شربل بعيني في إستراحة الأحد 05 // يوليو // 2009

بين مَدّ التفاؤل وجَزرِ التشاؤم حرب مفتوحة لإسترداد الوطن ...

في تيرمومتر التفاؤل أو التشاؤم يرتفع المنسوب وينخفض مع كل خطاب وتصريح لبناني لبناني لكن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما فتح ابواب الحوار مع سوريا وإيران واعتبارهما «وكر دبابير» من الأفضل تجنب التحرش به إذ يترتب عن ذلك لسعات مؤلمة في العراق وازعاجات منهكة في لبنان ، هذا القرار الأميركي يجعل حياتنا في لبنان مسطحة فثورة الأرز التي ولدت من رحم المعاناة بعد 30 عاما من الحَبَل القسري ليست في أفضل حالاتها رغم بقاء الأكثرية أكثرية والأقلية أقلية ، ذلك أن أركان هذه الثورة في الداخل لا يثقون بأنفسهم بمقدار الثقة التي منحهم إياها الشعب ولكأن حروب الامس والتهديد بحروب آتية لم تعلمهم شيئا .

لكن حذار الاستهانة بالوطن حذار تشويه صورته، وإلباسه ثياب ليست له ، لطمس هويته وإلغاء لبنان الذي نعرف . بعد الإنتخابات يفترض أن تكون الاوضاع قد استوت والبلد يجب ان يسترد وجوده وحضوره ويرتاح بعد التعب. هذه المرة ، الحرب بدأت لكنها حرب من نوع آخر هي حرب من اجل استرداد القيم كلها من مغتصبيها، ومن اجل طي صفحات مخجلة من الزمن الرديء هي حرب الحق على الباطل حرب استرداد لبنان لبنيه هي حرب الدولة على المزرعة وفي تشكيلة الحكومة العتيدة وبيانها الإنتصار أو الهزيمة .
=================

قال عظيم من بلادي

إذا كان ما تؤمن به لا يستحق أن تموت من أجله فأنت إذا لا تستحق الحياة . وهكذا الوطن إذا كنت لا تستطيع المحافظة عليه فأنت إذا لا تستحقه .

*****

من كعب الدست

ما بيصح إلا الصحيح
أبرز ما قامت به الأجهزة الأمنية السورية التي واكبت بشكل فعال اليوم الانتخابي الطويل:
- حشد 1900 ناخب معظمهم من الأرمن مقيمين في مدينة حلب السورية ويحملون الجنسية اللبنانية، وإحضارهم للاقتراع في دائرة زحلة بالبقاع.
- حشد نحو ألف ناخب أرمني ممن يحملون الجنسيتين اللبنانية والسورية وإحضارهم إلى الأشرفية في دائرة بيروت الأولى.
- حشد جيش المجنسين المقدر عدده بخمسة آلاف ناخب في دائرة المتن بجبل لبنان, بالإضافة إلى نحو ألف ناخب أرمني.
- حشد وإحضار بضعة آلاف من السوريين المجنسين لبنانياً إلى دارة البقاع الغربي-راشيا، إضافة إلى نقل آلاف العلويين إلى دائرتي عكار وطرابلس، رغم انعدام آمال المرشحين المقربين من دمشق بالفوز.
- تخصيص قسم من مطار دمشق الدولي لاستقبال الطائرات التي تحمل لبنانيين من مختلف أنحاء العالم من دون تأخير، وتسهيل مرورهم بسرعة على الجمارك وغيرها من الأجهزة، وتأمين وسائل نقل كبيرة لهم، للانتقال بسرعة إلى لبنان، وبطبيعة الحال فإن هؤلاء هم ناخبون لقوى "8 آذار". ورغم هذا فازت ثورة الأرز لأنو ما بيصح إلا الصحيح .

*****

في الغربال

طرائف انتخابية

لم تخل عملية الانتخاب في لبنان من طرائف وحالات غير طريفة على غرار ما يحصل في كل انتخابات وهذا بعض ما رصدته عين العصفورة :
• أقدم لبناني من قضاء زغرتا على تغميس اصبع زوجته بالحبر خلال نومها، لمنعها من التصويت للائحة منافسة لفريقه السياسي. علما أن الحبر يستعمل لأول مرة في لبنان لمنع التصويت أكثر من مرة، وهو حبر يزول بعد 48 ساعة وتصعب ازالته فورا.
• شكت بعض سيدات قلم الاناث في بلدة بتاتر في الشوف من أن رئيس قلم الاقتراع طلب منهن ارقام هواتفهن...لغايات غير انتخابية.
• اصيب رئيس أحد الاقلام بنوبة غضب في قضاء بعبدا، وأقفل باب قلم الاقتراع على نفسه رافضا السماح للناخبين بالدخول لفترة طويلة، ولم يسمح بذلك الا بعد تدخلات.
• أصيب مسن لبناني بعارض صحي لدى محاولته الاقتراع في احد الاقلام، ونقل الى المستشفى على وجه السرعة، لكنه ما لبث أن فارق الحياة.

· ومن غير الطريف فان موظفة قلم اقتراع تفاجأت بوالدها المعتقل بسوريا وهو ينتخب وفي القلم التي تعمل به والاطرف ان هذه الموظفة حاولت ايقاف الشخص الذي استعمل بطاقة مزورة باسم والدها الا ان القوى الامنية لم تتدخل مساهمة بذلك بفرار المزور .

*****

من كل وادي عصا

نجح بعض المرشحين في إخراج بعض المساجين من السجون بعدما دفعوا كفالاتهم المالية واهتموا بكل إجراءات إخلائهم وقد صبت أصواتهم لمصلحة من سهّل الإفراج عنهم أعمال خير.

ـ إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر في المصيلح مرتدياً بلوزة نص كم، مما يدل إلى إحترام وافر للضيف الكريم.

بلغ عدد الوجوه الجديدة في مجلس النواب 38 وجهاً. أما رئيس السن، فهو النائب عبد اللطيف الزين المستمر في موقعه منذ نحو 50 عاماً والأصغر عمرا نايلة تويني .
*****

من مجموعة قصائد لها تاريخ بقلم الشاعر شربل بعيني : مملكة الجن
كانَ يا ما كانْ
فِي أَقْدَمِ الأَزْمانْ
مَمْلَكَةٌ صَغِيرَةٌ حُكَّامُها مِنْ "جانْ"..
سُكَّانُها من "جانْ"..
وَلَيْسَ مَوْجُودٌ بِها عُشْبٌ وَلا إِنْسانْ!
ـ2ـ
وَذَاتَ يَوْمٍ خَطَبَ الْمَلِيكُ خُطْبَةً عَصْماءْ
ضَمَّنَها الدُّعاءَ وَالْوَفاءْ
وَقالَ فِي خِتامِها: يا حَضْرَةَ الأَبْناءْ
بِلادُنا بِحاجَةٍ لِوُزَراءْ
يَتَوَلَّوْنَ الْعَطاءْ
لِذَلِكَ يا حَضْرَةَ الأَبْناءْ
اخْتَرْتُ مِنْ بَيْنِ الْقُضَاةِ الْحُكَماءْ
وَالأُمَرَاءِ الشُّرَفاءْ
عِشْرينَ شَخْصاً أَقْسَمُوا بِالْعَرْشِ أَنْ يَظَلُّوا أَوْفِياءْ.
ـ3ـ
وَبَعْدَ عامٍ حافِلٍ بِاللَّهْوِ والشُّرْبِ
هَدَّدَهُمْ عَدُوُّهُمْ بِالْغَزْوِ وَالسَّلْبِ
فَدُعِيَ الْمَجْلِسُ لِلتَّشَاوُرِ
وَلانْتِخابِ قَائدٍ مُوَحَّدٍ لِكافَّةَ الْعَساكِرِ
وَبَعْدَما انْتَهَى الْجَمِيعُ مِنْ إِلْقاءِ الْخُطَبِ
الْمَنْقُولَةِ عَنِ الْقامُوسِ الْجامِعِ وَالْكُتُبِ
صاحَ الْمَلِيكُ قائِلاً:
مَنْ مِنْكُمُ يَقُودُ جَيْشَ الْعَسْكَرِ
فِي أَحْلَكِ اللَّيالِي،
فِي الشُّمُوسِ الْمُحْرِقَه،
وَفِي الصَّباحِ الْباكِرِ..
فَصَاحَ شَخْصٌ مِنْهُمُ: أَنَا..
وَآخَرٌ: أَنا..
وَكُلُّهُمْ: اَنا..
فَانْقَسَمُوا،
وَهَجَمُوا
بِعُنْفٍ وَخَباثَه
فَتَمْتَمَ الْمَليكُ هَازِئاً:
كَمْ تَصْلُحُونَ لِلْحِرَاثَه!

*****

الخاتمة (الشعر لشربل بعيني): مَشْغُول بَالِي عْلَيْك يَا لُبْنَانْ ، وْرِخْص الدَّمعْ مِنْ كِتْرِة دْمُوعِي ، ناطر حكومي جْدِيدِه.. وْأَنَا يِئْسَانْ ، يَأْس السّنِين الْـ حَرْقِت رْبُوعِي ...

كانت معكم ربى عبود إعدادا وتقديما ونضال العلي ملائمة موسيقية والى اللقاء في إستراحة جديدة إنشاء الله .

=================