تعدد الزوجات.. لا دين له



شربل بعيني
بينما تناضل المرأة العربية بشكل عام، والمسلمة بشكل خاص، من أجل نيل حقوقها الزوجية، والإجتماعية، والإنسانية، ومن بينها عدم السماح للزوج بجلب أربع نساء إلى عش الزوجية، بغية الإكثار من الجنس والنسل في آن واحد، نجد أن أناساً في المجتمع الأميركي، أكثر المجتمعات تقدماً، ما زالوا يمارسون هذه الآفة العائلية القاتلة، التي تدمّر إحساس المرأة، وتجعلها فريسة لوحش، لا شريكة لزوج.
وإذا كانت المجتمعات المتخلفة ما زالت ترتب زواج القاصرات من كبار السن، بغية ستر العرض وحفظ الشرف وكسب المال، نجد أن بعض رجال الدين المسيحيين الأميركيين يرتبون مثل هذه الزيجات، لا بل يمارسونها بأنفسهم، ولو عن طريق الإغتصاب.
فلقد ألقت السلطات الأميركية على المدعو (وارن جيفس)، زعيم طائفة مسيحية انشقت عن المورمون بعد أن رفضوا مبدأ تعدد الزوجات في ولايات كولورادو التي تسمح بذلك. ووجهت له تهمة ممارسة الجنس مع قاصرات، لا بل اغتصابهن، وترتيب زيجاتهن من عجائز يكبرونهن بعشرات السنين.
وكمعظم رجال الدين، الذين باعوا الله بحفنة من الدولارات، وجد رجال الشرطة بحوزة هذا الزعيم الديني المعتقل مبلغ 54 ألف دولار، و15 هاتفاً نقالاً، كي لا يفوته اتصال من طريدة جديدة، ومظاريف بداخلها تبرعات مالية من بعض (المؤمنين) المغشوشين بتعاليمه، و3 شعور مستعارة، كي لا يضبطه أحد بالجرم المشهود، وكأن الله لا يراه، وعدة نظارات كي يخفي نظراته الجهنمية الجائعة للجنس والمال، و4 كمبيوترات شخصية، يحشوها بتعاليمه الضالة، وجهاز استشعار للخطر، كي لا يقع بالمصيدة كما أوقع الكثيرات، ويحرم من طيّبات هذه الدنيا، وبطاقات هدايا بعشرة آلاف دولار. كما أنه يتنقل بسيارة لا تحمل لوحة أرقام.
من هنا نقدر أن نستنتج أن العديد من رجال الدين، بغض النظر عن طوائفهم، يستغلون القلوب البريئة، والعقول الساذجة، من أجل زرع الفساد والضلال والكفر في المجتمعات الآمنة، باسم الإيمان ونصرة الدين، كي لا أقول الله، لأن الله أبعد ما يكون عن شعوذاتهم الدينية الملحدة.
وكم من رجال دين منافقين، يعدون أتباعهم بالجنة، تارة يبيعونهم صكوك غفران، وتارة يسلمونهم مفاتيحها، وطوراً يزوجونهم لحورياتها، وكأن الجنة خيمة يأوون بها من يشاؤون، وساعة يشاؤون، دون الرجوع إلى الله، شرط أن تبقى أوامرهم نافذة، وغاياتهم محققة.
والمضحك المبكي، أن ما من رجل دين ألقي القبض عليه إلا ووجدوا في جيبه الآلاف، وفي حسابه ملايين الدولارات، التي سرقها من أفواه الأيتام والأرامل والعجائز والمرضى، أولئك المساكين المؤمنين بتعاليمه الدينية، التي لا تعرف من الدين سوى القتل، والسرقة، والجنس، والتعصب المقيت الأعمى، والكره القاتل لكل من يحاججه، أو يعرقل مسيرة جشعه الفاحش.
متى نلقي القبض على العديد من رجال ديننا، الذين يخيفوننا، يكفروننا، ويمارسون الدعارة الدينية دون أدنى عيب، ليقتص منهم القانون المدني، قبل أن يقتص منهم القانون الإلهي، وليصبحوا عبرة لمن يعتبر، علنا ننعم بحياة اجتماعية وعائلية هادئة لا تعكرها فتوى جاهل، ولا يقلقها وعظ أحمق.

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف8:00 ص

    تعليقي هنا هو نفسه الذي وضع في
    دروب. جمال (لياج-بلجيكا) ج م

    *******
    فان خفتم ألاتعدلوا فواحدة.. لا أعتقد ان هناك من يعدل بينهن.
    فان قال قائل أن هناك عدالة بينهن ،أقول له فهل الزوج يقوم بضبط وقته؟ وكم يقضي مع كل واحدة منهن؟ كم من ساعة
    ودقيقة وثانية؟ الى غير ذالك.
    هناك منهم فعلا من يستغل ذلك الا لغرض في نفسه؟؟؟؟
    والآفة الكبرى حين يتزوج العجوز من هي في سن ابنته
    أو حفيدته .
    لكن يبقى هناك سؤالا مطروحا ،هل هناك حلا لمسألة النساء
    التي نقول عنهن عوانس وعددهن يتزايد في عالمنا ربما بمآت الآلاف سنويا؟؟
    أترككم مع مثال واحد فقط على هذا الرابط
    http://www.alarabiya.net/Articlep.aspx?S=18797
    مع تحياتي واحتراماتي.

    ردحذف