المهمة شاقة، شاقة جداً، ولكن لا بد منها.. هكذا قال لنا الدكتور مرسي.. وهذا ما أدركناه حقاً، ونحن نتصفّح (الهدية) الثـمينة، التي وصلتنا منهما، ونقلّبها بين أيدينا..
الكتاب الواحد يزن كيلوغراماً أو أكثر.. فكيف تمكن (المرسيّان) أنيس ونجاة من شحن نسخه إلى أستراليا؟.. وكم هي كلفة الشحن؟.. حتى لا نقول: وكم هي كلفة الكتاب، طباعة وشحناً؟.. وكم كتاباً، غير (المهاجرون العرب في أستراليا)، طبعا في لبنان؟.. وما هو حجم خسارتهما في جالية لا تقرأ.. أو يأخذ الواحد منها الكتاب من مؤلفه مجاناً.. فيبيعه لصاحب محل يُعنى ببيع وشراء الكتب المستعملة..
مئات الصفحات كتبتها نجاة، وترجمها أنيس، وضمّها مجلّد رائع.. فخم.. يظهر للعيان مدى تقدّم الطباعة في لبنان.. ويخبرنا الحكايات الكثيرة عن ميزة الصبر والاندفاع والتضحية التي يتحلى بها هذان (المرسيّان). ألـم تقل أديبتنا (نجاة) ان كل امرأة في العالـم تحلم بامتلاك الجواهر.. أما أنا فأحلم بكتابة ونشر المؤلفات!!..
أمّا كيف استقبلت الجالية العربية في مالبورن (الكتاب المجلّد)، فإليكم النبأ:
إنعام رعد، الإذاعيّة المعروفة قدّمت باللغتين العربية والانكليزية الاحتفال، فرحبّت بالجميع، وتحدّثت عن أهميّة (المهاجرون العرب في أستراليا) الذي يعتبر من أهم المراجع الاغترابية في أستراليا.
ولكي تكون للمناسبة نكهة شعرية مميزة، طار الشاعر نعيم خوري من سيدني إلى مالبورن ليهدي صديقيه أنيس ونجاة والجالية هذه الأبيات الرائعة:
قبلنا لـم يكن، ولا ضاء حرفٌ،
أو كتاب، أو مركب، أو منارُ
تحت حد السكين تنمو دمانا،
مهرجاناً، ويشرق الثوّارُ
يصلب الطيّبون، أما العوادي
فملوك على الزنى.. فجّارُ
أما الدكتور بول كوب الاخصّائي بالتاريخ والمدير السابق للمعهد الوطني للتعددية الحضارية، فقد راجع الكتاب وأبدى إعجابه به، وتحدّث عن أهميته بالنسبة للمجتمع الاسترالي ككل.. وانه استقى منه تلك المعلومات التي تقول ان الـ Australian pie هي اختراع لبناني، ابتكرها فرّان من آل الأشقر كان يسكن في مدينة بالاريت. وأن أحد اللبنانيين كان يطوف ببضاعته إلى القرى مع السيد (ماير) مؤسس المحلات الشهيرة.. وان اللبنانيين خليل ولطوف هما أول من موّل شركة (كولز) الواسعة الانتشار.
ناقل الكتاب الى العالمية الدكتور أنيس مرسي لـم ينس أحداً، فوّزع شكره على الجميع.. وكان كلامه العفوي مستمداً من قلبه الكبير.
وفي الختام أعلن سعادة قنصل لبنان العام الدكتور جان دانيال صدور الكتاب رسمياً.. ووجه عتباً لطيفاً إلى مؤلفته السيدة نجاة لانها لـم تشمل بعطفها باقي الولايات، إذ أن معلوماته محصورة في ولاية فكتوريا، رغم اسمه الشامل (المهاجرون العرب في أستراليا).. وبنفس اللطافة ردّت أديبتنا على قنصلنا وقالت: لقد ذكرت الاسباب في مقدمة الطبعتين العربية والانكليزية، وانها وجهت نداءات عديدة الى الولايات الاسترالية الاخرى ولـم تلقَ الحماس ولا التشجيع.
بعد اطلاعنا على الكتاب المترجم، وعلى تأريخه القيّم لاحداث الجالية في مالبورن.. وإبرازه العديد من شخصياتها.. ندبنا حظنا وقلنا: لو سكن أنيس ونجاة في سيدني لنشرت صورنا في الكتاب.. ومن منا لا يحب رؤية صورته في هذه الايام.. بعض الناس في جاليتنا مرضى صورهم!!
شكراً يا أنيس ويا نجاة مرسي.. وإلى توقيع آخر بإذن اللـه.
**
شربل بعيني
سيدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق