عشق شربل بعيني لـ "فافي" سرابٌ بسراب/ موفق ساوا

فاطمة ناعوت بعدسة الفنان العراقي صفاء البابلي في أحد كهوف بوابة عشتار في بابل ـ مايو 2012
ـ1ـ
قرأتُ ونشرتُ في صحيفة "العراقية"
"عشقك" يا أخي شربل بعيني
المطبوعَ على أوراق سيدني..
ورأيتُ طيورَ قلبك تحلّقُ بدون أجنحةٍ
وتغرد فوق شجرة مضاءة بمصباح "فافي".
فلقد سحبتكَ..
وسحبتْ معك كل حروفك،
وبحورك،
وقوافيك..
وأعجازك الى منطقة بحرها المتكامل!
وعند قراءة اية قصيدة من ديوانكَ
ينقاد القارىءُ الى عشق بَطليْ "تايتنك"؟!
فما السر؟
أو ما الحبلُ السري
في عشق عُذري
يربط بين الجبلِ اللبناني والهرم المصري؟!
ـ2ـ
أعتقد جازما أن العاشق لا يجلس قُبالةَ "موناليزيته"..
بقدر ما تنزل "فافيك" كالعاصفة،
لتدخل قلبَ مملكتك..
تحفر في اعماق تأريخك
تفتش عن طفولتك، براءتك
تداعب مراجيح اشعارك
تمسك بك
وتلقي القبض على اقلامك
لتكتب لها فقط، دون غيرها.
-3-
تهبط بدون انذار عليك
لتفجرَّ كل حروفك النائمة،
لتتطايرَ كشظايا ملتهبة،
أين منها حرارة شمس قلب شاعر
باتَ يهذي،
تائهاً في طرقات خالية من المطبات،
تهزُّ اجنحةَ اشعاره،
لتتدحرج شلالا في بحيرة "فافي".
فـ "فافي" لم تكن فافي
هي لهذا الزمان انشودة بلادي.
ـ4ـ
.. لو لم تكن "فافيك"
تعزف بأناملها السحرية،
أجملَ سمفونية..
وتخزن في قلبها قوةً مغناطيسية هائلة..
ما كانت مساميرُ حروفك تنجذب بهذه الشدة
نحو محور جمالها الانساني!
ولما بقيتَ اسيرَ (فافي)
نائماً على جرف حروفها الذهبية!
رغم علمك بأنك تسيرُ وراء السراب!
ـ5ـ
أنت شكلت اجمل لوحة
و"فافي" شَجَّرتْ في قلب اوراقك
اجمل الأزهار..
لتعيّد عيدَ ميلاد ديوانك لامرأةٍ
تستحقُّ ان تسكب كل انهارك
في بحرها الفرعوني
الهائج
والمتلاطم.
وأنّى لقلب "فافي" أن يهدأ
ما لم تضءْ كلّ القلوب بمصباحها النادر
لتمشي بعدَها حافيةً
تضربُ الاعشاب بقدميها..
وتبقى انت، يا شاعر الغربة الطويلة،
 تلهثُ وراء السراب،
تنشد للحب،
وأيضاً للحب..
وهل اجمل من الحب على هذه الارض الحزينة؟
ـ6ـ
لو لم اكن مشغولاً بمناقشة اطروحتي:
الماجستير
والدكتوراه
حول المسرح
لكنت كتبتُ ديواناً بحجم ديوانك
واسميته اغاني وتراتيل (شربل فافي).
دمت مبدعاً..
ويكفي أنك شربل بعيني.
.................................
*رئيس تحرير جريدة العراقية الاسترالية / سيدني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق