إلى الملكة ماري (مريم) مهاجر

بينما كنت أتابع نشرات الأخبار الأسترالية، وجدت أن خبر فوزك يتنقل كالنار من نشرة الى نشرة، ومن برنامج الى برنامج، ورغم التكهنات التي كنت أسمعها، كانت عيناي معلقتان بك، بجمالك الأخّاذ، وبتواضعك الملفت للنظر، خاصة وأنت تقبلين يد والدك وتضعينها على رأسك، وأنت في قمة نشوتك وانتصارك، حيث تضيع الأعراف، ويبدأ الغرور.
قبلتك على يد والدك أثبتت أنك أكبر من التاج، لأنك وضعتها كتاج على رأسك، وكأنك تقولين للعالم أجمع: محبة أهلي هي أثمن ما أملك.
قبلتك يا ماري ذكرتني بما فعلته ملكة جمال تايلاند كانيثا فاسينج، الشابة البالغة من العمر 17 عاماً، فلقد ارتمت بتاجها المرصع بألماسات فيروزية ثمينة عند قدمي والدتها عاملة النظافة، وجامعة القمامة (الزبالة)، أمام الكاميرات، اعترافًا منها بعرفانها عليها وكم عانت لتوفر لها ولإخوتها لقمة العيش.
هكذا تتصرف الملكات الحقيقيات بعد تتويجهن، وقد تصرفت أنت كملكة جمال وأخلاق وانسانية، ولهذا كانوا يعيدون نشر فيديو قبلتك الشهيرة على يد والدك، لا حبّا ولا كرها بك، بل من أجل ارسال رسالة الى كل الابناء والبنات، مفادها: كونوا مثل ماري مهاجر وكانيثا فاسينج، متواضعين، محبّين، واثقين من أنفسكم، وأوفياء لأهلكم.
أسمع أن والدك غني والحمد لله عكس أم ملكة تايلاند، ولكن هناك شيء مشترك يجمع بينهما، ألا وهو السهر على تربية عائلتيهما، وزرع روح المحبة والاخلاص في كل نبضة من قلوب أبنائهما وبناتهما.
لو كنت من لجنة الحكم، لأعطيتك عشرة على عشرة على الجمال، ومليون على عشرة على الأخلاق. ألف مبروك.
شربل بعيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق