شعراء عصبة الزجل اللبناني في أستراليا والعرق المثلث

زار الشاعر عصام ملكي طبيب العيون كعادته كل سنة بغية الاطمئنان على صحة عينيه، فوصف له الطبيب قطرة، وطلب منه أن يقطر في عينيه مرتين في اليوم، فما كان من عصام إلا أن ارتجل هذه الردة:
زياره لحكيم العين لمّا عملت
بالآخ قلت تطلّع بعيني
ووقت اللي قللي حط قطره، قلت
ما بحط إلا شربل بعيني
ولحسن الحظ كان الطبيب من أصل لبناني ويعشق الزجل، وخاصة أشعار عصام ملكي.
القصة لم تنتهِ بعد.. فما أن سمع الشاعر جورج منصور قصة عصام مع الطبيب حتى قال له بصوته الرنان:
خلف الحرف ودّيت يا عيني
تا شوف وينو بالدني وويني
قللي لعندك ما بجي مشوار
إلا بإذن من شربل بعيني
وبدلاً من أن أفرح بالردتين الرائعتين، وأشكرهما عليهما، قلت:
ما بدّي تقولوا أشعار
 وكاسي فاضي يا شعّار
بدّي من دْموع العنقودْ
قنّينه.. متلّتها الجودْ
تا إشكركن ليل نهار
فوصلتني من الشاعر عصام ملكي قنينة عرق مكتوب عليها "عرق من تحت باطي"، فاشرأب الطمع اللعين في داخلي، وحدثتني نفسي أن أحصل على قنينة ثانية، طالما أن عصام كرم على درب، فاتصلت به محتجاً على نوع العرق الذي أرسله لي، وطالبته بقنينة عرق ممتاز وليس من تحت "الباط"، فأجابني وهو يضحك:
يا شربل بعيني إلك مني سلام
نتفة عرق ممتاز ما عندي بقا
قايل أنا من زمان وبعيد الكلام
عا طعمة الودّيت لا توجّه ملام
عرقات متلن تحت باطك ما التقى
أما الشاعر جورج منصور فقد اتصل بي ووعدني بقنينة عرق مثلث، لم يشرب مثلها زميلنا أبو النوّاس، والمثل يقول وعد الحر دين.
والظاهر أن هذا المقال لن يكتمل إلا إذا اكتملت السكرة، وها هو الشاعر حنا الشالوحي يضم "عرقاته" الى خابية الزجل المهجري النادر، ويفرّح العين بردة جميلة، والقلب ببطحة عرق إذا شربت منها كأسين فقط سأصبح مثل شمشوم الجبار، أبطح أقوى الرجال، فتنعّموا بما أجاد:
يا شربل بعيني بعد ما حكيت
ع الجود قلنا طارت الكلمه
بطحة عرق رح ابعت ترانزيت
بكاسين منها بتبطح الزلمي
وإلى أن تصلني "البطحة" الشمشومية.. أترككم مع هذه الردة التي وصلتني عبر الفايس بوك من الشاعر طوني حنا النسر، وفيها يخبرني عن جنس العرق الذي سيرسله لي، فإذا كان عرق عصام ملكي "من تحت الباط" سيصلني، "ولله الحمد" عرق نسراوي له وجهان ولسانان، المهم أن يكون مثلثاً:    
ما زال وعد الحر عندك دين
يا شربل ال ما في حدا متلك
عندي عرق وجهين ولسانين
ايّا جنس بتحبّ أبعتلكّ
إلى هنا.. انتهت قصتي مع أربعة شعراء من عصبة الزجل اللبناني في أستراليا، دونتها كي أسكركم بالشعر المرح، وبنهفات شعراء كبار.. انتم تضحكون.. وأنا أشرب..
ولكن خوفاً من ان يخلف الشعراء بوعودهم، سأرهبهم بهذه الابيات:
وعدتوني بعرقات مناح
إسمي كتبتو ع الكركه
وبالغربه زرعتو الأفراح
وزدتو بالشعر البركه
لكن.. لولا شاعر زاح
حسابو مع ابن الملكي
وكاسكم شباب.
شربل بعيني

الرجاء قراءة التعليقات

كما نشر في العراقية


هناك تعليقان (2):

  1. رامز حنا ـ ألمانيا3:51 م

    أجمل شيء في الشعر الزجلي هي نهفات الشعراء، والظاهر أن الزجل اللبناني في أستراليا لم يخلُ من هذه النهفات التي تخلّد أصحابها. لقد ضحكت كثيراً وأنا أقرأ ما قال الملكي ومنصور وبعيني.. وكاسكم شباب

    ردحذف
  2. ماري سنكري ـ نيوزيلند3:59 م

    شو حلو الزجل لمن بيفرّح قلوب الناس.. وأنا كنت حب المرحوم جون رعد لأنو كان عندو نكته بشعرو.. كما أبو علي زين شعيب كان عندو نكته.. وهلّق بأستراليا عم بقرا نكت شعريه وافرح فيها.. ألف شكر يا شباب.. وكاسكم كمان

    ردحذف