شربل بعيني
منذ أكثر من عشرين سنة عرضت في سيدني مسرحية بعنوان (انتخابات.. وفلافل)، وقبل العرض باسبوع، قررت أن أكتب عنها بغية الترويج لها، وتشجيع أحد المخرجين الأصدقاء، فاتصلت به مستفسراً عن فحوى المسرحية وأهدافها، فأجابني بهدوء وتأنٍ على جميع أسئلتي، لدرجة أصبحت معها أعرف عن المسرحية وابطالها أكثر مما يعرف هو شخصياً، ولكنني ما أن سألته: ما دخل الفلافل بالانتخابات؟ حتى ضحك ملء شدقيه وقال: عندما تشاهد المسرحية تعرف السبب.
وفي اليوم المحدد للعرض أسرعت إلى القاعة، وفضولي يسبقني، لمعرفة سبب تدخّل الفلافل بالإنتخابات، فإذا بي أجد المشاهدين يلتهمون سندويشات الفلافل بشهية يحسدون عليها، فسألتهم:
ـ من أين اشتريتم هذه السندويشات؟
فأجابوا بصوت واحد:
ـ من دكان موجود في آخر القاعة..
عندئذ أدركت أن صديقي كان أذكى مني ومن جمهوره، إذ ربح من بيع الفلافل أكثر مما ربح من بيع بطاقات المسرحية، ليسترد ولو بعضاً من تكاليف عرضها الباهظة.
تذكرت هذه القصة، وأنا أقرأ خبراً طريفاً عن أحد الأطباء المرشحين للإنتخابات في اليمن، فلقد قرر حضرة جنابه أن يوزّع على الرجال فقط حبوب الفياغرا من أجل التصويت له.
قلت: على الرجال فقط، لأنني متأكد، مئة بالمئة، من أنه لن يتاجسر ويعرض حبوبه على النساء، خوفاً من ردة فعلهن، وفعل ذكورهن التي قد تقضي على مستقبله السياسي، وعلى أمواله التي اشترى بها حبوب الفياغرا المنشطة للمقترعين.
تساءلت ملياً، لماذا لم يوزع طبيبنا هذا أدوية ارتفاع ضغط الدم والسكري والصداع بدلاً من الفياغرا، فيخفف بذلك من أوجاع مواطنيه. واعتقد انه قد سئم من وصف الأدوية على اختلاف أنواعها، حتى أصبحت بنظره موضة قديمة، أكل الدهر عليها وشرب، كما أنها لا تكثر نسل محبذيه كالفياغرا.
لقد أدرك هذا المرشح الذكي جداً جداً، أن معظم الرجال العرب يفكّرون بالجنس أولاً، وبتعدد الزوجات ثانياً، وبإكثار النسل ثالثاً، ولو كان بمقدوره أن يوزع الزوجات على الرجال لفعل، شرط أن ينجح، ولكن ليس باليد حيلة، فاكتفى بالحبوب السحرية، ومن مثل الطبيب يعرف أن أول وصفة طبية يسأل عنها الرجل العربي هي حبوب الفياغرا.
قديماً، وزع أحد المرشحين اللبنانيين على مفاتيحه الانتخابية مسدسات كاتمة للصوت، وعندما انتشر الخبر بين الناس، خافوا كثيراً، وصوتوا له، دون أدنى تفكير، ليفوز بنسبة كبيرة غير متوقعة.
كما أن أحدهم أرسل أزلامه إلى القرى الآمنة، ليعيثوا فيها فساداً إذا لم ينتخب أبناؤها وحيد الزمان، فخاف منه السكان، وبصموا له بالخمسة ليرفع اسم لبنان.
وهنا، في أستراليا، وزع أحد المرشحين الورود على الناس، عله يكسب ودهم، وبالتالي أصواتهم، فأخذوا الورود شاكرين، ليصوتوا لمرشح آخر يملك برنامجاُ انتخابياً رائداً، قد يفيد البلاد والعباد معاً.
أتمنى أن ينجح هذا المرشح الفياغري بنسبة عالية جداً، ليغيّر نمط الإنتخابات العربية للأبد، وليجعلها أكثر متعة، فبدلاً من أن يرهب المرشحون الناس بمسدساتهم، تشرئب في بطون ناخبيهم الفياغرا، وبدلاً من أن يرسلوا أزلامهم ليعيثوا في الأرض فساداً، يستقبلهم المقترعون بالزغاريد والأهازيج وقصائد المديح حباً بالفياغرا.
هذا إذا لم تتوقف المواكب الانتخابية التي تعرقل السير، وتصم الآذان بزمامير سياراتها، وهتاف أنصار هذا المرشح أو ذاك، لأن الناس، في حال وزعت الفياغرا عليهم، سيأوون إلى الفراش، ليتنعموا بما وهبهم مرشحهم للإنتخابات من لذة، قد لا يحلمون بها.
أما البرامج الإنتخابية، التي على أساسها يتم الفوز في البلاد الراقية، فلسنا بحاجة لها في الوقت الحاضر، لأننا بأمس الحاجة الى مئة مليون طفل عربي جديد، تطعمهم وكالات الإغاثة، وتبرعات الدول المانحة، ما هم، طالما أننا لم نصبح بعد الأكثر تعداداً في العالم.
بربكم أخبروني: هل مخترعو الفياغرا من أصول عربية أم لا؟.. أنا متأكد أنهم عرب وإلا لما فكروا بها.
كل انتخابات وأنتم رجال.. يا رجال.
منذ أكثر من عشرين سنة عرضت في سيدني مسرحية بعنوان (انتخابات.. وفلافل)، وقبل العرض باسبوع، قررت أن أكتب عنها بغية الترويج لها، وتشجيع أحد المخرجين الأصدقاء، فاتصلت به مستفسراً عن فحوى المسرحية وأهدافها، فأجابني بهدوء وتأنٍ على جميع أسئلتي، لدرجة أصبحت معها أعرف عن المسرحية وابطالها أكثر مما يعرف هو شخصياً، ولكنني ما أن سألته: ما دخل الفلافل بالانتخابات؟ حتى ضحك ملء شدقيه وقال: عندما تشاهد المسرحية تعرف السبب.
وفي اليوم المحدد للعرض أسرعت إلى القاعة، وفضولي يسبقني، لمعرفة سبب تدخّل الفلافل بالإنتخابات، فإذا بي أجد المشاهدين يلتهمون سندويشات الفلافل بشهية يحسدون عليها، فسألتهم:
ـ من أين اشتريتم هذه السندويشات؟
فأجابوا بصوت واحد:
ـ من دكان موجود في آخر القاعة..
عندئذ أدركت أن صديقي كان أذكى مني ومن جمهوره، إذ ربح من بيع الفلافل أكثر مما ربح من بيع بطاقات المسرحية، ليسترد ولو بعضاً من تكاليف عرضها الباهظة.
تذكرت هذه القصة، وأنا أقرأ خبراً طريفاً عن أحد الأطباء المرشحين للإنتخابات في اليمن، فلقد قرر حضرة جنابه أن يوزّع على الرجال فقط حبوب الفياغرا من أجل التصويت له.
قلت: على الرجال فقط، لأنني متأكد، مئة بالمئة، من أنه لن يتاجسر ويعرض حبوبه على النساء، خوفاً من ردة فعلهن، وفعل ذكورهن التي قد تقضي على مستقبله السياسي، وعلى أمواله التي اشترى بها حبوب الفياغرا المنشطة للمقترعين.
تساءلت ملياً، لماذا لم يوزع طبيبنا هذا أدوية ارتفاع ضغط الدم والسكري والصداع بدلاً من الفياغرا، فيخفف بذلك من أوجاع مواطنيه. واعتقد انه قد سئم من وصف الأدوية على اختلاف أنواعها، حتى أصبحت بنظره موضة قديمة، أكل الدهر عليها وشرب، كما أنها لا تكثر نسل محبذيه كالفياغرا.
لقد أدرك هذا المرشح الذكي جداً جداً، أن معظم الرجال العرب يفكّرون بالجنس أولاً، وبتعدد الزوجات ثانياً، وبإكثار النسل ثالثاً، ولو كان بمقدوره أن يوزع الزوجات على الرجال لفعل، شرط أن ينجح، ولكن ليس باليد حيلة، فاكتفى بالحبوب السحرية، ومن مثل الطبيب يعرف أن أول وصفة طبية يسأل عنها الرجل العربي هي حبوب الفياغرا.
قديماً، وزع أحد المرشحين اللبنانيين على مفاتيحه الانتخابية مسدسات كاتمة للصوت، وعندما انتشر الخبر بين الناس، خافوا كثيراً، وصوتوا له، دون أدنى تفكير، ليفوز بنسبة كبيرة غير متوقعة.
كما أن أحدهم أرسل أزلامه إلى القرى الآمنة، ليعيثوا فيها فساداً إذا لم ينتخب أبناؤها وحيد الزمان، فخاف منه السكان، وبصموا له بالخمسة ليرفع اسم لبنان.
وهنا، في أستراليا، وزع أحد المرشحين الورود على الناس، عله يكسب ودهم، وبالتالي أصواتهم، فأخذوا الورود شاكرين، ليصوتوا لمرشح آخر يملك برنامجاُ انتخابياً رائداً، قد يفيد البلاد والعباد معاً.
أتمنى أن ينجح هذا المرشح الفياغري بنسبة عالية جداً، ليغيّر نمط الإنتخابات العربية للأبد، وليجعلها أكثر متعة، فبدلاً من أن يرهب المرشحون الناس بمسدساتهم، تشرئب في بطون ناخبيهم الفياغرا، وبدلاً من أن يرسلوا أزلامهم ليعيثوا في الأرض فساداً، يستقبلهم المقترعون بالزغاريد والأهازيج وقصائد المديح حباً بالفياغرا.
هذا إذا لم تتوقف المواكب الانتخابية التي تعرقل السير، وتصم الآذان بزمامير سياراتها، وهتاف أنصار هذا المرشح أو ذاك، لأن الناس، في حال وزعت الفياغرا عليهم، سيأوون إلى الفراش، ليتنعموا بما وهبهم مرشحهم للإنتخابات من لذة، قد لا يحلمون بها.
أما البرامج الإنتخابية، التي على أساسها يتم الفوز في البلاد الراقية، فلسنا بحاجة لها في الوقت الحاضر، لأننا بأمس الحاجة الى مئة مليون طفل عربي جديد، تطعمهم وكالات الإغاثة، وتبرعات الدول المانحة، ما هم، طالما أننا لم نصبح بعد الأكثر تعداداً في العالم.
بربكم أخبروني: هل مخترعو الفياغرا من أصول عربية أم لا؟.. أنا متأكد أنهم عرب وإلا لما فكروا بها.
كل انتخابات وأنتم رجال.. يا رجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق