العين بالعين.. والطفلة بالطفلة



شربل بعيني
قبل عامين اختطف الباكستاني (سليمان خان) طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها الثماني سنوات، لا ليتبناها، او ليعتني بتربيتها، او ليساهم بتعليمها، بل ليتزوجها، وهو المتزوج أولاً، والوالد ثانياً وثالثاً ورابعاً، دون أن يرف له جفن، أو أن يردعه ضمير، أو أن يخاف انتقام أهل أو خالق. إنه، وباختصار شديد، يعشق مضاجعة الأطفال، وكل ما حوله، وما فوقه، وما تحته، يسمح له بذلك.. فلماذا التردد؟!
أهل الطفلة، لم يغفروا لسليمان جريمته بحق شرف عائلتهم ـ انتبهوا جيداً الى (شرف العائلة) ـ فطالبوه بتزويج ابنته (نورين) ابنة الثماني سنوات أيضاً، لرجل عجوز من أسرتهم كي يتوقفوا عن هدر دمه، وكي يوافقوا على صلح أسري ينطبق عليه قول أبي النؤاس:
وداوني بالتي كانت هي الداء
أو القول المأثور: العين بالعين والسن بالسن.. والطفلة بالطفلة.
والمؤسف حقاً أن من أفتى بهذا الزواج المؤلم والمخزي هم مشايخ الأسرة، والويل ثم الويل لمن يرفض للمشايخ طلباً ولو أدى الى تدمير حياة طفلة، وقضى على طفولتها البريئة، ودنّس عذريتها بأنفاس رجل عجوز، يسيل ريقه، وتتفجر ذكوريته وهو يراها تتألم كالفراشة في فراشه.
وحدها (زيتون) زوجة سليمان خان الأولى، ووالدة العروس القاصر التي فضّت المشاكل، قبل أن تفض بكارتها، رفضت الاتفاق المشين بين العائلتين، ورفعت صوتها بوجوه مشايخ الأسرة، واتجهت الى أقرب مخفر للشرطة، لتخبرهم عن بيع طفلتها لعجوز بسبب مجون والدها، وشراهته الجنسية.
لقد تأخرت الست (زيتون) سنتين عن القيام بواجبها الاخلاقي والانساني والعائلي، فلقد كان من الأفضل أن تزور المخفر قبل أن يرتكب بعلها جريمة زواجه الثاني.. لا أن تنتظر كل هذه المدة لتقع طفلتها ضحية الجهل والانانية والاستبداد كما وقعت درّتها القاصر من قبل.
(ثناء نيوز) الباكستانية ذكرت أن والد الطفلة (سليمان) وعريسها الميمون (دريا)، قد شمّعا الخيط وفرّا من أيدي العدالة، إذا وجدت عدالة، وانشقت الأرض وابتعلتهما، كي لا يدخلا السجن.
والظاهر أن الوالد والعريس أقرباء، أي من عائلة واحدة تتفرع منها عدة عائلات أو بيوت، فلماذا الخوف إذن على شرف العائلة في الزواج الأول، وتدنيسه، كما لم يدنّس شرف، في الزواج الثاني؟!.
أم أن زواج الطفلة الأولى قد تم عن طريق الخطيفة، وهذا حرام بعرفهم العائلي، ويتوجب هدر دم مرتكبيه.. وزواج الطفلة الثانية قد تم عن طريق الاتفاق والمراضاة، وهذا حلال، ويتوجب تهنئة كل من يقوم به؟!.
إنهما طفلتان قاصرتان صغيرتان.. وليستا سلعتين نبيعهما بالمزاد العلني، أو نبرم حولهما الاتفاقات الجنسية الوحشية دون معرفة منهما أو استشارة، وكيف نستشيرهما بأمور شرسة كهذه وكل همهما اللعب، والغنج، والدراسة، واستقبال الحياة بابتسامة تغار منها الشمس.
وقد يحزن البعض إذا أخبرتهم أن هذه الجريمة البشعة ليست الأولى، بل هي واحدة من آلاف الجرائم التي ترتكب بحق الطفولة في إقليم السند الباكستاني، وفي كل بقعة من بقاع الأرض.. ولا من يتكلّم.
لست أدري لماذا ينعم الله بالأطفال على أناس لا يستحقونهم.. لا بل يرتكبون بحقهم أبشع أنواع الجرائم، بينما يترك بيوتاً كثيرة دافئة بدون ضجيجهم المحبب، وغنجهم المعسول، وابتساماتهم المشرقة، ويحرم ملايين الآباء والامهات المثاليين من نعمة تربيتهم، كما يجب أن تكون التربية، أو كما تستحق فلذ الأكباد من التفات وتشجيع وحنان ومحبة.. وحماية.

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف4:50 م

    أخي شربل
    ويل لهؤلاء من يتاجرون بأرواح الأطفال الأبرياءويستلذون على اذائهم
    وينعمون على شقائهم.
    الحيوانات تحسن أن تصنع الأطفال
    عملية سهلة مثل 1+1= 2
    حط X على Yخلاص بيجي الولد

    عملية سهلة جدا . ولكن قلة يعرف كيف يخلقون رجال ونساء المستقبل ، ويكونون شخصيات قوية متبنة وأولاد اشداء ومواطنين صالحين
    قال الدكتور طه حسين يوما لطلابة ،" احمد االله بأني ضرير حتى لا ارى سواد افعاكم"

    ردحذف
  2. غير معرف10:55 ص

    ان موضوع الاعتداء الجنسي هذا يستفزني كلما قراته او سمعت عنه. خصوصا انني ام لطفلة عمرها 6 سنوات . اقسم انني قد اصل الى القتل اذا ارتكبت جريمة من هذا النوع في حق صغيرتي. بل اكر من ذلك ، كنت افكر ان اعمل محامية ، وتراجعت عن قراري هذا في لحظة : وانا اشاهد في الاخبار جريمة كهذه واستمعت الى دفاع المعتدي. شيئ مقزز.

    http://les-safiots.over-blog.org/

    ردحذف