حاربوا طاولات الشرف

بعد أن حاربنا طاولات الشرف وقلنا ان: من يجلس على طاولة الشرف بلا شرف.. وبعد أن نظمنا القصائد بأولئك المرضى الذين يتقدمون الآخرين بسبب أموالهم التافهة.. ومراكزهم الأتفه.. وعقولهم الفارغة وقلنا:
بدّك الكرسي تكون من قدّام
تا تعرّم وينقال عنّك بيْك
أكبر شرف بتنال لو بتنام
تا نقعّد الكرسي شي مرّه عليك
وبعد أن جعلنا أطفال الجالية يبولون (أي يشخّون) على طاولة الشرف في مسرحية (يا عيب الشوم) أمام أعين المئات من المشاهدين.
وبعد أن استغنت الجالية، والحمد لله، لفترة طويلة عن طاولات الشرف وما شابه، نراها الآن قد عادت بزخم مفزع وجب على كل الشرفاء التصدي له وللمرضى المعتوهين الذين يقفون وراءه.
إذا كان السيّد المسيح، حسب اعتقادي المسيحي، قد نزل من السماء ليصبح بشراً مثلنا، فما رأيكم بهؤلاء المساطيل الذين يريدون أن يتركوا (بشريتنا) ليتحوّلوا الى آلهة تتشاوف علينا.. مصيبة والله!
وها هو الصديق الاستاذ سركيس كرم يزوّدنا بالصورة المنشورة أعلاه، مع تعليق صارخ ننشره له ليتعظ الآخرون:
"معقول!!! صاحب الدعوة وعدد قليل من الضيوف يجلسون على "طاولة" .. وبقية الضيوف يقفون!!!! او ليست العادات المتبعة والمعروفة في العالم أجمع تقضي بأن يجلس الجميع او ان يقف الجميع!!"
بلى يا سركيس بلى، إلا في أستراليا، لأن المتشاوفين المنفوخين المهزوزين التائهين الضائعين أكثر من الهم على القلب. ولذلك قررنا في مؤسسة الغربة أن لا ننشر أي خبر يصلنا، عن أي احتفال، حتى ولو أرادوا أن يدفعوا ثمن نشر الخبر، إذا عرفنا، من بعيد أو قريب، أن هناك طاولة شرف في ذلك الاحتفال.
عليكم أن تفهموا، وان كنتم لا تفهمون، أن لا أحد أكبر من أحد على وجه الأرض، وخاصة في هذه الجالية، فكلنا وقفنا على أبواب السفارات، وكلنا عملنا من أجل لقمة عيشنا، وكلنا تعبنا في غربتنا من أجل أن نرفع أسماء البلدان التي تركناها مرغمين.
حلّوا عن ظهرنا.. اتركوا جاليتنا وشأنها.. لقد تعبت منكم ومن اعاقاتكم العقلية والبدنية..... وتفوه عليكم.
**
ملاحظة وتنويه: عرفت من أحد التعليقات (المنشورة في أخبار الجالية) أن الصورة التقطت في حفلة عيد استقلال لبنان التاسع والستين التي دعت إليها قنصلية لبنان العامة في سيدني، ورغم امتعاضي الشديد من الصورة، أود أن أنوّه أنني لا أقصد قنصلنا العام الأستاذ جورج غانم بما كتبت، إذ أنه جديد على غربتنا، ولم يحصل لي شرف اللقاء به، لا بل أتمنى له التوفيق في مهمته، تماماً كما كنت أتمنى لكل أصدقائي السفراء والقناصل الذين سبقوه، وفتحوا السفارة عام 1987، والقنصلية عام 1985 بغية تكريمي. كل ما أردته من مقالي هذا هو أن تتوقف حفنة مريضة من أبناء الجالية عن التشاوف علينا.. لأننا لن نسكت بعد الآن".
**
شربل بعيني
سيدني ـ أستراليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق