ماهر الخير يصنع تاريخاً ذا حدود في الأوبرا هاوس/ شربل بعيني

ماهر الخير، الدبلوماسي الشاعر، أوقف عجلة الزمن في العاشر من حزيران، ليهمس في أذن الأوبرا هاوس: أنا هنا..
والأوبرا هاوس، لمن لا يعرفها، أشهر موقع سياحي، ليس في أستراليا فحسب بل في العالم أجمع، تمكن ابن بلدة المنية الشمالية، من أن يروّضها شعرياً، وأن يثلج قلوب ابناء جاليته، كونه أول شاعر عربي يقف على خشبة ما انحنت يوماً إلا لكبار الموسيقيين العالميين.
وقد لا أغالي إذا قلت: انه المختار من بيننا، نحن الشعراء، ليدوّن على جبين التاريخ، دون أن يرف له جفن: ماهر الخير مرّ من هنا.
أجل، لقد صنع ماهر الخير تاريخاً ذا حدود جغرافية تمتد من مسقط رأسه، وتمر في مصر وفرنسا والهند وأستراليا، وتنتهي في دهشة الناس وتصفيقهم له أينما حلّ وأبدع.
بعد انتهاء الأمسية، ركبت القطار لأعود الى سكني، فجلست بالقرب من مجموعة من مغتربي الهند، ورحت أخبرهم عما شاهدت في الأوبرا هاوس، وكيف تمكن شعر ماهر الخير من أن يقطف من الفن الهندي أجمل نوتاته، وأن يجعل حبيبته تتمايل على وقع موسيقاهم، ليثبت للعالم اجمع أن لا حدود للشعر، وانه ما كتب إلا ليصل.. وقد وصل إلى حلم لم يحلمه سواه، ولم يحققه إلا ماهر.
منذ أكثر من أربعين سنة، أي من لحظة وصولي الى أستراليا، وأنا أمني النفس، كشاعر، بالوقوف على خشبة الاوبرا هاوس، وكنت أعلم أن امنيتي لن تتحقّق إلا بمعجزة ما، وها هو ماهر الخير يصنع المعجزة.. فأقف أنا ومئات المعجبين أمام الخشبة الحلم، ولسان حالنا يردد: شكراً يا ماهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق