ردي على علاء الدين الحلبي

هذا الرد ينشر لأول مرة، للتاريخ فقط
مسيلمة العصر الحديث
عندما قرأت أنني سأكون الثاني على قائمة ردوده العملاقة، كطائرات الجامبو ـ جيت الحديثة، حتى بدأت أدخل الحمّام وأخرج منه ألف مرة بالدقيقة، فاستدعت زوجتي أحد الأطباء الأصدقاء، وبعد الفحص الدقيق، أخبرها بأنني أعاني من نوبة خوف شديدة، وأن حالتي تدعو للشفقة، فلا قلبي ينبض، ولا حواسي تتحرك أو تشعر، وأن عليّ أن أبتعد عن كل ما يمت إلى الدين بنسب، ولو كان كاذباً، كوني أهذي كالمجنون. ومنعني أيضاً من التهام الفستق، وخاصة الحلبي منه، إلى أن أتخلص من مرض الإسهال الذي أصابني من جراء الخوف. كما نصحني بعدم ترديد المثل القائل: من طلب العلى سهر الليالي، إذ أن العلاء، في هذه الأيام التعيسة، أصبح من الخرافات، وأن عليّ أن أخلد للراحة وأمتنع عن الكتابة

وكيف أمتنع عن الكتابة؟! ومسيلمة العصر الحديث، يدق على بابي، يسدي إلي النصح، ويتعب قلمه ويفرغ عقله من أجل الرد علي، أفلا يحق لي أن أرحب بوحيد قرنه، وسابق زمانه، وعظيم أمته؟ أفلا يحق لي أن أفتح له الباب وأصرخ بأذنيه المأرنبتين لالتقاط الإشارات الإلحادية والجنسية، بغية الرد عليها بأدب، ما بعده، ولا قبله، ولا فوقه، ولا تحته أدب. إنه الأدب المتدين، المتمسكن والمتمكن من كل شيء.. ما عدا الحقيقة

لست أدري لماذا تذكرت تلك القصة التي أخبرنا إياها الشاعر اليمني محمد الشرفي، عندما زارنا في أستراليا، فلقد قال في بداية الأمسية الشعرية التي أقمتها له في منزلي: أن داعية دين كان يأتي إلى قريته من أجل تأديب الأطفال الصغار، وتعليمهم الحشمة ومكارم الأخلاق، وكان عند الإنتهاء من دروس التقى والزهد، يمر على حظيرة ربط بها صاحبها دابته (جحشته ـ حمارته)، فكان يمارس معها الجنس، ويكمل طريقه إلى قرية ثانية من أجل نشر الإيمان والتقوى والفضيلة والبعد عن المنكر. وصدقوني أنني ما زلت أحتفظ بتسجيل صوتي عن تلك الأمسية، كما أن صاحب القصة ما زال حياً يرزق

ولست أدري لماذا تذكرت قول السيّد المسيح: اسمعوا كلامهم ولا تفعلوا أفعالهم، لأن معظم رجال الدين أو المتمسحين به، مسلمين ومسيحيين، يفعلون، دائماً وأبداً، عكس ما يتقولون ويكرزون، وإلا لما طردت الدول المشايخ، وامتلأت بطون السجون بقلنسوات الأساقفة والكهنة الذين ارتكبوا الفحشاء مع أطفال صغار

كيف لا أخاف، ومسيلمة العصر الجديد بدأ يتنبأ، وينوب عن الله بالكلام، ويعرف من أنطق ومن لم ينطق، فهللي أيتها الأمة العربية هللي، ها هو يتلقى الوحي من جبريل، ويعلن للناس أن الله أنطقني، بدون معرفة أو إدراك مني: أن الحرية حشمة وفضيلة وأخلاق وتربية واحترام وعبادة، لماذا؟ كي يأتي مشاكس (مثله) ويقول (للذكور) وليس (للأناث)، لأنه لا يكلم أنثى، ولا يتطلع إليها أو يصافحها، كأنها مصابة بالجرب: أن ما أنطقني الله به هو (معنى الحرية الحقيقية، ومن فمكم أدينكم). الآن.. أصبت بهزة حائط، وبقشعريرة خوف قوية، لأن (مسيلمة) سيدينني قبل أن يدينني الله، وما من كاتب أدين على أيدي المتدينين، منذ القرون الوسطى إلى القرون الحاضرة، إلا وكان مصيره الموت. فلا لقب (مفتينا الجليل) الذي أغدقه علي سيقذني، ولا (القول الحسن). لقد أدانني (ديّان العصر)، وانتهى أمري. ومن شدة خوفي رحت أضحك وأضحك من هذا المشهد الفكاهي المرعب

كيف لا أخاف، ومتلقي الوحي لا يميّز بين وقوفي الصارم ضد إظهار الأعضاء التناسلية، وبين دعوتي لحجبها (بالبكيني) المدرجة تحت اسم ثياب البحر، والتي ترتديها الراقصات العربيات في الجاهلية والإسلام والعصر الحديث، وندعوهن لزفّة أعراسنا، وندفع لهن المال الحلال، دون أن ينعتهن جاهل بنعوت يخجل القلم من تردادها

عندما نشرت ديواني البكر (مراهقة) عام 1968، قامت قيامة رجال الدين علي، واتهمني البعض منهم بالزندقة، وطالبوا بمنع الكتاب، حتى أن صاحب مجلة (الساخر)، وكان مستشاراً للرئيس الياس سركيس، دعاني لإلقاء قصائدي في مسرح فاروق (الفاجر)، ومع ذلك لم أخف

وعندما نشرت ديواني الثاني (قصائد مبعثرة عن لبنان والثورة) عام 1970، هددت، وضربت، وسالت دمائي، واختبأت، وسافرت أو بالأحرى سُفّرت، ومع ذلك لم أخف

وعندما أصدرت (مناجاة علي)، هددت أكثر من مرة، واتهمت بديني، وأرجعت إلي نسخات كثيرة، لأن أصحابها يعتبرونني خارج الإيمان المسيحي، ومع ذلك لم أخف

وعندما أصدرت ديواني (قرف)، قامت القيامة علي، وحاولوا طردي من عملي، لأن من يكتب شعراً كهذا غير جدير برسالة التعليم، ومع ذلك لم أخف

وعندما تزوجت (ليلاي) المسلمة بحق، والمؤمنة بحق، والطاهرة بحق، عام 1994، لما يبقَ صاحب ذقن طويلة إلا واعتبرني كافراً، ومع ذلك لم أخف

لقد كُتب عن أدبي أكثر من ألف مقال، وأكثر من دزينة كتب، وهاجمني البعض بقسوة ما بعدها قسوة، ومع ذلك لم أخف

أما الآن فأنا خائف، لأن من يهاجمني يتكلم باسم الله، ويعرف أسرار الله، ومتى يوحي الله، ولمن يوحي الله، فوالله، وتالله، وبالله إننا نعيش بعصر النبوة الكاذبة.. وعصر الفتاوى الضاحكة، بالإذن من (البقرة الضاحكة)، وعصر سحق المرأة تحت أقدام الرجل، لأنها أجمل وأذكى مخلوقات الله

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف3:25 م

    http://www.eg-girl.com
    دردشة شات بنت مصر , دردشة مصرية , شات بنات مصر , شات مصرى , شات بنات , بنت مصر , بنات مصر

    ردحذف