع هذه الكتب؟
النشر والتوزيع تمّا، بادىء ذي بدء، على نفقتي الخاصة، ما عدا كتبي المدرسية، فقد تمّ نشرها من قبل الحكومة الاسترالية.
أما الآن، فقد بدأت دار عصام حداد بإصدار طبعات خاصة من كتبي، كما حصل في مطلع هذا العام، إذ أصدرت الطبعة الثانية من "الغربة الطويلة" بشكل جيد، ومن يدري فقد يستهوي أدبنا المهجري بعص أصحاب دور النشر العربية، فتبدأ عملية نشره على نطاق واسع.
4ـ هل تعتقد أن هذه الطريقة التي تمّ بها التوزيع صحيحة؟
قد لا تكون صحيحة مئة في المئة.. ولكن لا خيار لي سواها. منهم من قال ان كتبي سيئة الطباعة، ومنهم من قال انها عديمة التبويب، وما شابه.. أحاديث كثيرة كنت أسمعها وأضحك، لأنهم لم يدركوا أبداً أن أمهاتنا اللواتي ولدننا في بيوتنا أيام زمان بشكل بدائي طاهر، ساويننا بالقيمة الانسانية والجمالية مع الاطفال الذين ولدتهم امهاتهم في أكبر المستشقيات الحديثة، وعلى يد أمهر الأطباء في العالم، فالطفل ينمو ويدخل طور الشباب اينما ولد وكيفما ولد، شرط ان يكون صحيح البنية.. وهذه هي الحال مع أدبنا المهجري.
5ـ هل توجد نسخ من هذه الكتب في المكتبات العامة الحكومية ام لا؟
أجل.. فمعظم المكتبات الحكومية الموجودة في مناطق تنعم بكثافة سكانية عربية تحتوي على مجموعة لا بأس بها من مؤلفاتي. هذا لا يعني ان المكتبات تعمل المستحيل من أجل الحصول على كتبي، بل على العكس فأنا كثيراً ما أزوّدها بها مجاناً.
لو أن المكتبات الحكومية فقط، وأشدد على كلمة "فقط" اهتمت بأدبنا وبالحصول عليه، لتخطينا جميع الحواجز المادية، ولبيعت مؤلفاتنا عن بكرة أبيها، وحفظت في أماكن أمينة، ولتخلصنا من ميوعة نشر كتبنا في حفلات فنيّة راقصة، قد لا يجد البعض مفراً منها ولا نعمة سواها، لاسترداد دراهمه.
6ـ هل ترى فرقاً بين صدور الكتاب في بيروت أو صدوره في سيدني من حيث النشر والتوزيع؟
من حيث النشر لا يوجد أي فرق على الاطلاق، أما من حيث التوزيع فحدّث ولا حرج، كتابنا المهجري ينقصه التوزيع الجيد، تماماً كما يحصل الآن مع الصحف المهجرية التي تقوم شركات خاصة يتوزيعها في كافة الولايات الاسترالية، وزرع نسخة منها في كل بيت تقريباً.
7ـ هل تعتقد أن كل كتاب ينشر هنا توافق عليه دور النشر في بيروت او القاهرة في حال طلب نشره وتوزيعه هناك؟
بالطبع لا.. لانها لن توافق ايضاً على كل كتاب ينشر في الوطن الأم.
لقد صدر في مهجرنا، وللأسف، العديد من الكتبالرديئة فكراً ولغة، وفي ذات الوقت ابتلى وطننا بأضعافها من الكتب التي لا تمت الى الادب بصلة.
أن توافق دور النشر العربية على كل كتاب، معاذ الله، وهذا لا يعني ان الكتاب العربي يعاني دون غيره من الكتب من انفصام في الشخصية، طالما ان دور النشر العالمية ترفض يومياً ما لا يقل عن ألف كتاب.
8ـ ماذا تقترح للعمل على نشر وتوزيع الانتاج الأدبي للمفكرين العرب في المهجر؟
تسألني يا أستاذ انطوني سؤالاً كنت وما زلت أبحث عمن يجيبني عليه!
ولكنها خاطرة مرت في فكري: لو أن أدباءنا وشعراءنا ومثقفينا، حماهم الله من العيون الشريرة، ابتاعوا نسخة واحدة من كل كتاب يصدر هنا لاصبحت احوالنا المادية بألف خير، ولتمكنا من تحسين طباعة كتبنا وتجميلها، اضف الى ذلك دعم وتشجيع الروابط الأدبية، والمؤسسات الصحفية وغيرها.. وصدقني اذا قلت: ان مزاجية بعض الادباء والشعراء ونميمتهم حول بعضهم البعض تقف حجر عثرة في طريق ما نصبو لتحقيقه في هذا المهجر التعيس.
وأخيراً، أشكرك وأشكر جريدة التلغراف الغراء على التطرق لهذا الموضوع الحساس، علنا نصل الى نتيجة مشرفة تساعد على نشر وتوزيع نتاجنا الفكري في أستراليا.
التلغراف، العدد 2497، 17/آب/ 1992
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق