كلمات تكريم تجمع الوطنيين الاستراليين العرب للشاعر شربل بعيني

في التفاتة رائعة، غير مسبوقة، كرّم تجمّع الوطنيين الأستراليين العرب الشاعر شربل بعيني في شهر رمضان المبارك، بحضور رجال دين مسلمين ومسيحيين، وفعاليات ثقافية واعلامية وتجارية واجتماعية، وقد القى رئيس التجمع الاستاذ موسى مرعي كلمة معبّرة جاء فيها:
أيُّها الأحبّاءُ الكرام
بيننا الآن صديقٌ عزيزٌ على قلوبِنا جميعاً. قالوا عنه الكثيرَ، كسيفِ الأدبِ المهجري، ورائدِ الشعر الاغترابي، أما أنا فقلتُ عنه إنهُ عميد الأدباء والشعراء في غربتنا هذه، لأن لا أحدَ أعطى مثلَهُ، وما عليكم إلاّ أن تراجعوا رحلتَه معَ القلم.
كتيرٌ من الاصدقاء وافقوني على هذا اللقب، ومنهم الشاعر العراقي الكبير يحيى السماوي، كيف لا، وقد تزوجَ الكلمةَ الحرةَ، التي أبوها الادبُ وامُّها الفلسفةُ، واستطاعَ ان يحتلَّ مركزاَ كبيراً، لا بل أصبحَ من اوائل الذين ساهموا في ارساء اساسات الادب المهجري. فانحنتْ له الرومانسية واعتنقتْه المحبة وغسّلتْ قلبَه الدموعُ الحزينة. 
يجلسُ معنا الليلة، يشاركُنا مائدةَ الرحمن، انه ابنُ بلدةِ مجدليا قضاء زغرتا شمال لبنان، ذلك الشاب اليافع الذي هاجر الى استراليا عام 1971. بسبب تعرّضِه لاعتداءٍ من جواسيسِ المكتب الثاني، أي المخابرات اللبنانية، لأنه أبى إلا أن يقول كلمته ويمشي. 
انجبَ العديدَ من الكتبِ، وزيّن الامسيات الشعرية في الوطن والمهجر بقصائده الهادفةِ، التي تناجي الوطنَ والأمةَ.
ولم يكتفِ بالأدب، بل ألّف وأخرج أكثر من 14 مسرحية مثلها آلافُ الأطفال في معهد سيدة لبنان ـ هاريس بارك، فاستحق عن جدارة لقب رائدِ المسرح الطفولي العربي في أستراليا.
تُرجمت مؤلفاتُه الى عدة لغات نذكر منها: الانكليزية، والفرنسية، والاسبانية، والاوردية، والسريانية، والفارسية.
 مارس مهنة التعليم في معهد سيدة لبنان ـ هاريس بارك منذ عام 1980 ، وتبنت وزارةُ التربية في ولاية نيو ساوث ويلز مؤلفاته المدرسية، وعملت على طباعتها  بغية تدريسها في معظم مدارس الولاية.
لهذا قرّر تجمّع الوطنيين الاستراليين والعرب تكريم هذا الاديبَ والشاعرَ، وقد اخترنا هذه الليلة بالذات لان من ثلاثة ايام مضت احيا المسلمون ذكرى استشهاد امير المؤمنين الامام علي الذي قتله غدرا زنديقٌ من الدواعش. وكيف لا نختار هذا اليوم وقد ناجى شاعرُنا أميرَ المؤمنين بمزامير شعرية جمعها في كتابٍ أسماهُ "مناجاة علي"، تُرجم الى عدة لغات عالمية، بعد أنِ استطاعَ انْ يحوّلَ الدعاءَ الى قصيدة، بطريقة علمية جديدة وحديثة من ناحية ادخال "المزامير" الى الأدب الاسلامي.
إنه أخي وصديقي الاستاذ شربل بعيني . اطلب منه ان يتكرمَ ويقبلَ منا هذا الدرعَ التقديريَّ المتواضعَ. 
وبعد استلامه الدرع المحفور عليه "الى عميد الأدب المهجري" قال الشاعر بعيني:
مساءَ الخير
أراد تجمّع الوطنيين الاستراليين والعرب أن يفاجئني بهذا التكريم، ولم يعلمْ رئيسُه الصديق الكبير موسى مرعي أن بعضَ الذين دعاهم الليلة قد أخبروني بذلك، فحضّرت قصيدةً قصيرةً، كي لا أقف أمامَكم والمفاجأة تعقدُ لساني.
لقد كُرّمت أكثرَ من عشرين مرة، ولكنها المرةُ الأولى التي أُكرّم بها، أنا الشاعرُ المسيحي، في شهر رمضان المبارك، من قبلِ إخوةٍ مسلمينَ محبّين شرفاء. وصدّقوني أن هذا التكريم سيبقى الأجمل في حياتي، كيف لا، وأنتم تشهدون عليه، بعد أن قدّمتم صيامَكم وإفطارَكم لله تعالى.
يقولون إن شهرَ رمضان شهرُ التسامح والمحبّة، فاسمحوا لي أن أوزّعَ أيامَ هذا الشهرِ الفضيل على باقي أيامِ السنة ليعُمّ التسامحُ بين الناسِ، وتغمرَ المحبّةُ أبناءَ شعبِنا في كل مكان، وخاصة في بلداننا الحبيبة، علّنا نعودُ الى تلك الديار بعد غربة طويلة.
ـ1ـ
انشالله بشهر الصوم والغفران    
شمس المحبّه بتغمر الأكوان
يا رمضان.. بيلبق التبخير     
بإيامك الـ بتوزّع الايمان
ـ2ـ
واليوم، يوم الحب والتقدير      
موسى عطاني من الوفا نيشان
إبن مرعي.. كبير ابن كبير      
ابن الجنوب الصامد المنصان
ـ3ـ
متلي ومتلو لفّنا التهجير      
رحنا.. وتركنا القلب بالأوطان
وبعدو ببلدنا.. الغش والتزوير    
مركّع وطن.. ومفرّق الجيران
ـ4ـ
شياطين.. عم تحرق قلوب كتير     
وع طفالنا عم تهدم البنيان
باسم الإله بتعلن التكفير      
وكل الكفر تكْذُب على الرحمان
ـ5ـ
مسلم أنا.. من يوم كنت زغير        
إسلمت بإلإنجيل يا إخوان
أسلم بقلبك.. حارب التعتير       
أسلم بآيه نزلت بقرآن
ـ6ـ
أسلم لربّك.. صوب عرشو طير     
ولا تخاف يزعل منّك فليتان
ولا تقول بعد الموت شو بيصير    
تا تزور جنّه ساكنا الرضوان
لازم، بإسمو، ترحم الانسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق