لوسيا

   لوسيا الكحيل عيسى، إسم لن أنساه ما حييت، وكيف أنسى الأم الطاهرة التي حضنتني منذ صغري، كما حضنت ابنها المرحوم ميشال، فلقد كنا صديقين حميمين لا نفترق الا ساعات النوم، لا بل كنّا ننام في أكثر الاوقات معاً، كي لا نفترق أبداً، لولا غربتي، ورحيله الى دنيا الخلود وهو في عز شبابه.
   وقد لا أغالي اذا قلت أن بيت الياس عيسى زوجها المرحوم، كان بيتنا جميعاً، وكنّا نقصده كل ليلة لحضور البرامج التلفزيونية، يوم لم يكن في مجدليا إلا أربع تلفزيونات لا غير. والويل لنا إذا لم نأتِ الى السهرة، فكانت لوسيا، رحمها الله، تقيم الدنيا، ولا تقعدها، إلا بعد أن نجد لها عذراً يقنعها.
   وأذكر يوم زرتها في لبنان بعد ثلاثين سنة من الهجرة، كيف استقبلتني بالاحضان وهي تصرخ: 
ـ لقد رأيتك مرة ثانية قبل الرحيل الأبدي. إني أرى في وجهك يا شربل وجه ابني المرحوم ميشال.. فلقد كنتما أخوين عزيزين، لا الغربة فرقتكما ولا الموت.
   السبت القادم، 10/12/2016، سيجتمع أبناء بلدة مجدليا للصلاة عن روحها الطاهرة عند الساعة السابعة مساء في كنيسة مار شربل بانشبول، يتقدمهم أخوها يوسف الكحيل وعائلته والاهل والاقرباء من سيدني وملبورن.
   غداً السبت، سأرسل لها قبلة عبر البحار، وهمسة صغيرة أقول فيها: أحبك يا أم ميشال.. سلمي على من غاب منا، وخاصة ابنك ميشال، وأخي مرسال.. الى أن نلتفي.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق