كتاب جديد للشاعر السوري مفيد نبزو بعنوان: شربل بعيني شاعر أمتي/ أكرم المغوّش

ما زال الشاعر والإعلامي والأديب الممّيز الأخ الاستاذ الصديق الصدوق شربل بعيني  (ابن العم) يرفدنا بمؤلفات نفيسة من مخزونه الثرّي لأدباء وشعراء كتبوا عن نشاطه الأدبي الغزير.
واليوم جاء دور الاديب والشاعر العربي السوري الصديق الغالي الاستاذ مفيد نبزّو، ابن مدينة محرّده الغالية، بلدة البطريرك المرحوم هزيم والبطلة الرياضية السورية العالميه غاده شعاع، والشعراء والأدباء والأحرار نذكر منهم الاستاذ محفوض جروّج.
و(شربل بعيني شاعر أمتي) الكتاب المؤلف الجديد الذي أتحفنا به شاعرنا الغالي مفيد نبزو، يتألف من 124 صفحة من القطع الوسط، وقد جاء غاية في الروعة من ناحية التبويب والرسوم الجميلة التي زينت صفحاته بريشة الفنان جورج الحداد.
ويبدو ان الاستاذ شربل كزوبعة سريعة الدوران لن يتوقف إلى ما شاء الله على غزارته في إصدار المؤلفات لشعراء وأدباء عرب في استراليا والوطن العربي ودول الانتشار، وهذا ما يخوّله ان يكون الموسوعة التي تخلد الأدباء والشعراء الذين تخلت عنهم أنظمة وعصابات كراسي الذل.
تحية الى الاستاذ شربل بعيني، الشاعر والأديب والمؤرخ والمؤلف والكاتب والمخرج المسرحي، ومؤسس ورئيس تحرير مؤسسة الغربة الاعلامية (تلفزيون - مجلة - اذاعة).
وتحية الى الاستاذ الشاعر الكبير مفيد نبزّو، الصديق العزيز الذي غمرنا بمحبته هو والصديق الشاعر الغالي الاستاذ محفوض جروّج واعتذر على تقصيري. مع محبتي وشكري وتقديري الكبير لهما.. 
عاشت المحبة 
الله محبة.
وها أنا أترككم مع مقدمة الكتاب التي كتبها شاعرنا شربل بعيني تقديراً منه لابن بلدي الحبيب الشاعر مفيد نبزو:
لم أكن أدري أن اتصالي الأدبي بالراحل الكبير نعمان حرب، سيفرش طريقي بالورود، ويقودني للتعرّف على شاعر "محردي" شاب، اسمه مفيد نبزو.
   ومن الرسالة الأولى، أحسست أن "مفيداً" قد استوطن قلبي، ولن يهجره أبداً.
   وها هي السنون تكرّ وتفرّ، ومحبة "المحردي" تنمو وتكبر لدرجة لم يعد يتسع لها صدري.
  وإليكم بعض ما كتب:
   "يسعدني جداً جداً أن أضمّ محبّتك إلى قلبي، ونكون جنباً إلى جنب في ميدان الكلمة، وحديقة الإبداع. فأرجو أن تستمرّ علاقتنا وأخوّتنا، لنكبر فيهما، ونفخر فيهما، ومن خلالهما يتفجّر ينبوع العطاء. فألف شكر للأخ الحبيب نعمان حرب الذي كان له الفضل الكبير في تعريفي لحضرتك: شعراً وروحاً، وإن شاء اللـه نتعارف بالذات بعد أن تعارفنا بالروح والعاطفة. بادرة الأستاذ نعمان لن أنساها إلى الأبد بإذن اللـه".
   فكيف لا تحبّ إنساناً "ضمّ محبتك الى قلبه"، وكيف لا تعشق أدبه، وهو القائل:
   "إنها ملاحم الغربة والتشرد والمآسي، يكتبها شاعر لبناني مهاجر احترق قلبه من مآسي وطنه، فأصبح يبلل ريشته بجرح غربته، وعذاب روحه، ومرآة نفسه المحطّمة، ليرسم الأفاعي تمتص من أغصان الأرز نسغها، بينما الغربان تكسرها وتنعب عليها أناشيد الجحيم، وترقص على بقاياها رقصة الموت.
   إنها الغربة وأسرارها. إنه السؤال المجهول عن مستقبل مجهول. فماذا يكمن وراء هذه الغربة الطويلة؟".
    أما عن شعره، فحدّث ولا حرج، فمفيد يملك زمام اللغتين: الفصحى والعامية، وبهما يتلاعب بالقوافي كما يشاء، ليشنّف الآذان بأجمل الصور الشعرية، وليهدي محبي قلمه أرق القصائد:
مجدليّا..
مطرح ما شمس معانقَه فيّا
مطرح ما في عْصافير عَ الميَّه
مطرح ما في همسات وغناني
مطرح ما في نسمات سكرانه
وشلال حب ونبع حنيَّه
   وأعتقد أنه صوّر قريتي مجدليا، دون أن يزورها، أفضل مما صوّرتها أنا.. وهذا دليل واضح على سعة خياله الذي ينقله الى حيث يشاء وهو جالس خلف مكتبه:
أشربلُ.. يا نديَّ الشعر رتِّلْ
على سحر الهوى بصلاةِ شاعرْ
فإن الشعر يخفقُ في ضلوعي
وينشده الفؤادُ من الحناجرْ
فهاتِ الشعرَ فخراً واعتزازاً
وفاخِرْ بالهوى والشِّعر فاخِرْ
أما هاجرتَ من بلد الأماني
ورحتَ تجوب في الدنيا مغامرْ؟
   بلى، والله، يا اخي مفيد، فما زلت أجوب الدنيا مغامراً، وكلما اقتربت من العودة، ازدادت الأزمات السياسية القاتلة في الوطن، فأنزوي بغربتي أكثر فأكثر.
   فمن هو هذا الشاعر السوري المحب المبدع؟
   ولد مفيد نبزو في مدينة "محردة" السورية عام 1963م، فمال، منذ طفولته، للمطالعة والمعرفة والكتابة.
   وما أن انهى علومه في مدارس "محردة"، حتى انتسب إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب، ليتخرج منها مجازاً بشهادة جامعية خوّلته بأن يصبح مدرساً لمادة اللغة العربية في ثانويات ريف دمشق.
   ولم يكتفِ بالتعليم، بل راح ينشر مقالاته وقصائده الرائعة في العديد من صحف ومجلات الوطن والمهجر، وفي مواقع الكترونية ومنتديات، وفيسبوك وتويتر، فذاع صيته في الأوساط الأدبية وأجريت معه اللقاءات الاذاعية والتلفزيونية، كان منها لقاء بعنوان "جسر المحبة" بين سوريا وتونس، حيث أذيع فيهما مباشرة.
   ولكي تدركوا قيمة مفيد الشعرية أخبركم أن عملاق الفن الدكتور الخالد وديع الصافي قد غنى له،  ومن منا لم يردد ذلك الموال الشهير الذي أهداه له مفيد: يا طائر الروح ع جناح الهوى ودني.
   وليس هذا فحسب بل أن "الوديع" عمّد أبناء مفيد، أي أنه أصبح عرابهم في الميرون المقدس، والعراب عند المسيحيين هو الوالد الثاني المسؤول عن تربية الأطفال في حال رحيل والدهم الحقيقي لا سمح الله.
    طموح مفيد الأدبي لا تحده حدود، لذلك انتقل الى عالم المؤلفات والكتب، فأصدر الدواوين التالية: "كرم الغزل"، "ناي بلا حنين" و"مشوار الحلا". وله قيد الطباعة في القاهرة: القدس.. صبارة الروح. الفائز بجائزة الشاعر عماد قطري دورة فلسطين.
   ومن المجلات والصحف التي أغناها بأدبه الخالد، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الثقافة الدمشقية، والسنونو الحمصية، والضاد الحلبية، والمعرفة الصادرة من وزارة الثقافة السورية، والمجلة العربية والمنهل وحسمى في السعودية، والشراع اللبنانية، وليلى والغربة المهجرية الأسترالية، والاعتدال العربية الأميركية، والفداء الحموية وملحق الثورة الثقافي، وجريدة حمص.
   وبسرعة زمنية فائقة انتقل مفيد نبزو من "محردة" المدينة السورية الهادئة، الى رحاب العالمية، فأصبح عضواً في حركة شعراء العالم في تشيلي، ودارة الشعر المغربي، ومستشار شبكة صدانا "الشارقة" في سوريا، كما وثق اسمه شاعراً في الموسوعة الكبرى للشعراء العرب، وفي الطبعة الثالثة من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، وأقام العديد من الأمسيات الشعرية وشارك في مهرجانات للشعر، وترجمت سيرته إلى الانكليزية، وكانت له وشائج وصلات محبة وصداقة ولقاء مع عدد كبير من الأدباء والشعراء في الوطن والمهجر أمثال: محمد الماغوط، إلفة الإدلبي، نعمان حرب، مدحت عكاش، عبدالله يوركي حلاق، عبد اللطيف اليونس، د. وجيه البارودي، وليد قنباز، نهاد شبوع، يوسف عبد الأحد، زكي قنصل، نبيه سلامة، روكس بن زائد العزيزي، وكاتب هذه المقدمة، وغيرهم الكثير ممن يدمنون الفن والأدب والجمال، ونذروا حياتهم حراساً لشعلته المقدسة.
   وها أنا أهديك يا صديقي الكبير مفيد نبزو، ضمن كتاب: "شربل بعيني شاعر امتي"، ما أهديتني، عبر سنوات غربتي، من مقالات وقصائد، ذللت مصاعب الغربة، وزينتها بالحب، وحوّلتها وطناً.
   فألف شكر يا ابن مدينة "محردة" عروس الكرم والعنقود، مدينة مشرق الشمس، مدينة السحر والعطر والنور، التي آخيتها مع بلدتي "مجدليا" اللبنانية الشمالية، بكلمات ولا أجمل، وتأكّد من أن اسمك سيظل يتردد مع كل نبضة حب ينزفها قلبي المهاجر.
   حماك الله.. حماك الله.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق