فاطمة ناعوت تهز مصر من جديد: حكم مدني وليس حكومة مدنية


كعادتها، لا تنام الشاعرة فاطمة ناعوت على ضيم لحق ببلدها مصر، فبينما وافق الجميع على الدستور المصري الجديد، ها هي تكشف عن خداع في الصياغة لم ينتبه له الكثيرون، فرفعت صوتها عالياً وقالت:
إلى لجنة الخمسين: 
هل ما ورد في الديباجة:
(حكم مدني) 
أم 
(حكومة مدنية)؟ 
نقبل العبارة الأولى ونرفض الثانية. 
تلاعب بالألفاظ غير مقبول. نحن آلُ اللغة وصُنّاعها ولا تخدعنا الألفاظ. 
لن نقبل خدعة جديدة من ياسر برهامي كما سبق له وخدع الأزهرَ وسجلت خديعته الشاشات. 
لم نقم بثورتين من أجل أن ننصاع لظلاميّ عدو الدين وكاره البشر مثل برهامي وأمثاله. 
فارق هائل بين العبارتين. (حكومة) مدنية = شوية وزراء مدنيين. أشخاص يعني مش عسكريين ومش ديينيين. 
بينما (حكم) مدني = يعني نظام دولة مش أشخاص. 
فارق ضخم.
وبالمناسبة يعني، حكومة هشام قنديل التعيسة كانت مدنية 
لو لم يُنصّ صراحةً وبكل وضوح على عبارة (حكم مدني) 
سنحشد للتصويت بـ (لا)
فاطمة ناعوت
**

هذا ما ورد على صفحة المناضلة المصرية فاطمة ناعوت بالفايس بوك، وبعدها بقليل اتصلت برئيس لجنة الخمسين السيد عمرو موسى لتنقل احتجاجها له شخصياً وإليكم ما كتبت:
تحدثتُ الآن مع السيد عمرو موسى، رئيس لجنة صياغة الدستور، وسألته بشأن (حكومة مدنية) أم (حكم مدني). وأفصحتُ عن قلقي من التعبير الأول الذي ورد في ديباجة الدستور، بالرغم من إجماع الشعب على التعبير الثاني، فقال إن تفسيرا ورد بالمضبطة يفيد بأن المقصود بحكومة مدنية هو 'نظام حكم مدني'. وأن موافقة اللجنة على العبارة كانت بالإجماع. 
ولما سألته وما ضُرّ لو كُتبت (حكمها مدني) لسد الثغرات على الظلاميين المخادعين، فهل عجزت اللغة عن التدقيق الاصطلاحي لعدم اللبس، ولكيلا تكون مدخلا للخبثاء، وما إذا كان مطمئنًا لهذا التعبير، فأجاب بـ: نعم، وإنه مطمئن لأنه قام بتفسير التعبير بنفسه بالصوت والصورة، وأنه من المستحيل الآن تغيير الكلمة بعد إجماع اللجنة عليها!!!.
كلي ثقة في السيد عمرو موسى، بالرغم من إصراري على أن تغيير الكلمة أفضل فكم من حروب اشتعلت بسبب حرف كُتب خطأ. 
وها هو حزب النور الذي كان Mr. Complain ولا يعجبه العجب، متمسك جدا بهذا التعبير ويرفض تغيير حرف واحد وإلا أقام الدنيا وهبدها!!! فما معنى كل هذا؟ 
المفترض في أي نص أن يكون واضحا يفسر نفسه بنفسه دون حاجة لأن أجلب معه كل لحظة مفسرين يفكون شفراته ويقولون كان قصدنا كذا وكذا. نحن الشعراء نؤمن بمبدأ (موت الكاتب). أي أن الكاتب لابد أن يختفي بمجرد ولادة (النص) الذي يجب أن يشرح نفسه دون حاجة إلى كاتبه ليفسره. 
ربنا يحفظ مصر الطيبة وأهلها. 
**
من كلام السيدة ناعوت نفهم انها غير مقتنعة بتفسير عمرو موسى، رغم ثقتها الكلية به، وتعترف بأن من يتمسك بتعبير (حكومة مدنية) هو حزب النور السلفي، "وإلا أقام الدنيا وهددها"، ومن لا يعرف معنى كلمة "سلفي" سأشرحها له بعيارة واحدة فقط: إنسان وجهته دائماً وابداً، ليست الى الأمام، بل الى الوراء.
فكيف تتقدم مصر بعقول كهذه، وكيف يستقيم الحكم في مصر وهناك من يهدد بقلب الدنيا رأساً على عقب، إن لم تنفّذ رغباته؟
أبله.. بدرجة ممتازة، من يعتبر أن هؤلاء السلفيين غير أذكياء. هم أذكياء جداً جداً ولكنهم يرفضون الانطلاق نحو الشمس، ونحو الخير، ونحو الرفاهية، لذلك تلاعبوا بعقول أعضاء لجنة الخمسين، وعلى رأسهم عمرو موسى، وأقنعوهم بحذف "الحكم مدني" واستبداله بـ "حكومة مدنية" لأنهم يعرفون معرفة تامة أن الفرق بينهما كالفرق بين النهار والليل. لذلك أهدوا الظلمة لشعبهم المصري الأبي، كي يكبو إثر كل انطلاق.. وباقي الأعضاء يصفقون لهم.. وللأسف!.
وأنا، ككاتب لبناني هاجر من بلاده بسبب العقول "السلفية" المتحجرة،  أقول للسيد عمرو موسى أن لا مستحيل تحت الشمس، وأننا قرأنا في ديباجة الدستور الأولى عبارة "الحكم مدني"، وعندما راجعنا الديباجة الجديدة وجدنا أن العبارة طارت وحل مكانها: (حكومة مدنية). وهذا غش واضح لا لبس فيه للشعب المصري الذي ضحى وسيضحي مستقبلاً من أجل تثبيت العبارة الأولى "الحكم مدني" في دستور جديد. ومن يعش يرَ.
ونحن كلبنانيين عانينا الكثير وما زلنا نعاني، من تلاعب الطائفية بنا، كنا نتطلع بأمل الى ثورة الشعب المصري وانتفاضته من أجل حكم مدني أفضل، لا يريحه هو فقط، بل يريح شعوب البلدان العربية بأكملها، كون مصر، شاء من شاء وأبى من أبى، قدوتنا وقبلتنا وفخرنا جميعاً. أجل إنها أم الدنيا، وكل من يتلاعب بمستقبل شعبها، يتلاعب بمستقبل شعوبنا نحن أيضاً. لا بل بمستقبل شعوب العالم أجمع.
من هذا المنطلق أقول للسيد عمرو موسى بلهجته المصرية: غيّرها يا بيه.. حرام عليك.
شربل بعيني
سيدني ـ أستراليا
اقرأوا التعليقات تحت المقال

هناك 5 تعليقات:

  1. أحييك أيها الشاعر الكبير شربل بعيني، والصديق الأوفى. و
    نشكرك باسم مصر الطيبة على غيرتك عليها وخوفك على مستقبل هذا الشعب الذي عانى طويلا وكثيرا.

    فاطمة ناعوت

    ردحذف
  2. مصري ابن مصري ـ القاهرة12:02 م

    أنا أوافق على ما جاء في هذا المقال، وأعتبر أن حزب النور السلفي قد خدع لجنة الخمسين ومرر الشر أمام أعينهم. لذلك انا اشكر الشيدة العظيمة فاطمة ناعوت عبى سهرها الدائم ويقظتها المفرحة لما هو خير لنا جميعاً. وشكراً للكاتب اللبناني الشريف شربل بعيني. وآمل أن يسمع عمرو موسى صرخته ويغيّر الحكومة المدنية بحكم مدني وإلا قسأصوّت بلا.. وألف لا.. وعاشت مصر.

    ردحذف
  3. أسامة الزهاوي ـ البرازيل12:11 م

    ما هذا الغش يا أخت فاطمة ناعوت، والله لم تنتبه له، أحييك باسم المصريين الشرفاء في البرازيل، والارجنتين وكل أمريكا اللاتينية. نحن نتتبع أخبارك من خلال موقع الغربة، لننا نشاهد من خلاله محطات تلفزيونية كثيرة، كما أننا معجبون بكاتبه الشرفاء وعلى رأسهم أنت والأخ شربل بعيني. وبعد ما قرأنا سندب الصوت من جديد إن لم تثبت عبارة الحكم مدني، للتصويت بلا على دستور سلفي جديد. قال ايه ارتحنا م الاخوان وقعنا في الفنجان.

    ردحذف
  4. غير معرف12:40 م

    فاطمة ناعوت عملاقة من عصر العمالقة تعيش في عصر الأقزام. نقطة

    كنت أتمنى أن احني رأسي لها عندما جاءت إلى أستراليا. نقطة

    كم تمنيت أن أسمع صوتها العلماني مباشرة في أذني. كم تمنيت أن أقول لها أنت نبع نوراني في صحراءالجهل البشرية المظلمة. نقطة

    لا بأس ربما تقراء هذه الكلمات وتعرف هذه السيمفونية الناعوتية السماوية أن لها أحباب لا تعرفهم. نقطة

    ناجي-أمل الوصفي

    ردحذف
  5. جيهان ـ الاسكندرية1:41 م

    هل غدر عمرو موسى بالمصريين، كما غدر البرادعي من قبل. هذا ما أثبته حذف عبارة الحكم مدني من دستورنا الجديد واستبدالها بالحكومة مدنية.. والفرق شاسع بينهما كما بينت سيدة مصر الأولى فاطمة ناعوت في احتجاجها على غش عمرو موسى. آن الأوان كي نطالب باستلام المرأة زمام الحكم في مصر.. لأنها أشرف من جميع الرجالة,, ومن أفضل من فاطمة ناعوت كي تكون السيدة الأولى على رجال ليسوا بالرجال.. يعلنون عكس ما يضمرون. تحية الى الاخ شربل بعيني على خوفه على بلدنا أكثر مما نخاف نحن عليه. عيب يا لجنة الخميسن حرامي.. يا عجائز مصر.. يا ماضي مصر التعيس. وألف مرحبا بالمستقبل الآتي مع فاطمة ناعوت.

    ردحذف